الخجولون يخافون قبل الخطر، الجبناء خلاله، الشجعان بعده – جان بول سارتر
إنَّ الخوفَ يطوقنا في حياتنا اليومية مهما حاولنا تجاهله، لكنه – حقيقةً – ليس بالسيّئ دائمًا أو المزعج، فربما من خلاله استطعنا تسطير حدودنا التي لا يجب أن نتخطاها، وعوالم الطرق التي نودّ أن تسير فيها بتوازن.
لكن، قد تختلف أسبابه كالخوف من المجهول أو غيرها، وأيضًا قد تختلف درجاته ليصبح أمرًا يجب التعامل معه، فقد يسيطر على حياتنا ويقيد أفعالنا، وما نقوم به فلا نستطيع المضي قدمًا أو تحقيق أهدافنا التي نصبو إليها.
من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نقدّم خمس علامات أساسية مثبتة علميًّا، والتي تُمكّن ملاحظتها من معرفة مدى سيطرة الخوف على حياتنا.
1- المثالية
إنَّ المثالية أمرٌ نسعى جميعًا لتحقيقه، أو على الأقل الاقتراب منه، ظنًا منّا أنَّه أمرٌ أساسي لخلق التوازن والوصول إلى الشخصية التي نحلم بها. لكن، لا بدَّ أن نعلم أنَّ المثاليةَ إن زاد عن حدّها، فقد تصبح نقمةً بدل نعمة، فبدل أن تسير بك إلى تحقيق الأفضل ستمنعك من المضي قدمًا، حيثُ أنَّ الشعورَ بالمثالية سيدفع بك للتفكير والتردد مليًّا قبل اتخاذ القرارات أو الإقدام على خطوة ما – كيفما كان نوعها – وذلك خوفًا من ألّا تبرع فيها أو خوفًا من الفشل أو الخطأ، أو خوفًا من ردة فعل الناس…
لهذا، فالإحساس بالمثالية قد يقيد تحركاتك وأفعالك بدعوى الخوف من القادم والخروج من دائرتها.
2- عدم المخاطرة
إنَّ عدم مخاطرتك في بعض المواقف أو القرارات يُعتبر من أهم النقاط التي تبرز مدى سيطرة الخوف على حياتك، حيثُ أنَّ قيامك بهذا الأمر سيقلل من خبرتك في الحياة واقترافك للأخطاء التي لا بدَّ من كونها أداةً للتعلّم. لتجد نفسك في النهاية قليل الخبرة ذو حياة بسيطة خالية من المتعة أو التجريب.
يجب أن تعلم أنَّه – وكما يقال في مجال الاقتصاد – الخطر صفر غير موجود أبدًا، لن تستطيع محوه مهما حاولت. لهذا، لا بدَّ أن تتعايش معه بدل تجنبه، ولا تخف من القادم أو المجهول، فأقل ما ستحصل عنه هو تجربة ودرس لا يمكنك نسيانه أبدًا.
3- التأجيل والمماطلة
إنَّ الخوفَ من أهم الأسباب التي تدفع بالشخص لتأجيل قيامه بمجموعة من الأمور، حيثُ أنَّ المرورَ من الجانب النظري إلى التطبيقي العملي أمرٌ شاقٌ بالنسبة له، وذلك لكونه يخاف من النتيجة ومن أدائِه خلال القيام بذلك.
لا بدَّ إذًا على الشخص في هذه الحالة أن يتحلى بالشجاعة والجرأة على المواجهة وعدم تأجيل القيام بذلك، مهما اختلف (القيام بمهمة، مواجهة شخص ما…)، حيثُ أنَّ المماطلة لن تزيد سوى من حدّة الخوف والقلق. لهذا، سارع في التخلص منها، وواجه ما يجب مواجهته.
4- السيطرة والتحكم
إنَّ الرغبة في السيطرة والتحكم في كلِّ شيء ما هو في الحقيقة سوى شعور بعدم الأمان والراحة؛ وذلك خوفًا من كلِّ الأمور التي تحيط بالحياة، سواءً من الذات، من التعبير، من الأخطاء والنجاحات التي تصاحبنا… لكن القيام بذلك، وعلى عكس ما يطمح إليه الشخص، ليس سيطرةً لنا على الحياة بقدر ما هو سيطرةٌ للخوف عليها.
عدم اليقين في الحياة هو أمرٌ يجب الإيمان به، حيثُ أنَّنا لا نعيش في عزلة ولسنا المتحكم الأساسي والوحيد في كلِّ ما يحيط بنا؛ هناك الكثيرُ من المواقف التي قد نواجهها والتي تتعارض مع أفكارنا وتوجهاتنا وربما تصرفات في الآخر لا تعجبنا… لهذا، لا بدَّ على الشخص أن يعي تمامًا حدود السيطرة التي يمكنه بسطها على حياته مع محاولة تقبل العوامل الخارجة عنه.
5- قمع النفس خلال التحدث
هناك الكثيرُ من الأشخاص ممن يواجهون صعوبةً في التحدث مع الآخرين، وذلك بدعوى الخوف من ردة الفعل أو من عدم القدرة على إدارة الحوار. الأمر هنا يخص الأحاديث العادية اليومية التي يفترض أن يقوم بها الأشخاص بصفة تلقائية، وليست المناظرات أو النقاشات الطويلة العلمية.
هذه السيطرة الكاملة التي يمارسها الخوف على قدرتنا في التعبير تَحُد من حريتنا في التعبير، وتلغي بصفة تدريجية تواجدنا ومكانتنا وسط محيطنا، بحيث لا يصبح لنا لا قرار ولا رأي يمكن قوله أو مشاركته مع الآخرين.
هذه العلامات الخمس إن وجدت بصورة مهووسة زادت عن الحد الطبيعي، فإنّها تدل على أنَّ الخوفَ بات يسيطر على حياتك من مختلف منافذها. هنا، لا بدَّ لك من النظر في الأمر بصفة جدية، ومحاولة معالجته قبل أن يتفاقم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة