يمكنك أن تجهز محتوى مذهلًا ولا مثيل له للمشاركة في المناظرة، لكن حقيقة الأمر أنه في أغلب الأحيان يذهب ثلث التقييم أو ما هو أكثر إلى أسلوبك في الإلقاء. تكمن الخلطة السحرية للفوز في المناظرة في جوانب أكثر من مجرد إيمانك الشخصي بوجهة النظر. لن يكون كافيًا أن تقوم بعملية بحث مثالية ودقيقة إذا كنت ستظل في النهاية غير قادر على شرح وجهة نظرك بشكل واضح للجمهور. لا نقصد أن مجرد الحديث الشغوف واللغة الساحرة سوف يكونا كافيين للفوز في مناظرة تدافع فيها عن وجهة نظر ضعيفة منطقيًا ولا تملك الأدلة البحثية الكافية لدعمها، لكن بلا شك أن أسلوب العرض ومهارتك في التمتع بحضور يفوق المنافسين وقدرتك على جذب الجمهور ولجنة التحكيم، وما شابه من العوامل، يلعب دورًا كبيرًا، حتى في أكثر المناظرات التحليلية والأكاديمية. الحجج المنطقية وإيمانك بما تناظر حوله أشياء بالغة الأهمية دون شك، لكن في بعض المناظرات الملتهبة، قد يعتمد فوزك بالأساس على أدائك الدرامي وأسلوب العرض الجيد لما تؤمن به.
1
فهم فن الخطابة
- 1اعرف كيفية تحقيق الإقناع عن طريق إيجاد المدخل المناسب. تم صياغة خمس قواعد أساسية للبلاغة في فن الخطابة عن طريق الفيلسوف الروماني شيشرون، في القرن الميلادي الأول[١]، والذي صاغ هذه القواعد الأساسية الخمسة بهدف تقسيم مهارة الإقناع الخطابي إلى أجزاء أبسط قابلة للفهم والتعلم بسهولة. الخطوة الأولى هي ما يمكن تسميتها "التلفيق الحميد" أو "استنباط طبيعة الجمهور"، والتي يقصد بها عملية إيجاد المدخل المناسب للتواصل مع الجمهور المستهدف، حيث تستكشف الطبيعة الضاغطة لوجهة نظرك؛ جوانب تلامس وجهة نظرك مع المتلقي، وهي العملية التي يجب أن تتم بشكل تمهيدي لأي مناظرة تقوم بها، وتيقن أن إغفالك لها هو الخطوة الأولى لأن "تؤذن في مالطا" بقية اليوم. [٢]
- يجب أن يكون لديك فهم دقيق للجمهور؛ من هم؟ ما هي رغباتهم واحتياجاتهم؟ هل طريقتك المفضلة للحديث هي الطريقة الأمثل للتواصل معهم وجذب انتباههم واقناعهم (سواء بشكل عاطفي أو عقلي)؟
- توجد ثلاثة أنماط للإقناع عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الجمهور، هم: الأفكار المنطقية، الأخلاقيات (الروح العامة)، العاطفة. دورك هو أن تحدث حالة من التوازن بين الجوانب الثلاثة، وبالطبع أن تدرجهم جميعًا دون أن تستبعد أي منهم. [٣] يضمن لك ذلك أن تنجح في إقناع الجمهور بوجهة نظرك، حيث يلعب كل جانب على وتر مختلف لدى المستمع الواحد ولدى المستمعين ككل باختلاف طبيعة كل منهم الشخصية. لاحظ الأهمية القصوى للتبديل في أسلوبك بين الجوانب الثلاثة لتلبية احتياجات الجمهور المختلفة.
- يكون التواصل العقلي، الذي يعتمد أكثر على الأفكار المنطقية والحقائق والأرقام الإحصائية، مناسبًا أكثر عندما تتواصل مع جمهور يرغبون في سماع الأدلة الواقعية حول كيفية تحسين ظروفهم الحالية البائسة.
- عندما ترغب في الحفاظ على نبرة حديث متوازنة وغير متحيزة (ظاهريًا على الأقل)، اشحن حديثك بالمزيد من الحديث المتوافق مع الروح العامة للجمهور (أخلاقيات الجماعة). ينجح ذلك أكثر في حالة الجمهور الرسمي، الذي مهما كانت حجتك مقنعة عقليًا سوف يظل بحاجة إلى إيجاد سبب نفسي للتعاطف معك ومع ما تدافع عنه.
- يمكن توقع كوْن الحديث العاطفي وسيلة للتلاعب في بعض المواقف، لكن ذلك لا ينفي حتمية اللجوء إليه عندما تمتلك وجهة نظر صادقة؛ تجنب الميل المثالي لدى البعض لتجنبه بسبب أنه يخاطب عاطفة المستمع وليس عقله. يساعدك هذا الأسلوب على إلهام الجمهور وإثارة المشاعر القوية بداخلهم ونيل تعاطفهم، ومن ثم تقدر هذه المشاعر على أن تغيّر مسار خطابك بشكل جذري.
- يضمن لك إتقان فن الخطابة أن تقوم بإعداد خطابك على أفضل وجه ممكن، وهذا ما يمنحك بدوره دفعة هائلة للأداء بشكل جيد في المناظرة.
- 2كوّن حجتك وفق ترتيب معين. يلعب الترتيب الذي يسمع به الجمهور وجهة نظرك دورًا ضخمًا في كيفية تلقيهم لما تقوله. [٤] على الأغلب أنك سبق لك الاستماع لمصطلح مقال الخمس فقرات (مقال ساندويتش الهمبرجر: المقال الذي يتكون من فقرة المقدمة ثم ثلاث فقرات للموضوع والأدلة الداعمة وفقرة ختامية للاستنتاج والختام). قد لا تكون هذه الصيغة مناسبة دائمًا لكل الخطابات، إلا أن هذا النسق الأساسي مبني على هيكل الجدال اليوناني والروماني. نشرح فيما يلي الخمس خطوات التي تساعدك على ترتيب عرضك لوجهة نظرك.
- المقدمة: عبر عن رسالتك والسبب الذي يجعل ما تقوله مهمًا للجمهور ولك على حد سواء.
- الحقائق: قم بتقسيم الأطروحة العامة لوجهة نظرك إلى مجموعة من الفقرات الأصغر. وهذه الفقرة التي تشرح فيها الأسباب التي كوّنت الوضع الحالي أو العقدة/ المشكلة مثار النقاش.
- الأدلة والإثباتات: هذه هي الجزئية التي يتم فيها بناء الحجة الجدالية. اشرح الأسباب التي تجعل من وجهة نظرك هي الرأي الصحيح واستخدم كل الأدلة التي تقنع الجمهور أنك على صواب.
- الرد والتفنيد: اعترف بإدراكك للخصوم ووجهة نظرهم. في البداية، صدق على نقاط التوافق بينك وبينهم، ثم لا تتهاون في تحدي وجهة نظرهم ودحض كل جوانبها وإثبات جوانب النقص والخطأ في استنتاجاتهم نفسها وحتى في الأدلة التي تدعم تلك الاستنتاجات.
- الاستنتاج. هذه العملية أشبه بلف الهدايا. اجمع كل ما قلته في شكله النهائي جنبًا إلى جنب ثم اربط بينهم وضعهم في غلاف نهائي مميز وبسيط يوضح للمستمعين ما ترغب به تمامًا من كل ما قلته ويدفعهم كذلك للتفكير أو التصرف على نحو متوافق مع ما تدافع عنه.
- 3طوّر من أسلوبك في المناقشة والجدال. لن يجدي نفعًا أن يكون عرضك لوجهة نظرك غارقًا في بحر من العبارات المبتذلة (الكليشيهات) أو اللغة المتلعثمة. اجعل حديثك مبدعًا وبمستوى لغوي وعقلي رائع، معبرًا عن أبرز النقاط بشكل حيوي وملفت للانتباه. [٥] تأكد بدايةً أنك تشعر بالرضا والفخر عن أسلوبك في الحديث، والذي يضمن لك بدوره أن يتطور أداءك وتتزايد قدرتك على إقناع الآخرين.
- يجب كذلك أن تقوم بتعديل أسلوبك ليتوافق مع الجمهور. تأكد من أنك تعبر عن أفكارك بطريقة لا تتعارض مع طبيعة الجمهور أو أخلاقهم أو مستواهم الفكري.
- اجعل لغتك حيوية عن طريق استخدام الاستعارات والصور الجمالية في أثناء إعدادك لخطابك الذي يعرض وجهة نظرك. [٦] لا تفترض أن المناظرة عملية عقلية فقط وتقع في خطأ استخدام اللغة الجامدة والأساليب الخبرية لا غير. الجأ للأساليب الإنشائية والتشبيهات، فهي واحدة من أكثر الوسائل المجربة والتي أثبتت نجاحها على مر العصور في تشكيل حجج ذكية ومقنعة. راجع تاريخ الخطب والمناظرات بين العرب قديمًا وتأمل دمج الصور الجمالية في الحديث.
- تذكر الجملة التي نحفظها جميعًا: "التضاد" يوضح المعنى ويبرزه ويزيده قوة وجمالًا. تبرز الأفكار والجمل عن طريق الدمج بين الشيء ونقيضه، وفي نفس الوقت يلعب "الترادف" كذلك دورًا مؤثرًا على معنى وموسيقى الكلام. التشبيه والمجاز بدورهم من أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها المقارنة المتساوية بين فكرة وأخرى، بالإضافة لإثارة الذهن واستدعاء الأدلة وتحريك مشاعر الجمهور. تضيف كل هذه الوسائل اللغوية إلى قوة وقدرة النص الخاص بك على الإقناع والإمتاع على حد سواء.
- 4تحدث غيبيًا معتمدًا على حفظك للنص بدلًا من القراءة كلمة بكلمة من الورق. تبدو فكرة بديهية لكن لا بأس من التأكيد عليها: الحديث المحفوظ أكثر قدرة على إثارة إعجاب الجمهور مقارنة بالحديث المقروء. إذا كنت تتساءل عن السبب من ذلك، فالتفسير أنه كلما كنت أكثر قدرة على استدعاء الأفكار من ذهنك، فأنت دون شك مؤمن وعلى يقين من صدق هذه الأدلة، بينما القارئ يبدو كشخص بحاجة لوسيلة غش تخفي ضعف حجته، أو هكذا يبدو الأمر للمتلقي. [٧]
- يجدر الإشارة إلى أن بعض جوانب المناظرة سوف يتم أدائها بشكل سريع وبدون إعداد مسبق، وبالتالي كلما تذكرت الحقائق المتعلقة بالموضوع، كلما كنت أكثر قدرة على استعادتها بشكل طبيعي في أي لحظة تحتاج فيها إلى ذلك. يساعدك الحفظ دون شك على أن تكون أكثر ثقة من نفسك ومن أفكارك ومن ثم لا تجد صعوبة كبيرة في الارتجال أثناء الحديث عندما تدعو الضرورة لذلك.
- 5ارفع من قدراتك على الأداء من خلال التركيز على مهارة "الإلقاء". القاعدة الأخيرة من فن الخطابة هي "حسن الإلقاء"، والتي تضمن لك الوصول إلى إتقان فن الأداء المثالي في المناظرات. أسلوب الإلقاء هو وسيلتك للتأكيد أمام الجمهور على النقاط هامة، من خلال تركيزك بشكل أساسي على الإيماءات ولغة الجسد ونبرة الصوت. [٨] ربما أنك صاحب الرأي الصادق وأنك تدافع بوجهة نظرك عن الحقيقة، لكن عجزك عن توصيل هذه الحقائق بسبب عدم التواصل بطريقة صحيحة مع الجمهور والتعبير عن وجهة نظرك بالأداء المناسب، قد يترتب عليه أن يفوت على الجمهور الكثير مما تقوله أو أن تفشل في إقناعهم.
- يختلف أسلوب الإلقاء المطلوب باختلاف الجمهور. في حالة الحديث مع فئة صغيرة من الجمهور، قد يكون من الأفضل أن تعتمد على المزيد من التواصل البصري وأن تتحدث بشكل مباشر أكثر مع من يستمع لك بإنصات حقيقي منهم. على سبيل المثال: يعرض رؤساء الدول والسياسيون وجهة نظرهم بشكل حميمي وبسيط، وبتناول أدق للتفاصيل البسيطة، في حالة اللقاءات التلفزيونية أو جلسات الحديث المصغرة، حتى إذا تم إذاعتها للجمهور العام من خلال الراديو أو التلفاز فيما بعد، بينما في المقابل تكون خطاباتهم في الساحات العامة أمام عدد ضخم من الجمهور على النقيض تتسم يقدر أكبر من الحدة والمباشرة ولها أسلوب إلقاء مختلف، حيث يتم تناول النطاق الأوسع للموضوع مثار النقاش وللأفكار والعناوين الرئيسية فقط.
2
تطوير مهاراتك اللغوية أثناء الحديث
- 1تخلص من لوازم الحديث. عندما يمتلئ حديثك بالكثير من الهمهمات وأصوات التوقف عن الكلام وتشتت الذهن وغيرها من الأصوات الهوائية، تظهر للجمهور كشخص يعرف القليل عن موضوع الحديث؛ أقل مما تعرفه بالفعل! [٩] يفضح التردد اللفظي حاجتك إلى الوقت لتحديد كلماتك التالية، وهو الأمر الذي يجب تجنبه كليًا في المناظرات الكلامية، حيث أن هدفك الأساسي هو إظهار قدر كبير من الإتقان والكفاءة في التعبير عن وجهة نظرك حول موضوع المناظرة.
- يحتاج صوت "آه" إلى وقت أقل للتغلب عليه وسط الحديث. لهذا الصوت معنى في فن الإلقاء، وهو أنك انتهيت من نقطة معينة وعلى وشك الانتقال إلى النقطة التالية. لا تقع في خطأ إصداره في أي وقت آخر غير ذلك، وحاول تقليله قدر الإمكان بشكل عام.
- في المقابل، يعتبر صوت "اممم" أكثر خطورة بكثير! يعبر هذا الصوت على أنك تبحث بداخل عقلك عن معلومة ما لست على اطلاع كافي بها. يجب أن تستبعد كلا الصوتين من نمط حديثك في حالة المناظرات الرسمية، فالاثنين قد يحدثا بشكل طبيعي لدى جميع البشر، إلا أن تكرارهما بكثرة يُظهر أنك تواجه مشكلة أو أخرى في ترتيب أفكارك.
- حاول أن تستبدل أصوات ولوازم الكلام بالصمت. يمنح ذلك الجمهور فرصة من الوقت لاستيعاب نقطتك الأخيرة، وفي نفس الوقت تجد بدورك الوقت اللازم لإيقاظ ذهنك والاستعداد للنقطة التالية.
- يحتاج كل البشر إلى مساحة صغيرة من الوقت قبل الانتقال إلى جملتهم التالية في الحديث. ما نقوم به هنا ليس استبعادًا لهذه العملية العقلية الطبيعية، ولكننا في المقابل نحاول أن تبدو وكأنك تحتاج وقتًا أقل للتفكير مما تحتاجه بالفعل، وهو ما يدعم ظهورك بثقة كافية أمام الجمهور وأنت تتحدث أثناء المناظرة.
- 2استخدم مرادفات للكلمات المستهلكة. من السهل/ المغري أن تعتمد على الكلمات والصيغ اللغوية المعتادة؛ هذه الكلمات التي لطالما كتبناها في مواضيع التعبير في المدرسة والتي يتحدث بها خطباء الجمعة والضيوف في البرامج التلفزيونية المملة، خاصة إذا كنت تعتقد أن نقطة القوة الأساسية لحجتك تعتمد على المعلومات وعملية البحث التي قمت بها وليس اللغة.[١٠] راقب خطب السياسيين كذلك ولاحظ الميل المعتاد لديهم للاعتماد على اللغة المستهلكة المبتذلة واسأل نفسك عن مدى ما تشعر به من ملل أثناء الاستماع إليهم وهم يعيدون تأكيد ما هو معروف وتوضيح ما هو واضح. حاول أن تكون مبدعًا لأقصى درجة في اختيارك لكل كلمة من حديثك متجنبًا أن تقع في الفخ الشائع لاستخدام التعابير اللغوية المستهلكة.
- عندما يكون حديثك معتمدًا بشكل أساسي على الوقائع والبحث الدقيق، فأنت عرضة لخطر إلقاء خطاب ممل أو متحذلق. يترتب دائمًا على عملية قذف الحقائق الأكاديمية الجامدة (بصيغتها الرسمية وكما هي دون أي تعليل أو إضافة لتيسير فهمها على الجمهور العادي) إنتاج خطاب فكري أكثر من اللازم وبين قوسين (مزعج وغير مفيد للجمهور). [١١] يمكن أن تكتسب عداوة كل من يستمع إليك عن طريق خطوة واحدة: تحدث إليهم بمصطلحات غير مفهومة. يجب أن تجد بدائل لغوية لكلمات مثل: "الدوغمائية" أو "الانتلجنسيا". هذه النوع من الكلمات ربما تكون شائعة في أوساط معينة، لكنها مزعجة وغير مفهومة لفئات أخرى من الجمهور. لا تحسب أن الاعتماد على اللغة المعقدة سوف يعمل لصالحك، مهما كانت طبيعة المناظرة التي تشارك بها.
- 3تحدث ببطء وبنطق صحيح. يوجد ميل غريب، تحديدًا لدى المناظرين صغار السن، إلى قول الحقائق بسرعة عالية وكأنها طلقة نارية يجب أن تباغت المنافس أو وكأننا في حلبة ملاكمة يجب أن تكون فيها أول وأسرع من يهاجم. هي حلبة تنافس بالفعل، لكن حقيقة الأمر أن سلاحك الأفضل دائمًا هو الحديث الهادئ[١٢] الذي يضمن استقرار كل كلمة تقولها بداخل ذهن وعقل الجمهور ولجنة التحكيم. يوجد فوائد لا تعد ولا تحصى ناتجة عن التحدث بهدوء في أثناء إلقائك لخطابك في المناظرة.
- من الأسهل أن تنطق الحروف والكلمات بطريقة صحيحة عندما تُبطئ من وتيرة إلقائك لخطابك، كما تكون أمامك فرصة لسرد وجهة نظرك بكفاءة أفضل؛ التسرع ربما يجعلك تقول كلمات أكثر في وقت أقل، لكن أغلب ما تقوله لن يُسمَع بشكل صحيح وقد تنسى كذلك ما جهزته من أفكار بسبب تعجلك.
- استخدم طريقة "وضع القلم الرصاص في الفم" للتمرن على تحسين أسلوب نطقك للكلام. اتبع التعليمات التالية: ضع القلم في فمك بشكل موازي لجبهتك، ثم ابدأ في الحديث مع محاولة الحفاظ على إمساكك للقلم بأسنانك. يساعدك هذا العائق الغريب في فمك على بذل مجهود أكبر في نطق مقاطع الكلام، وهو ما يطور قدرتك على النطق.
- بعد أن تزيل القلم، سوف تجد أن طريقة نطقك أصبحت أكثر وضوحًا بكثير. التزم بنفس مستوى النطق أثناء المشاركة في المناظرة. اجمع بين النطق الصحيح ووتيرة الحديث المتزنة الهادئة، وستجد أنك تحقق مستوى أفضل بكثير في سعيك نحو أن يفهم الآخرون وجهة نظرك بسهولة.
- 4اعرض ردودك لتفنيد ودحض وجهة النظر المعارضة بالكثير من الهدوء والثقة. استغرق لحظة أو أكثر في أخذ نفس عميق وضبط العمليات الحيوية في جسدك وتهدئة ذهنك محاولًا الإمساك بما ينبغي عليك قوله تحديدًا. [١٣] لحظة تفنيد وجهة النظر المعارضة هي أكثر لحظات التوتر والضغط في أي مناظرة، خاصة مع احتياجك إلى ربط كل ما قلته من أفكار بطريقة مرتجلة وملهمة تجعلك الطرف صاحب اليد العليا في المناظرة.
- بشكل عقلي وقبل أن تبدأ في الحديث، قم بتلخيص وجهة نظرك في مجموعة واضحة أكثر من النقاط. لن تحقق الفوز في هذه الجزئية من المناظرة عن طريق إطلاق المزيد من الأفكار الجديدة العشوائية بشكل مباغت وفي اللحظات الأخيرة.
- اجمع كل ما ترغب في قوله في جملة واحدة أو اثنتين. بالتأكيد أنك ستعتمد على الكثير من الأفكار، لكن هدفك الآن هو اختيار قاعدة منطقية محددة تربط بين كل أفكارك، بحيث تواصل الانطلاق منها والعودة والتأكيد عليها كشعار عام وواضح ومؤكد لوجهة نظرك.
- اجعل تركيزك منصبًا على نقاط قوتك والإشارة للأشياء التي تضمن أنك فعلتها بنجاح. لا تكن مثاليًا بشكل غير واقعي وترفض الاعتماد على الطريق الأسهل، الذي يضمن لك تحقيق الفوز، فقط لأنه سهل ولا يوجد به عقبات وتحديات!
3
تعزيز الأداء الدرامي
- 1عزز حركتك ولغة جسدك. يمكن لاستخدام الإيماءات أن يلعب دورًا كبيرًا للغاية في توضيح وجهة نظرك. تذكر دائمًا أن الحديث للعامة هو - بداية وختامًا - محاولة لأن تظهر بشكل طبيعي ومنفتح أمام عدد كبير من الجمهور. [١٤]. تذكر دائمًا الخمس قواعد الأساسية لأي إيماءة جسدية، والتي يمكن اختصارها إلى "ط.م.م.ق"؛ يجب أن تكون أي إيماءة صادرة عنك: ط، طبيعية. م، منفتحة. م، محددة. ق، قوية.
- عادة ما يتاح لك مسرح كبير للتحرك عليه في وقت المناظرة. يجب أن تحتل كل سنتيمتر متاح لك بشكل كامل. تجنب أن تكون خطواتك عصبية في المقام الأول، بل استخدمها في إظهار قدر كبير من الثقة والارتياح وأنت تتحدث أمام وإلى الجمهور.
- لا تستخدم إيماءات الجسد كوسيلة لتحرير تشنجاتك العصبية. سوف ينقلب السحر على الساحر وتصبح حركاتك الجسدية نقطة ضعف وليست نقطة قوة إذا لجأت إليها كوسيلة لتحرير الانفعالات العصبية بداخلك فقط لا غير. توقع كذلك أن تتحول إلى حركات زائدة لا فائدة منها تتسبب في تشتيتك أثناء الحديث إذا فقدت القدرة على التحكم بها وتطويعها.
- 2اخلق تواصلًا بصريًا مع من تتحدث إليهم. يمكننا أن نستبعد نهائيًا أي فرصة لتحقيقك للانتصار في المناظرة إذا كنت تعجز نهائيًا عن خلق أي تواصل بصري مع الحضور ولجنة التحكيم. يشعر الحضور بالثقة أكثر عندما تقدر على التواصل بشكل مباشر معهم وتنظر إلى أعينهم، وهو ما ينطبق تقريبًا على أي موضع للحديث العام. لا تقلل من أهمية هذا الأمر، فحتى أبسط نظرة لشخص واحد من الحضور سوف تؤتي ثمارها وسوف يشعر ذلك الشخص بأهميته وأنك تتحدث إليه مباشرة.
- تواصل بصريًا مع شخص من الحضور للحظة ثم ألقِ جملتك التالية على الشخص التالي. واصل تنفيذ هذه الخطة إلى أن تنتهي من حديثك، وهو ما يضمن لك أن تخلق تواصلًا شخصيًا مع أكبر عدد ممكن من الحضور.
- استفد من التواصل البصري كذلك للتغلب على أي موقف إزعاج أو مقاطعة من الجمهور. إذا وجدت أن شخصًا ما لا ينتبه إليك بالقدر الكافي وينشغل بفعل أو قول شيء ما لمن حوله، فنظرة مطولة منك قد تدفعه للشعور بعدم الارتياح والاضطرار للهدوء ومعاودة الانتباه لك، أو على الأقل هذا ما نأمله.
- 3نوّع في نبرة صوتك. لن يرغب أي شخص في العالم أن يستمع إلى متحدث صاحب نبرة صوت رتيبة، خاصة إذا كنت تُقيّم بالأساس بناء على قدرتك على فرض نقطتك الجدالية بطريقة إلقاء احترافية. [١٥] تخيل نبرة صوتك (حدته وارتفاعه وموسيقاه) على أنها أدواتك المختلفة وليست أداة واحدة فقط لا غير، فتتيح لك كل أداة منها (كل نبرة صوت) أن تُبرز جزئية مختلفة من حديثك، بمعنى أن تختار نوعية الصوت المُميزة والمعبرة عن كل قسم من الحديث، حتى أن صوتك قد يتباين في القسم الواحد بناءً على طبيعة الجمل التي تقولها.
- يجب أن تعتمد على نبرة صوت حادة ومنزعجة أثناء الحديث عن التفاصيل المروعة وأحداث العنف، بينما لا بديل عن استخدام نبرة صوت ضاحكة عندما تقوم بتضمين مزحة خفيفة أو تعليق مرح عن النفس من أجل أن تحقق الجملة خفيفة الظل هدفها بكفاءة عالية.
- يظل المكوّن الأساسي الأهم لخلطة تنويع نبرة الصوت هو الاحتفاظ دائمًا بمستوى من الجدية والحزم. يُظهر ذلك مدى احترامك لما تقوله ولإطار تواجدك في مناظرة جادة. تظهر هنا أهمية الموازنة بين تنويع أدائك الصوتي وبين الإمساك دائمًا بلب الحديث وعدم الانحراف إلى مسارات هامشية أو تحويل الخطاب إلى فقرة عرض مسرحي فارغ بدلًا من مناظرة.
- 4أتقن مهارة التوقف الدرامي في اللحظات المناسبة. قد يكون للحظات السكون في المناظرة دورًا مماثلًا أو أكثر أهمية من لحظات الكلام نفسها. تدور المناظرات بالأساس على قوة الخطاب، وليس غريبًا أن نؤكد على أن لحظات الصمت وسط وبعد كل فقرة من الخطاب سوف يكون لها تأثيرها الكبير على تلقي المستمعين لما تقوله.[١٦] تأتي لحظة الصمت الدرامية في اللحظة التي يرتفع فيها وتيرة الخطاب إلى أعلى درجاتها وتحتاج إلى منح نفسك والمستمع الفرصة لالتقاط الأنفاس واختمار ما قولته من جمل وأفكار في ذهن المتلقي.
- لاحظ أن لحظات التوقف أثناء إلقاء الخطاب قد تأتي بنتائج عكسية وتتسبب في فشل محاولاتك إذا تم تنفيذها بطريقة خاطئة. تأكد من صناعتك لخلطة الخطاب بحرص شديد وأنك تبني بشكل تدريجي كمًا متدفقًا من المشاعر والأفكار ومن ثم تتوقف بهدوء في اللحظة المناسبة. بهذه الطريقة سوف تضمن أن لحظات الصمت تؤتي ثمارها كأفضل ما يكون.
- تختلف لحظات التوقف بناءً على الاستفادة منها، فقد تكون وسيلتك لتقسيم النقاط الأساسية في الفقرة أو طريقة لمنحك مساحة من الوقت لشرب الماء. تأكد فقط من أن لحظات التوقف موزعة بشكل غير منتظم في أنحاء الخطاب، وإلا سوف يترتب على ذلك تشتيت تركيزك.
- 5اختم المناظرة بقدر كبير من الحماس والشغف. يجب أن تحافظ دائمًا على قدر كبير من اليقظة الذهنية والانغماس العاطفي والتفاعل المباشر مع الحضور منذ أول لحظة في المناظرة إلى آخرها، لكن في نفس الوقت، يجب ألا تفقد زمام حجتك وما تدافع عنه من أفكار. يمكن النظر إلى الفقرة الختامية من المناظرة على أنها اللحظة التي يمكنك فيها أن تطلق العنان لنفسك وأن تقول أفضل شيء يمكنك قوله الآن وبقدر كبير من الحرفية والعاطفة. [١٧]
- انظر للأمر على أنه الهجمة الأخيرة لفريق كرة القدم في دقائق الوقت بدل الضائع من المباراة أو اللمسة الأخيرة التي تقومين بها بعد تزيين الجزء الأكبر من تورتة عيد ميلاد ابنك الحبيب. استغل الفقرة الختامية في تجميع النقاط الأهم من خطابك والتأكيد عليها بما يمس الشعور والعقل على حد سواء بهدف ترك انطباع نهائي عاطفي ومقنع لدى الحضور.
- قد تحتاج لتحقيق ذلك إلى الاعتماد على نبرة صوت مرتفعة أو أن تتحدث بوتيرة أسرع مما هو طبيعي قليلًا. تحرر من هدوئك قليلًا وحرك أفكارك الوقورة لتخرج عن قيودها وكن خياليًا وجامحًا بما يساعد على دعم تأثيرك كخطيب، واضعًا في اعتبارك أن هذه اللقطة الختامية المباغتة، وحتى إذا قمت بما هو مباغت لك شخصيًا ولم تتخيل أبدًا أن تقوم به، قد تكون الورقة السحرية التي تضاعف فرصك في تحقيق الفوز.
أفكار مفيدة
- يجب أن تكون كل أجزاء حديثك مقنعة وممتعة وتدفع الجمهور للاستماع واستيعاب كل ما تقوله. لا تكتفِ بمجرد سرد النقاط بشكل آلي سطرًا وراء سطر. لن ينتج عن ذلك سوى الملل وإظهار عجزك وسوء مهاراتك الجدالية.
- لا تشعر بالخوف من قول شيء خاطئ. تحدث عن كل ما تؤمن به بثقة شديدة وأعد توضيح ما ترغب في قوله في حالة شككت في احتمالية فهمك بشكل خاطئ. الثقة هي كلمة السر التي يمكنها أن تحقق لك النجاح المطلوب في المناظرات.
- تذكر دائمًا أن محتوى ودقة وجهة نظرك هما العوامل الأساسية التي سوف يحكم عليك بها لجنة التحكيم. قم بالبحث والفهم الدقيق لما تدافع عنه واستخدم الجوانب العاطفية دون أن يتحول ذلك لأداء مفتعل أو غير طبيعي. هدفك هو أن تكون مقنعًا ومؤثرًا وصادقًا، لا أن يظهر في النهاية أنك متحايل وملفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة