يُعَد التعبير عن المشاعر الإنسانية في نصٍ أدبي نوعًا راقيًا من الكتابة، لذلك فإن الكتابة مهارة خاصة تتطلب استخدام بعض التقنيات والأساليب الأدبية والحفاظ على بعض المعايير والمواصفات الواجب توافرها في النص. وتتطلب معظم المجالات عند الكتابة فيها (سواء كانت الكتابات الأكاديمية أو التقنية المتخصصة) الحصول على درجة علمية عالية والتي يمكن أن تكون بكالوريوس أو ليسانس، على الأقل، في مجال الكتابة الإبداعية، أو حصولك على درجة الماجستير في الأدب أو الصحافة أو في المجال الذي تكتب فيه.
جزء1
استلهام الأفكار
- 1اكتشف الشيء الذي ترغب في الكتابة عنه. إن الكتابة الإبداعية مجال عام، لذلك فهو يتفرع وينقسم إلى تصنيفات فرعية مثل (الرواية الخيالية، الشعر، الرواية الواقعية)، بل أن هناك المزيد من الأنواع الأكثر تخصصًا مثل (الخيال العلمي، الغموض والألغاز، .. إلخ)؛ لذلك عليك أن تحدد النوع الذي ترغب في الكتابة عنه. ويُفَضَّل أن تكتب في النوع الذي تحب أن تقرأه؛ لأن أفضل كتاباتك سوف تنبع من الأشياء والمواضيع الشيقة بالنسبة لك. وعندما ينعكس شغفك على ما تكتبه فإن ذلك سيكون بمثابة الخطوة الأولى في طريقك نحو أن تصبح أديبًا.
- تذكر أنك لست مضطرًا إلى التقيُّد بنوع محدد من الكتابات؛ فهناك العديد من الأدباء الذين انطلقوا في عالم الأدب ليقطفوا من كل بستان زهرة ويجربوا كل قوالب الكتابة، فربما تجد كاتبًا يكتب مقالات بينما ينشر عملاً روائيًا، بينما تجد كاتبًا آخر يكتب روايات قصيرة تحتوي على مقاطع من الشعر.
- 2ضع نظامًا يوميًا ثابتًا والتزم به. ضع جدولاً زمنيًا محددًا وخصص مكانًا معينًا يتميز بأجواء خاصة من أجل الكتابة فقط. عندما تضع هذا النظام، فإن الجانب الإبداعي من المخ سيعتاد على العمل عند توافر هذه الأجواء المألوفة له. لذلك عليك أن تضع في الاعتبار العوامل التالية:
- الضوضاء: بعض الأدباء يستمتعون بالهدوء التام، بينما يفضل البعض الآخر الاستماع إلى الموسيقى ليقدح زناد فكره، وهناك فئة أخرى تفضل التواجد بين صحبة من الأصدقاء حتى تأتي الأفكار إليهم.
- الوقت: هناك بعض الأدباء الذين تأتيهم الأفكار قبل النوم، بينما يستلهم البعض الآخر أفكاره في الصباح الباكر. بينما يفضل بعض الأدباء الكتابة بين خلال فترات الاستراحة التي تتخلل أوقات العمل. وهناك مَن يُفَضِّل الكتابة لمدة طويلة بدون التعرُّض إلى مقاطعات أو إزعاج لذلك يفضل هؤلاء أن يكتبوا خلال عطلات نهاية الأسبوع.
- المكان: إن تخصيص غرفة معينة أو حتى مقعد معين من شأنه أن يساعد على عملية الكتابة؛ لأن الاعتياد والألفة يساعدان المخ على العمل بشكل خلاق ومبدع أو بشكل تقني، أي على النحو الذي يتناسب مع أهدافك.
- 3اقرأ وتَعَلَّم. اقرأ الأعمال التي استمتعت بقراءتها ودراستها سابقًا، وحاول أن تكتشف الأسباب التي ساهمت في جعل هذا العمل مؤثرًا وذا قيمة، حاول أن تنفذ إلى مواضيع قصائدك المفضلة أو لاحظ التطورات التي طرأت على شخصيات روايتك المفضلة. سَلِّط الضوء على الجمل والأقوال المؤثرة التي أعجبتك وتأملها جيدًا واسأل نفسك لماذا اختار المؤلف هذه العبارة تحديدًا؟ أو هذه الكلمة؟
- لا تُقَيِّد نفسك بنوع واحد من الكتابة، بل حاول أن تجرب كل القوالب لإثراء رصيدك المعرفي. قد لا تُفضِّل القراءة في مجال الخيال، ولكن بعض الأشخاص يقرأون ويكتبون الخيال لسبب ما. لذلك ارفع شعار: "أنا أقرأ لأكتب. أنا أقرأ لأتعلم. أنا أقرأ لأستلهم الأفكار."
- 4تأمَّل طبائع الأشياء. لاحظ الأشياء من حولك، تأمل العالم المحيط بك، ابحث عن الألغاز عن الأسرار والألغاز وحاول أن تحلها. وإذا ترددت في رأسك بعض الأسئلة حاول أن تبحث عن إجابتها بولع وشغف. اكتب ملاحظاتك عن الظواهر غير المألوفة والغريبة؛ لأن هذه الملاحظات سوف تساعدك على استلهام الافكار عند الكتابة، وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تجعل نصك أكثر حيوية وثراء وواقعية. وفيما يلي بعض المؤشرات التي ستساعدك على اكتشاف العالم من حولك:
- لا يوجد شيء ممل أو عادي. ثمة شيء ما غريب أو يحمل خصوصية ما في شخص ما أو أمر ما.
- ثمة لغز وغموض أمامك دومًا: فالتلفاز لا يعمل، والطائر لن يطير. حاول أن تتوصل إلى الطريقة التي تجعل الأشياء تعمل أو لا تعمل، وكذلك الأسباب التي تدفعها إلى العمل أو اللاعمل.
- انتبه إلى التفاصيل. إن أوراق الشجر ليست خضراء فحسب، بل هي مليئة بالعروق الطويلة والرقيقة وتمتد منها الجذور الصلبة وتشبه البستوني.
- 5احتفظ دومًا بمذكرة. اكتب الملاحظات التي قد تراها ملهمة بالنسبة لك واصطحبها معك أينما ذهبت، بل أن بعض الأدباء لجأوا إلى خياطة جيوب إضافية في ستراتهم ومعاطفهم حتى يحملوا معهم قصاصات من الورق. استخدم هذه المذكرات في استلهام الأفكار ودون الملاحظات التي قد تجذبك، وبشكل عام حاول أن تدون كل ما يسترعي انتباهك سواء كان ذلك مرئيًا أو مسموعًا أو مقروءًا حتى تثري كتاباتك بهذه الملاحظات. وعندما تجلس لتكتب عملك يمكنك الرجوع إلى هذه الملاحظات لمساعدتك على إضافة المزيد إلى نصك. واعلم أنه من الأفضل أن تدون كل التفاصيل في مفكرة خاصة حتى يسهل الرجوع إليها باعتبارها مصدرًا للإلهام. ومن الأمور المفيدة في هذا السياق ما يلي:
- الأحلام: تُعَد الأحلام مصدرًا كريمًا للأفكار الغريبة والساحرة، لذلك حاول أن تدون تفاصيلها قبل أن تتلاشى من ذاكرتك.
- الصور: الصور الفوتوغرافية والرسوم.
- الأقوال: إن الجمل والاقتباسات التي يقولها الناس أمامك قد تمثل مصدرًا هامًا للأفكار، بل أن العبارات الدعائية القصيرة مثل تلك المدونة على أغلفة الحلوى قد تلهمك بشيء ما.
- 6ابدأ في كتابة عملك. تُعَد هذه الخطوة هي الأهم، وقد تكون شاقة للغاية. فغالبًا ما نجلس أمام شاشة الكمبيوتر ونُحَدِّق في الورقة البيضاء دون أن نكتب كلمة واحدة. وهذه الحالة يُطلَق عليها "انقطاع الوحي". ومن أجل التخلص من هذه الحالة، من الممكن ممارسة بعض تمارين الكتابة التي من شأنها أن تستثير الجانب الإبداعي في شخصيتنا وتجذب إلينا الأفكار لإثراء العمل الذي نكتبه:
- اذهب إلى الأماكن المزدحمة وتخيَّل أن ما تراه مشهدًا من مقطع فيديو أو تسجيل صوتي. خذ معك مفكرتك الخاصة واكتب ما يحدث أمامك بما في ذلك المشاعر والظواهر المرئية والروائح والأصوات وملمس الأشياء ومذاقها.
- استخدم المُسَجِّل الصوتي: حاول أن تُسَجِّل المحادثات التي تدور بين الأخرين ولكن دون علمهم بذلك! وبعد أن تُسَجِّل قدرًا كافيًا من المحادثة، فَرَّغ هذا المحتوى الصوتي على الورق. بعد ذلك ابدأ في التلاعب بالكلمات وحاولأ أن تُغَيِّر في الأحداث عن طريق الحذف والإضافة بحيث تحصل على أجواء جديدة ومواقف مبتكرة.
- اخلق شخصياتك. حدد القرائن المميزة لشخصيتك وطباعهم وعلاقاتهم والأماكن التي يعيشون فيها وأطلق عليهم الأسماء لتجعلهم شخصيات حقيقية من لحم ودم.
- 7كُن عضوًا فعالاً في مجتمعك: من الممكن استلهام المزيد من الأفكار عن طريق مشاركة الآخرين ما تفكر فيه وتبادل الآراء والملاحظات حول بعض المواضيع؛ حيث يساعد ذلك على تنوع رؤيتك للأحداث وإثراء عملك بالمزيد من التفاصيل. وقد يبدو هذا الأمر صعبًا بالنسبة للكُتَّاب المبتدئين؛ لأن هذا الأمر يبدو شخصيًا إلى حدٍ كبير وبالتالي قد يخاف الكاتب من الرفض والتسفيه. ومع ذلك، فإن العزلة لن تجعلك القاريء الوحيد لعملك فقط، بل أيضًا تجعلك عُرضَة إلى التمادي في أخطائك التي قد يصححها الآخرون لك (مثل الإطناب والتكرار المبالغ فيه أو الإغراق في الميلودراما). وبالتالي عليك أن تتخلص من مشاعر الخوف والخجل، وأن تؤمن من الشخص الذي تستشيره في كتاباتك قد يساعدك على استلهام أفكار جديدة.
- 8راجع شؤونك المالية. إن احتراف الكتابة أمر يجعلك بطلاً خارقًا: لأنك في الصباح سوف تعمل في وظيفة مكتبية، وفي الليل تجلس إلى مكتبك لتكتب قصصك المليئة بالأحداث المثيرة والغامضة. في الواقع، إن بعض الأدباء ليس لديهم وظيفة صباحية، إلا أن ذلك نادر للغاية، ومع ذلك فإن الذهاب إلى وظيفة صباحية أمر غير سيء؛ حيث من الممكن أن يكون هذا مفيدًا لتحقيق هدفك في أن تصيح كاتبًا. ولكن عليك أن تضع في اعتبارك بعض النقاط المهمة عندما تجد وظيفة صباحية:
- هل تساعدك وظيفتك على قضاء أمورك المالية؟ إن الوظيفة الجيدة يجب أن تخفف من الأعباء المالية وبالتالي تستطيع أن تكتب دون قلق؛ لأن الضغط والتوتر النفسي لا يساعدان على الكتابة بشكل جيد.
- هل تتيح لك هذه الوظيفة وقتًا كافيًا وقدرًا مناسبًا من الطاقة حتى تستطيع الكتابة؟ إن الوظيفة الجيدة يجب ألا تستنزف طاقتك ووقتك حتى يمكنك أن تمارس إبداعك بعد انتهاء دوام العمل.
- هل تجعلك الوظيفة "مشغولاً" بالمعنى الإيجابي؟ إن الابتعاد المؤقت عن الكتابة يُعَد أمرًا إيجابيًا ومفيدًا؛ لأن التفرغ التام للكتابة وتخصيص أغلب الأوقات للعمل بها يجعلك منغمسًا للغاية في تفاصيل ما تكتبه، لذا فإن الوظيفة فرصة جيدة للابتعاد قليلاً عن أجواء الكتابة.
- هل يوجد زملاء مبدعون في مكان عملك؟ إن الوظيفة الجيدة يجب أن تجعلك محاطًا بالزملاء الرائعين؛ فالمبدعون متواجدون في كل مكان، لأن المبدعين ليسوا الأدباء والفنانين فقط.
جزء2
تحويل الأفكار إلى نص
- 1اجذب القاريء. حاول أن تجعل القاريء مستغرقًا في عملك للغاية بحيث يكون متشوقًا لقراءة المزيد دون ملل، وأن ينتظر عملك التالي بفارغ الصبر. ومن أجل تحقيق ذلك اتبع النصائح التالية:
- الحواس. نحن نتعرف على العالم المحيط بنا عن طريق حواسنا، لذلك فإن العمل الجيد هو الذي يدفع القاريء إلى الاستغراق التام في القراءة عن طريق مخاطبة الحواس: الرؤية، السمع، اللمس، التذوق، الشم.
- التفاصيل المتماسكة. تساعد هذه التفاصيل على سهولة استيعاب الأحداث والمعلومات الواردة في النص. ومن أجل إثراء النص بالتفاصيل الإيجابية حاول أن تبتعد عن التعميم فمثلاً لا تقول "كانت جميلة" بل اكتب: "كانت لها ضفائر سوداء لامعة متشابكة مع زهور الأقحوان في طرفها"
- 2اكتب في المجال الذي تعرفه عنه المزيد من التفاصيل. إذا كنت ملمًا بموضوع ما فإنك تستطيع أن تعبر عنه بشكل أكثر عمقًا وواقعية، أما إذا كنت جاهلاً بالتفاصيل، فينبغي عليك أن تعد بحثًا عن هذا الموضوع عن طريق الاستعانة بمحرك البحث جوجل أو اسأل أحد الخبراء في المجال الذي تكتب عنه؛ لأنك كلما عرفت الكثير من المعلومات عن الموضوع الذي تتناوله، ستكون قادرًا على التعبير عنه بواقعية في النص الذي تكتبه.
- 3تصوَّر البنية الدرامية لعملك. أحيانًا تكون أفضل طريقة لكتابة قصة هي رسم مخطط للبنية الدرامية للأحداث يتكون من: البداية، الذروة، الحل. ومع ذلك هناك الكثير من الطرق الأخرى لكتابة القصة. ضع في الاعتبار أيضًا طريقة "البدء من منتصف الأحداث". عندما تبدأ القصة من منتصف الأحداث أو يتخلل القصة العديد من ذكريات الماضي. اختر البنية وفقًا لتطور أحداث قصتك.
- 4المنظور السردي: يوجد بشكل عام 9 منظورات مختلفة. وهناك 3 تصنيفات رئيسية هي الكتابة بضمير المتكلم، ضمير المخاطب، ضمير الغائب. عندما تقرر اختيار المنظور، فكر في المعلومات التي تريد توصيلها للقاريء.
- المنظور باستخدام الضمير المتكلم:
- البطل: في هذه الحالة يكون الراوي هو البطل الأساسي وراوي القصة في الوقت ذاته.
- شخصية ثانوية: في هذه الحالة لا يسرد الراوي قصته الخاصة على وجه التحديد، بل هي قصة الشخصية المحورية التي بالرواية.
- تعدد الأصوات: وهو الراوي الجماعي، وهم مجموعة كبيرة من الرواة يسردون الاحداث.
- المنظور باستخدام الضمير المخاطب:
- السرد الانعكاسي: وفي هذه الحالة يشير الراوي إلى نفسه بإسم الكاتب بل وربما ينزه نفسه من أي أفكار أو صفات أو ذكريات بغيضة.
- أنت = قد تشير إلى شخصية مشاركة في الأحداث وتتميز بالصفات الفريدة الخاصة بها.
- أنت = قد تشير إلى المخاطبة المباشرة للقاريء
- أنت = قد تشير إلى أن القاريء شخصية أساسية في القصة
- المنظور باستخدام الضمير الغائب
- الراوي العليم: هنا يعرف الراوي كل الأحداث مسبقًا وله مطلق الحرية في السيطرة على مجريات القصة وإلقاء الأحكام على شخصياتها.
- الراوي غير العليم: هذا المنظور نادر الاستخدام إلى حدٍ ما لأنه أشبه بفتحة النافذة التي ترى من خلالها صورة محدودة للأحداث.
- الأفكار والمشاعر الواحدة: رواية هاري بوتر تقتصر على أفكار ومشاعر هاري فقط.
- المراقب المباشر للأحداث: وهو الراوي الذي يصف ويسرد تفاصيل المشهد دون أن يتبين بوضوح المشاعر والعواطف المسيطرة على الشخصيات.
- الراوي العين: وهنا يكون الراوي بمثابة آلة التصوير التي ترصد المشهد من بعيد دون الإطلاع على كل شيء وبالتالي فإن المعلومات التي يقدمها الراوي تكون محدودة.
- المنظور باستخدام الضمير المتكلم:
جزء3
قواعد الصياغة اللغوية
- 1ابدأ بكلمات بسيطة. من الأفضل اتباع الأسلوب السهل الممتنع. من المؤكد أنك بحاجة إلى ثروة لغوية ضخمة، إلا أن التنوع المفرط في استخدام المفردات من الممكن أن يشتت القاريء، لذلك احرص على البساطة والابتعاد عن الاستخدام المعقد للحيل البلاغية والتكلُّف لمجرد إبهار القاريء. إن البساطة تساعد على انتشار عملك لأن جميع الفئات العمرية قادرة قراءته واستيعابه بسهولة، وهذا هو هدفك بوضوح.
- 2استخدم الجمل القصيرة في الفقرات الافتتاحية. من الممكن استيعاب الجمل القصيرة بسهولة، وهذا بالطبع لا يعني عدم كتابة الجمل الطويلة، ولكن احرص على كتابتها من حين لآخر. إن الجمل البسيطة يمكنها أن توصل المعلومة بسهولة بدون أن يتوقف القاريء من أجل محاولة فهم المغزى من جملة ما.
- انظر إلى إحدى الجمل الطويلة والمرهقة؛ حيث فازت الجملة التالية بالجائزة الثانية في مسابقة الكتابة السيئة الساخرة. إن الأمر واضح للغاية ويظهر السبب الذي قد أهلها إلى جائزة "الكتابة السيئة"؛ لأن الجملة زاخرة بالمصطلحات ومليئة بالشعارات غير الدقيقة بالإضافة إلى أنها طويلة للغاية:
- ""إذا كانت حيلة الرغبة مهيأة، لفترة ما، للاستخدامات التي تهدف إلى انضباط وتكرار الذنب والتبرير والنظريات العلمية الزائفة والخرافات والسلطة الزائفة، ويمكن مشاهدة هذه التصنيفات بصفتها جهودًا بائسة لـ "تطبيع" اضطراب الخطاب الذي ينتهك المطالبات العقلانية والتنويرية". [١]
- انظر إلى إحدى الجمل الطويلة والمرهقة؛ حيث فازت الجملة التالية بالجائزة الثانية في مسابقة الكتابة السيئة الساخرة. إن الأمر واضح للغاية ويظهر السبب الذي قد أهلها إلى جائزة "الكتابة السيئة"؛ لأن الجملة زاخرة بالمصطلحات ومليئة بالشعارات غير الدقيقة بالإضافة إلى أنها طويلة للغاية:
- 3تحر الدقة في اختيار الأفعال. إن الافعال هي العناصر الأساسية التي توصل معنى الجملة؛ لأنها تحمل المعنى من فكرة إلى فكرة تالية. وبالإضافة إلى ذلك فهي تساعد الأدباء على تحقيق درجة كبيرة من الدقة.
- انتبه إلى بعض الأفعال التي بلا قيمة مثل "فعل"، "ذهب"، "رأى"، "شعر"، "امتلك"، لأن هذه الأفعال يجب استخدامها بالطريقة المناسبة لأن الإكثار منها قد يفسد بلاغة الجملة. وحاول أن تستخدم الأفعال التي تجعل المعنى دقيقًا مثل "أنجز"، "تخطى"، "جرَّب"، ضمن" لأنها توصل المعنى بشكل محدد.
- استخدم صيغة المبني للمعلوم بدلاً من المبني للمجهول لأنها تجعل المعنى أكثر واقعية.
- صيغة المبني للمعلوم: "القطة وجدت سيدها" هنا يظهر فعل الإيجاد بوضوح ويتضح أن القطعة عثرت على صاحبها.
- صيغة المبني للمجهول: "تم إيجاد السيد عن طريق قطته" هنا كانت القطة بعيدة عن بؤرة الحدث؛ لأن السيد تم العثور عليه وليست القطة التي عثرت عليه.
- 4لا تبالغ في استخدام الصفات. إن الأدباء المبتدئين مولعين بالصفات، والعيب الوحيد في الاستخدام المفرط للصفات هو التكرار والغموض ومن الصعب فهم معناها. لذلك ليس من الضروري أن تسبق كل اسم بصفة حتى تصفه.
- أحيانًا تكون الصفات مكررة مثل الجملة التالية: "أنا شاهدته عندما رفع بيدقه الأخير ووضعه في حركة كش ملك والتأكيد على نصره الناجح "ما الذي جعل النصر ناجحًا؟" إن الصفة هنا كررت ما نعرفه بالفعل ولم تضف أي شيء جديد لمساعدة القاريء على فهم مجريات الأحداث.
- في أحيان أخرى تكون الصفة غامضة مثل "إنه عدو جبار" هذه الجملة غير مناسبة ولا يمكن فهمها؛ لأن جبار تعني قوي، وبالتالي فإن استخدام "قوي" بدلاً من "جبار" كان سيجعل الجملة مفهومة.
- 5ضخم ثروتك اللغوية. احتفظ بمعجم وحاول أن تقرأه بانتظام لإثراء رصيدك اللغوي وزيادة ثروتك اللغوية، وإذا واجهت كلمة تجهل معناها ابحث عنها في المعجم، فلا يمكن أن تطلق على نفسك لقب كاتب دون أن يكون لك اهتمام بعلم المعاني، وفي الوقت ذاته حاول أن تستخدم ثروتك اللغوية الحالية في الكتابة، ويفضل الابتعاد عن استخدام المفردات غير الشائعة.
- إن دراسة الجذر اللغوي للكلمة سوف يساعدك على تخمين معاني بعض الكلمات بدون استخدام القاموس.
- 6قُل ما تعنيه. غالبًا ما يلجأ الأدباء إلى استخدام المفردات ذات المعنى الواسع والفضفاض، لأننا عندما نحتار في اختيار الكلمة المناسبة فإننا نكتب ما نظنه كافيًا لتوصيل المعنى. هذه الحيلة من الممكن استخدامها في المحادثات اليومية ولكنها تعتبر مشكلة في الكتابة:
- أولاً، لأن الكتابة ليست سياق اجتماعي، فلا يمكن للكاتب أن يلوح بيديه أثناء الكتابة للإشارة إلى معنى ما، كما لا يستطيع الاعتماد على تعبيرات الوجه لتوضيح المزاج المسيطر على المحادثة، لذلك فإن الكلمات هي الوسيلة الوحيدة لدى الكاتب التي يمكن استخدامها لتوضيح المعنى.
- ثانيًا، يتلقى القاريء ما يكتبه الكاتب على ظاهره؛ لأن القاريء لا يستطيع أن بتفاعل مع الكاتب ويسأله عن المعنى المقصود، وبالتالي فإن القاريء يفترض أن الكاتب يعني ما يقوله. وهكذا فإن الكاتب لا يستطيع تفسير معاني الكلمات ذات المعنى المتداخل، وهذا يعني أن الكاتب إذا كتب كلمة غير واضحة فإن هذا يؤدي إلى التباس المعنى عند القاريء.
- للأسباب المذكورة أعلاه، خذ الوقت الكافي لكتابة ما تعنيه. حاول أن تعرف بالضبط ما تريد كتابته قبل أن تكتبه، وتحر الدقة عند اختيار كلماتك حتى وإن استغرق ذلك بعض الوقت. هناك الكثير من الكتابات دون المستوى التي لا تهتم باختيار الكلمة المناسبة مع الفكرة مما يؤثر بالسلب على الحبكة أو الأسلوب.
- 7استخدم اللغة المجازية والتصويرية للتأثير على القاريء ولكن لا تتخذها قاعدة ثابتة. من أمثلة اللغة المجازية هي الاستعانة بالإستعارة والتشبيه. من الأفضل استخدام المجاز والتشبيه عندما ترغب تهويل الموقف وجعله دراميًا أو لفت انتباه القاريء إلى شيء محدد. ولكن حاول أن تقلل من استخدام اللغة المجازية لأن تكرارها باستمرار سوف يبفقدها الكثير من تأثيرها.
- 8استخدم علامات الترقيم بطريقة مناسبة. إن علامات الترقيم الجيدة هي التي لا يلاحظها القاريء، ولكنها في الوقت تساعده على إدراك المعنى المقصود من الجملة، فمثلاً لاحظ الفرق بين "هيا نأكل، أمي" و"هيا نأكل أمي" فالمعنى مختلف تمامًا بين الجملتين. وفي الوقت ذاته سوف يؤدي الإفراط في استخدام علامات الترقيم إلى تشتيت انتباه القاريء، فلا أحد يفضل قراءة الجمل المليئة بالفاصلة والفاصلة المنقولة على نحو يطغى على الكلمات الأصلية للجملة.
- علامات التعجب. استخدم علامات التعجب باعتدال، فعادة لا يتعجب الناس من الأشياء، وغالبًا لا توجد الكثير من الجمل التي تستحق التعجب. وفي هذا السياق يقول إلمور ليونارد، كاتب الجريمة المشهور، "استخدم علامات التعجب باعتدال، وبالتالي لا يُسمَح لك باستخدام أكثر من علامتين أو ثلاث في كل 100 ألف كلمة نثرية."[٢]
- الفاصلة المنقوطة: تربط الفاصلة المنقوطة جملتين بينهما علاقة منطقية. ومع ذلك يعارض كورت فونيغوت استخدام هذه العلامة قائلاً: "لا تستخدم الفاصلة المنقوطة لأنها عديمة الجدوى ولا تُضِف شيئًا على الإطلاق، وكل ما تفعله هو أن تذكرك بأنك صرت في المرحلة الجامعية.[٣] وعلى الرغم من أن نقد فونيغورت اللاذع، لا يوجد مانع من استخدامها بين الحين والآخر.
- 9اكسر القواعد بمجرد أن تتعلمها. لا تخف من مخالفة القواعد أو التلاعب بها من أجل كتابة القالب الأسلوبي الذي ترغب في صياغته. هناك الكثير من الأدباء العظام الذين خالفوا القواعد النحوية والأسلوبية والدلالية مما أدى إلى تحسين النص الأدبي عن طريق ذلك، ولكن عليك أن تعي أولاً لماذا تكسر القواعد وتفهم مدى تأثير ذلك. ولكن إذا لم ترغب في خوض بعض المخاطر، فما عساك أن تفعل لتجعل نفسك كاتبًا.
تحذيرات
- من الممكن أن تواجه الكثير من الرفض قبل أن تُقبَل بصفتك كاتبًا.
- عليك أن تحلم بأن تصبح كاتبًا، واعلم جيدًا ما هو المجال الذي تريد أن تكتب فيه وتأكد أنك شغوف للغاية بهذا المجال؛ لأن ذلك سيضمن لك تفوقًا لم تجربه من قبل، وسوف تدرك بعد ذلك أنك قادر على تحقيق أي شيء ترغبه في حياتك؛ لمجرد أنك تؤمن بقدرتك على إنجاز ذلك.
- لا تكتب فقط من أجل الحصول على الشهرة والثروة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة