24‏/02‏/2019

أول رحلة لكوكب الأعمال



تعرفنا فى الحلقة السابقة عن مفهوم كوكب الأعمال وسبب هذه التسمية والأن أسمحوا لى أن أسرد عليكم رحلتى الأولى إلى هذا الكوكب بإختصار شديد , ربما هو الحظ الذى جعلنى فجأة أتحول إلى عالم الأعمال بعدما سنحت لى الفرصة أن أشترك فى مسابقة قمت فيها بتقديم خطة أعمال مختصرة  إلى إحدى الجهات المانحة  وحينها لم أكن أملك سوى أفكارا تمر على عقلى ذهابا وإيابا وكنت أزعم أنها تصلح أن تكون نواة لشركات عظيمة تنافس كبرى الشركات العالمية . لاقت الفكرة إستحسانا وفزت فى أول مرحلة من المسابقة وإنتقلت إلى المرحلة الثانية التى كان على فيها أن أقدم خطة أعمال ودراسة جدوى مفصلة بعد أن نظمت لنا الجهة المانحة دورات مكثفة فى كيفية عمل دراسة الجدوى بداية من تقييم الفكرة وكيفية دراسة السوق و تحديد العملاء المستهدفين والمنافسين وحساب التكاليف و الأرباح المتوقعة وبدأت فى عمل دراسة الجدوى ووفقنى الله وفزت وتم إختيار مشروعى ليكون من المشاريع التى تمولها الجهة المانحة , وفجأة ظننت أننى قد وصلت إلى ماأريد وتخطيت جميع الصعاب ولا صعاب بعد اليوم فعندى كل شيئ الفكرة الجيدة والموارد التى تجعلنى أطبق فكرتى بكل سهولة والقدرة على الإبداع , كل ماعلى أن أفكر فيه هو تحويل المنتج إلى حقيقة فالمال موجود يكفى لرواتب كل من سيعمل فى المشروع بما فيهم أنا كمديرا للشركة والمكان مجهز تجهيزا كاملا وكأنه لشركة كبيرة , إذا فلنبدأ العمل فقمت بتعيين فريق العمل , إعذرونى لم أخبركم عن فكرتى فهى كانت ببساطة موقع تواصل إجتماعى يحمل سمات تجارية يربط حياة المستخدمين فى جميع مراحل حياتهم بالتجار , وبالطبع كان فريق العمل معظمه من المبرمجين والمسوقين وكذلك كنا نحتاج إلى أن نمد المستخدمين بمقالات لمساعدتهم فى عملية التسوق مما دفعنا إلى إضافة كاتبى مقالة إلى فريق العمل , وبدأ العمل وبدأت أمتزج داخل الفكرة وأصبحت أعيش داخلها أنام وأصحوا أفكر فيها وكأنها طفلتى التى أ ربيها  أعتنى بها و أحب أن أجدها افضل الاطفال وأجملهم فأخذت فى إضافة الكثير والكثير من الأفكار ولم أكتفى من الإنتهاء من الأفكار الموجودة فى خطة الأعمال ولكننى أضفت أكثر وأكثر وكأننى أحاول أن أضع كل العالم فى سلة واحدة , ولكن الوقت يمر وهذا معناه مالا ينفق وجهدا يبذل وسوقا يظهر فيها كل يوم الجديد من الحلول التى قد يكون واحدا منها يقدم ماسوف نقدمه فأدركت أنه حان الوقت لأحمل سلتى وأعرضها على العملاء الذين سوف يندهشون من روعة ما بها , ولكن السلة أصبحت ثقيلة بما فيها فلم أعد أستطع حملها فأصبح التسويق صعبا نظرا لكثرة التفاصيل داخل المنتج التى جعلت العميل حائرا وجعلت التعامل من المنتج صعب فأنقلبت السلة بما فيها . إنها ليست مذكراتى ولكنها مقدمة لخيرة إكتسبتها من تجارب كنت أبدأ فيها خطواتى ولكننى لم أوفق وساء بى الأمر إلى تراكم الديون على الشركة . سألت نفسى هل هذا الأمر يحدث معى فقط فبدأت بالإتصال بكل من فازوا معى فى المسابقة ووجدت السيناريو يتكرر وخرجت إلى الدائرة الأوسع وإلتقيت بالكثير من رواد الأعمال فى المعارض والمؤتمرات ووجدت أيضا السيناريو يتكرر فوسعت الدائرة لأدرس تجارب رواد الأعمال عالميا فصدمتنى أول جملة رأيتها "90% من الشركات الناشئة تغلق فى أول عامين" ولكن لماذا تنجح الشركة العاشرة ولماذا هناك الملايين من رواد الأعمال الناجحين هل عرفوا سر الطبخة ؟ إذا فماهو سر الطبخة ؟ ومع دراستى لسر الطبخة من خلال دراسة الشركات التى فشلت فى الطبخة والتى نجحت بدأت فى تنظيم كل النقاط التى أستفدتها لكى أفيد بها الأخرين ووضعت كل هذه النقاط فى صورة قوانين ونظريات لكوكبا جديدا هو كوكب الأعمال وفى حلقاتنا القادمة سوف ندرس الاسباب التى تؤدى إلى نجاح وفشل الشركات الناشئة بالتفصيل وماهى كل الأدوات التى يحتاجها رواد الأعمال وكيفية إستخدامها , فسوف نبحر سويا من بداية الفكرة إلى أن تصبح شركة عملاقة وأرجو منكم أن تساعدونى على معرفة تجاربكم وأهم الدروس المستفادة منها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة