29‏/10‏/2019

إجراء دراسة حالة

كثير من المجالات به شكل أو آخر من دراسة الحالة، ولكن يكثر استخدامها تحديدًا في الأوساط العلمية والتسويقية. وبينما تركز دراسة الحالة الأكاديمية على شخص واحد أو مجموعة صغيرة، لإخراج تقرير مفصل بدون تعميم، بعد أشهر من البحث؛ تأخذ دراسة الحالة في المجال التسويقي شكل قصة نجاح بهدف الترويج لشركة ما.

1
التخطيط لدراسة حالة أكاديمية

  1. 1
    حدد موضوع الدراسة. تركز دراسة الحالة على شخص واحد، أو مجموعة صغيرة من الأشخاص، وأحيانًا على حدث معين. المعني هنا إجراء دراسة نوعية لإيجاد تفاصيل محددة وتوصيف لطبيعة الأثر الواقع على موضوع الدراسة.
    • مثلًا، قد تهدف دراسة حالة طبية معرفة طبيعة تأثير إصابة ما على مريض واحد، بينما قد تجرى دراسة حالة سيكولوجية لدراسة مجموعة صغيرة من الناس يخضعون لعلاجي تجريبي.
    • دراسات الحالة غير مصممة لدراسة المجموعات الكبيرة أو للتحليل الإحصائي..
  2. 2
    اختر ما بين إجراء دراسة استباقية prospective أو استعادية retrospective. تتضمن الدراسة الاستباقية إجراء دراسات جديدة، وذلك على أفراد أو مجموعات صغيرة؛ بينما في الدراسات الاستعادية، يتم البحث في ماضي عدد محدود من الحالات فيما يتعلق بموضوع الدراسة، ولا تتطلب تدخلًا جديدًا فيما يخص تلك الحالات.
    • قد تتضمن دارسة الحالة كلا النوعين.
  3. 3
    احصر أهدافك البحثية. قد تحدد لك تلك الأهداف مسبقًا من قِبل أستاذك أو صاحب العمل وقد تحددها بنفسك. من حيث الهدف، تتضمن دراسات الحالة الأنواع الأساسية الآتية:[١]
    • دراسة حالة إيضاحية، تصف موقفًا غير معتاد بهدف المساعدة على فهمه؛ كدراسة حالة عن مصاب بالاكتئاب مصممة لمساعدة المعالجين تحت التدريب على فهم الاكتئاب من منظور المريض.
    • دراسة حالة استكشافية، وهي تمهيد يهدف لإنارة الطريق أمام مشروع مستقبلي أشمل؛ إذ الغرض منها هو تحديد الأسئلة البحثية والمقاربات الممكنة للمشروع الأكبر. مثال ذلك دراسة حالة عن ثلاثة طرق تدريسية؛ حيث يتم توصيف مزايا وعيوب كل طريقة، وتقديم توصيات أولية بشأن كيفية ترتيب طريقة تدريس جديدة.
    • دراسة حالة متفردة، وهي تركز على حالة بعينها بدون غرض التعميم؛ كدراسة وصفية عن مصاب بمرض نادر، أو دراسة حالة بعينها لاختبار ما إذا كانت النظرية العامة المستخدمة تنطبق فعلًا أو تفيد في كل الحالات.
  4. 4
    قدم للحصول على الإجازة الأخلاقية. يتطلب القانون من كل دراسات الحالة تقريبًا نيل الموافقة الأخلاقية قبل أن تبدأ. تواصل مع المؤسسة أو القسم الذي تعمل به واعرض دراستك على المسؤولين عن الإشراف الأخلاقي. ربما يطلب منك إثبات أن دراستك لا تعرض مشاركيها للأذى.
    • قم بهذه الخطوة حتى عند إجراء دراسة استعادية؛ فأحيانًا ما يتسبب نشر تفسير جديد في إلحاق الأذى بالمشاركين في التجربة الأصلية.
  5. 5
    خطط لدراسة طويلة الأمد. تستغرق أغلب الدراسات الأكاديمية 3-6 شهور على الأقل، وكثير منها يستمر لسنوات. قد يقيدك حجم التمويل أو مدة البرنامج الدراسي، ولكن عليك على أقل تقدير أن تخصص عدة أسابيع لإجراء الدراسة.
  6. 6
    صمم استراتيجية البحث بتفاصيلها. ارسم إطارًا عامًا لكيفية جمع البيانات والإجابة على الأسئلة البحثية. تحديد الطريقة الدقيقة لذلك يرجع إليك، لكن قد تفيدك النصائح التالية:
    • حدد أربع أو خمس نقاط بالأسئلة التي تريد الإجابة عليها، إن أمكن، في الدراسة. استعرض الزوايا المختلفة التي يمكن مقاربة الموضوع والأسئلة من خلالها.
    • اختر اثنين (أو أكثر، وهو الأفضل) من مصادر المعلومات الآتية: تقارير الحالات - البحث عبر الإنترنت - البحث في المكتبة - إجراء المقابلات مع مواضيع الدراسة - إجراء المقابلات مع الخبراء - العمل الميداني بصور أخرى - تخطيط المفاهيم والتصنيفات.
    • صمم أسئلة للمقابلات تستدعي إجابات في العمق وتساعد على المحاورة المستمرة فيما يخص أهداف البحث.
  7. 7
    استجلب المشاركين إذا احتجت. إن لم تكن دراستك عن شخص بعينه، فقد تحتاج لاستقدام مشاركين من حيز أوسع بما يلبي شروط البحث. احرص على الوضوح الشديد في إعلام المتطوعين أساليب البحث وجدوله الزمني؛ فعدم الوضوح في ذلك الأمر قد يعد تجاوزًا لأخلاق المهنة، وقد يدفع المشارك إلى الرحيل في منتصف الدراسة، متسببًا في ضياع الوقت الكثير.
    • بما أنك لن تقوم بالتحليل الإحصائي، فلا حاجة لأن تدرس عينة ممثلة لتنوع المجتمع. عليك أن تنتبه لأي تحيز في عينتك قليلة العدد، وتبرزه في تقريرك؛ لكن ذلك لا يبطل بحثك.

2
إجراء دراسة حالة أكاديمية

  1. 1
    ادرس خلفية الموضوع. إذا كنت تدرس بشرًا، فابحث في ماضيهم عما يمكن أن يكون ذا صلة، كالتاريخ الطبي أو العائلي أو تاريخ مؤسسة ما. الدراسة الجيدة لخلفية مواضيع البحث ودراسات الحالة السابقة المشابهة لها أن تساعدك في توجيه دراستك، خاصة إذا كنت تكتب دراسة حالة متفردة.
    • أية دراسة حالة، وبالذات التي بها جانب استعادي retrospective سوف تفيد من الاستراتيجيات الأساسية للبحث العلمي.
  2. 2
    تعلم كيف تقوم بالمراقبة العلنية. عندما تتناول دراسة الحالة بشرًا، لا تسمح لك القواعد الأخلاقية عادة بـ"التلصص" على المشاركين. عليك عندئذ أن تقوم بالمراقبة العلنية، حيث يعلم المشاركون بوجودك. وبخلاف الدراسات التي تتعامل مع الكم، بإمكانك التحدث مع المشاركين وتألّفهم وأن تشرك نفسك في الأنشطة. يفضل بعض الباحثين المراقبة مع النأي بأنفسهم، ولكن انتبه أنه بغض النظر عن علاقتك بالمشاركين، سوف يؤثر وجودك على سلوكهم.
    • بناء الثقة بينك وبين المشاركين يمكنه أن يسمح بسلوك أقل تقيّدًا. مراقبة الناس في بيوتهم أو أعمالهم أو أي مكان "مألوف" آخر قد تكون أكثر فعالية من إحضارهم إلى مختبر أو مكتب.
    • من الأمثلة الشائعة لهذا النوع من المراقبة هو أن تطلب من المشاركين ملء استبيان. هنا يدرك المشاركون أنه يجري دراستهم، وبالتالي سيختلف سلوكهم؛ لكنها طريقة سريعة وأحيانًا الطريقة الوحيدة للحصول على معلومات معينة.
  3. 3
    دون ملاحظاتك. تدوين الملاحظات التفصيلية أثناء عملية المراقبة أمر حيوي لكتابة التقرير النهائي. قد يجوز في بعض الدراسات أن تطلب من المشاركين تسجيل ما يختبرونه في مفكرة.
  4. 4
    أجرِ المقابلات. بحسب طول الدراسة. قد تجري مقابلاتك أسبوعيًا، أو كل شهر أو اثنين، أو حتى مرة أو مرتين فقط في العام. ابدأ المقابلة بالأسئلة التي أعددتها أثناء فترة التحضير، ثم كرر الأمر بهدف التعمق في صلب الموضوع:[٢]
    • وصف التجربة — اسأل المشارك كيف مرت عليه التجربة موضوع الدراسة أو كيف وجد كونه جزءًا من المنظومة التي تدرسها.
    • وصف المعنى — اسأله ماذا تعني التجربة بالنسبة له، أو ما "الدروس الحياتية" التي استخلصها منها. اسأل عن الارتباطات الذهنية والعاطفية التي تكونت لديه بشأن موضوع الدراسة، سواء كانت حالة طبية أو حدثًا ما أو أمر آخر.
    • التركيز — في المقابلات المتأخرة، أعد الأسئلة بهدف إكمال الصورة عندك، أو بهدف تطوير الأسئلة البحثية والنظريات على مدى الدراسة.
  5. 5
    التزم الصرامة العلمية. ربما أحسست أن دراسة الحالة أقل اعتمادًا على المعطيات الصلبة من التجارب الطبية أو الدراسات العلمية، لكن الانتباه للصرامة العلمية ومنهج البحث الصحيح يبقى أمرًا جوهريًا. إذا كنت ميالًا لدراسة حالة متطرفة الظروف، فجنب وقتًا لدراسة حالة أكثر "نمطية" معها.[٣] عندما تراجع ملاحظاتك، تَشَكك في التسلسل المنطقي لديك واطرح جانبًا أية استنتاجات لا تدعمها مشاهدات مفصّلة. لا تستشهد بمصدر دون إحكام الإحاطة بمصداقيته.
  6. 6
    اجمع كل بياناتك وحللها. بعد أن تقرأ وتسترشد بالأسئلة التي حضرتها مسبقًا، ربما تجد أن البيانات تتفاعل بشكل غير متوقع. عليك أن تجمع معلوماتك وتركزها قبل أن تكتب دراسات الحالة، بالذات إذا كان بحثك على فترات تمتد على مدى شهور أو سنين.
    • إذا كنت تعمل مع آخرين، فستحتاجون إلى أن توزعوا المهام كي لا يتعطل سير الدراسة. مثلًا، يمكن أن يكون أحدكم مسؤولًا عن الرسوم البيانية الخاصة بالبيانات التي جمعت، بينما يتولى آخرون كل منهم كتابة تحليل لإحدى النقاط الخاصة بالأسئلة التي تريدون الإجابة عنها.
  7. 7
    اكتب التقرير النهائي الخاص بدراسة الحالة. بالنظر إلى الأسئلة البحثية التي صممتها وإلى نوع دراسة الحالة التي أجريتها، يمكن للتقرير أن يكون وصفيًا، أو استدلالًا تحليليًا قائمًا على دراسة حالة معينة، أو اقتراحات لتوجيه بحوث أو مشاريع مستقبلية. ضمّن صلب الدراسة أهم الملاحظات والمقابلات، وانظر في إرفاق بياناتك الإضافية (كتفريغ المقابلات) في الملحقات كي يرجع إليها القراء إذا أرادوا.
    • إذا كنت تخاطب بدراستك جمهورًا غير متخصص، فربما يحسن استخدام أسلوب سردي، واصفًا الأحداث التي وقعت في الدراسة بترتيب زمني، وقلل من المصطلحات المتخصصة قدر الإمكان.

3
كتابة دراسة حالة تسويقية

  1. 1
    استأذن عميلك. تصف دراسة الحالة التسويقية "قصة نجاح" خاصة بشركة ما وعميل لها. الوضع الأمثل يتضمن عميلًا قريب العهد بالتعامل مع شركتك ومتحمسًا لتزكيتها. انتقِ عميلًا أقرب ما يكون لجمهورك المستهدف، بقدر الإمكان.[٤]
    • اطلب مشاركة عالية المستوى من جهة العميل كي تحصل على أفضل نتائج.[٥] حتى إذا كان العميل يريد فقط فحص المعلومات المذكورة في الدراسة، فاحرص على أن يقوم بذلك شخص رفيع المنصب وخبير بالعلاقة بين الشركة والعميل.
  2. 2
    اكتب الإطار العام للقصة. تبدأ هذه الدراسات في المعتاد بوصف مشاكل العميل وخلفياتها، ثم تنتقل سريعًا لتصف كيف تعاملت شركتك بشكل استرتيجي مع تلك المشاكل ونجحت في حلها بكفاءة عالية. اختم القصة بوصف كيف يمكنكم تطبيق حلول شبيهة في مختلف نواحي السوق المستهدف. يفضل أن تقسم الدراسة كلها إلى 3-5 أقسام.[٦]
    • التعاون مع العميل مفيد هنا بشكل خاص، فاحرص على ذكر النقاط التي أحدثت التأثير الأكبر والانطباع الأفضل.
    • إذا لم يكن جمهورك ليتماهى identify بشكل مباشر مع مشكلة العميل المحددة، فابدأ بمقدمة أكثر عمومية تصف هذا النوع من المشاكل لدى جمهورك بشكل عام.[٧]
  3. 3
    احرص على سهولة القراءة وقوة التأثير. استخدم الخط الثقيل bold والعناوين الكبيرة كي تقسم دراستك إلى أجزاء يسيرة القراءة. ابدأ كل قسم بجمل قصيرة حيوية وأفعال لغوية تفيد الإنجاز.[٨]
  4. 4
    استخدم أرقامًا فعلية. استخدم كأمثلة أرقامًا وإحصائيات توضح مدى فعالية حلولكم؛ واحرص على الوضوح قدر الإمكان، مستخدمًا الأرقام الفعلية بدلًا من (أو مع) النسب المئوية. على سبيل المثال، يمكن لقسم المواد البشرية أن يعلن أرقامًا مثيرة للإعجاب عن عدد الموظفين الذين تم استبقاؤهم عقب تغييرات إجرائية في الشركة؛ أو أن يبين فريق التسويق أثر خدماته في زيادة المبيعات.
    • يمكن للمخططات والرسوم البيانية أن تساعد كثيرًا في التوضيح، ولكن احرص على عنونتها بحروف كبيرة تبرز المضمون الإيجابي لمن لم يعتد قراءة تلك المخططات.[٩]
  5. 5
    اطلب استشهادًا أو اكتبه بنفسك. من المفيد بالقطع أن تضيف شهادة إيجابية من العميل، لكن يكثر أن يكون الشخص المعني غير ذي خبرة بالتسويق؛ لهذا اقترح على العميل أن تكتب الصيغة بنفسك، على أن يعتمدها بالطبع قبل النشر.[١٠]
    • المعتاد أن يكون الاقتباس قصيرًا من جملة أو اثنتين تصفان ما تقدمه في ضوء إيجابي.
  6. 6
    أضف صورًا. فالصور، سواء كانت صورًا فوتوغرافية أو أشكالًا تزيد جاذبية الدراسة. من الطرق المستخدمة أن تطلب تصوير العميل، إذ يمكن لتصوير هاوٍ بكاميرا رقمية لفريق العميل مبتسمين أن تضيف لمسة أصالة.[١١]
  7. 7
    انشر الخبر. اجعل دراستك متاحة على نطاق واسع. من الممكن استخدام Amazon Web Services أو Microsoft's Business Hub أو Drupal.[١٢] أرسل نسخًا منها للعميل الذي تعاون معك برفقة شهادة تقدير تشكره فيها على مشاركة جانبه.

أفكار مفيدة

  • تذكر أن دراسة الحالة لا تسعى للإجابة على سؤال البحث بشكل قاطع؛ بل إلى تكوين نظرية أو أكثر بشأن الإجابة.
  • يستخدم مصطلح "دراسة حالة" في مجالات أخري بمعنى عملية قصيرة أقل حزمًا. لا سيما في مجالي القانون والبرمجة، تصف دراسة الحالة موقفًا حقيقيًا أو افتراضيًا (حالة قانونية أو مسألة برمجية)، مصحوبًا بنقاش شفوي أو مكتوب حول الاستنتاجات أو الحلول المحتملة.[١٣]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة