هل قابلت أحداً من قبل يبدو لك سعيدًا طيلة الوقت للغاية؟ متفائل جدًا؟ قمة بالنشاط والحيوية بشكل دائم وعلى مدار اليوم وبشكل مفرط؟
انتبه… هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم هذه الصفات ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا المقصودين، فبالطبع هناك العديد من الأشخاص الذين نراهم بقمة الفرح الدائم والابتسامة اللطيفة التي لا تفارق وجههم.
ولكن الذي أحدثك عنهم في هذا المقال هم يمتلكون هذه الصفات بشكل مبالغ جدًا، قد يكونون نشيطين لدرجة لا يستطيعون معها النوم، إن كنت لا تدري هذه الحالة أو هذا المرض فهو يدعى الهوس أو الـ Mania.
الهوس هو عبارة عن حالة مزاجية تتميز بفترة أسبوع على الأقل لمزاج مرتفع أو إيجابي تفاؤلي غير عادي، وعادة ما يشترك الشخص الذي يعاني من نوبة هوس في نشاط كبير يتركز أغلبها على أهدافه أما ما تبقى تكون في أنشطته العادية، يشعر معه المريض بشعور مبهج للغاية، وكأنه “على قمة العالم”، والقدرة على القيام بأي شيء والعمل دومًا دون توقف أو تعب على إنجازه مع شعور دائم بالتفاؤل الشديد، وعادة ما يكون الهوس مرافق لاضطراب ثنائي القطب.
قد يبدو المصاب بنوبة الهوس عصبي للغاية أيضًا وخاصة إن وقفت بوجهه في العديد من الأمور التي يتمنى تحقيقها، أو فقط كنت حاجز بينه وبين أي شيء يريده، فمن الصعب إيقافه لخياله الواسع وأحلامه ومخططاته التي لا تنتهي والتي تجعله يعمل في الكثير من المهمات التي لا ينهيها في أغلب الأحيان جميعها، وأيضاً العمل طول اليوم مع ساعات قليلة من الراحة أو النوم.
قد لا يلاحظ المريض التغيير على نفسه ويشعر أنه طبيعي للغاية، إلا أن المحيط كالعائلة والأصدقاء سوف يشعرون بغرابته وأنه ليس طبيعي، وبالطبع يعود هذا الموضوع لحسب الحالة التي يمر بها قد تكون شديدة جداً لدرجة الاضطرار لإدخاله المستشفيات النفسية، أو أقل حدة بحيث يتم المحاولة بمعالجته بالأدوية المناسبة، أو يمكن أقل والتي تسمى عادة Hypomania.
Hypomania هي حالة مزاجية أخف من الهوس، تتميز أيضاً بفرط نشاط، سعادة أو عصبية، وقلة نوم، والسعي دوماً للعمل لإنجاز المهام، إلا أنه لا يعتبر خطر جداً، فهو يزيد من الإبداع والإنتاجية أيضاً مثل الهوس ولكن بطريقة ما يبقى العقل بها مستيقظاً يعلم ما هو الصح والخطأ، إلا أنه يبقى مرحلة حرجة قد يتطور ويكتمل ليصبح Mania، بالتالي سينتهي الأمر بمطاف غير سار على الأطلاق.
نستطيع بعد كل هذا التعريف أن نحدد لك أعراضه بدقة:
- شعور مبالغ بالعظمة وتقدير الذات.
- قلة الحاجة إلى النوم، قد يشعر المريض أنه بحاجة 3 ساعات فقط في اليوم للنوم.
- متكلم ثرثار، لا يتوقف عن الكلام وبشكل مبالغ.
- كثرة الأفكار التي تجول دماغه، فعقله لا ينفك عن التفكير أبداً، والأفكار تتسابق في دماغه بشكل غير طبيعي.
- زيادة العمل والنشاط نحو أي هدف يريد تحقيقه.
- يسعده أي أمر، يجذبه أي شيئ، يتحمس لأي موضوع، لا يتوقف ومهما كان المحفز الخارجي بسيطاً قد يمتعه.
- المشاركات المفرطة في الأنشطة التي قد تؤدي لعواقب وخيمة في بعض الأحيان (مثل صرف النقود لأشياء ليست مهمة، التهور والدخول بأي موضوع كبير من دون أي تفكير ما ممكن تكون نهايته، فرط قيام بالعلاقات الجنسية).
إن تقدير الذات عادة ما يكون موجودًا بدءًا من الثقة الذاتية إلى العظمة الواضحة،فيمكن للمريض أن يقدم المشورة بشأن مسائل ليس لديه معرفة خاصة بها (مثل كيفية إدارة الأمم المتحدة) على الرغم من عدم وجود أي خبرة بهذا المجال، ويمكن أيضاً أن يشرع في كتابة رواية أو تكوين سيمفونية أو البحث عن دعاية لاختراع غير العملي، وتكوين الأوهام على سبيل المثال: وجود علاقة خاصة مع الله أو شخصية مشهورة من عالم السياسة أو الدين أو الفن أو العلم.
دائماً هناك حاجة أقل للنوم، فعادة ما يستيقظ الشخص عدة ساعات قبل الموعد المعتاد، ويشعر بالطاقة الكاملة، وعندما يكون الاضطراب حادًا، يمكن للشخص أن يستمر لعدة أيام دون نوم ولم يشعر بالتعب بعد.
عادةً ما يكون ثرثارًا، ويتكلم بصوت عالٍ وسريع ، ويصعب مقاطعته، وأحيانًا يستمر لساعات طويلة دون مراعاة رغبات الآخرين في التواصل، غير تصرفاته الغريبة، وإذا كان مزاج الشخص مضطرباً وغاضباً، فقد تجد كلامه طول الوقت شكاوى أو تعليقات عدائية مع تصرفات عصبية.
قد تتسابق أفكار المريض بمعدل أسرع من الوقت التي سيتلفظها أمام أي شخص، فقد أفاد بعض المصابين الذين يعانون من نوبات الهوس بأن هذه التجربة تشبه مشاهدة اثنين أو ثلاثة برامج تلفزيونية في وقت واحد، ففي الكثير من الأحيان ، هناك مجموعة من الأفكار التي تضخ في العقل باستمرار ومن دون توقف، وقد تجد مثال لذلك عند مخاطبته لأي شخص ستجده ينتقل من موضوع إلى آخر بسرعة البرق وبشكل مفاجئ.
الزيادة في النشاطات الموجهة نحو الهدف، والتي غالبًا ما ينطوي على تخطيط مفرط، والمشاركة المفرطة في أنشطة متعددة ( الجنسي،المهني،السياسي،الديني)، بغض النظر عن طبيعة هذه التفاعلات فسوف تجعله طيلة الوقت منكبًا على العمل ولكن في نهاية المطاف لا يقوم بإكمالها حتى النهاية.
قد يؤدي التفاؤل غير المبرر والفضول إلى مشاركة غير حكيمة في أنشطة ممتعة مثل شراء العديد من الأغراض التي تعد غير مهمة، القيادة المتهورة، الاستثمارات التجارية الخطرة، والسلوك الجنسي غير المعتاد بالنسبة للمريض، والتي من المحتمل أن تكون لها عواقب مؤلمة، على سبيل المثال شراء 20 زوجا من الأحذية والتحف باهظة الثمن، وقد يشمل السلوك الجنسي غير العادي الخيانة الزوجية أو المواجهات الجنسية العشوائية مع الغرباء.
أسباب الهوس
ما زالت الأسباب غير واضحة حتى الأن وغير معروفة بشكل جذري، فهو يعتبر علمياً خلل في الفص الجبهي الأيمن للقشرة المخية، إلى إن من أحد المسببات الشائعة للهوس هي أدوية المضادة للاكتئاب، حيث تشير الدراسات إلى أن خطر التحول أثناء تناول هذه المضادات يتراوح بين 6-69%، وخاصة الأدوية الدوبامية ومحفزات الدوبامين تلعب دورًا خطرًا في التحول، من ثم يأتي بعدها أدوية الجلوتامين والعقاقير التي توصف كمحفزات عاطفية أو مثبطات، وكما يرتبط باضطراب ثنائي القطب ومرض باركنسون، وأيضًا يمكن أن يكون ناتج عن صدمة نفسية أو بدنية أو مرض.
يعد الهوس مرضًا بالرغم أن المريض به قد لا يبدو اطلاقًا يشكو من شيء بل وقد يبدو بصحة ممتازة جدًا وخاصة إن كانت فترة الهوس لديه سعادة وتفاؤل وليست فترة مزاجية عصبية، إلا أن الزيادة الهوس لديه قد يؤدي إلى خلل تام بدماغه يرافقها تلف بالأجزاء الدماغية أو حتى قد تصل إلى سكتات دماغية مميتة، أو قد يؤدي إلى مراقبة ومعالجة مكثفة في مستشفيات الصحة النفسية إذا لم يتمكن من السيطرة على دماغه، فكن حذرًا بالتعامل معهم وابقى جانبهم بحيث تجعله متوازناً بتفكيره وتصرفاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة