كل مؤسسة تملك هيكلها التنظيمي الخاص بها وبعض هذه الهياكل قائم على طبقات متعددة وبعضها بطبقات أقل.. الواقع هذا يتم تحديده وفق حجم الشركة وطبيعتها وحتى أهدافها ولكن في النوعين المدير حاضر وموجود. وهذا منطقي تماماً بحكم أنه يجب أن يتواجد من يدير الفرق العاملة رغم أنه هناك توجه مؤخراً من قبل بعض المؤسسات على إعتماد هيكل تنظيمي «بلا مدير».
وهنا نجد أنفسنا أمام طرفي نقيض، توجه نحو مؤسسات بلا مدراء ومؤسسات تعاني من فائض في المديرين. المشكلة هذه نجدها في المؤسسات ذات الطبقات المتعددة بحيث يكون في كل قسم مدير أو مديرين أو أكثر.
وطبعاً هنا الهرم الخاص بالمدراء بحيث هناك مدير «فوق» مدير وهكذا وصولاً الى رأس الهرم. فما هو الثمن الذي تدفعه الشركات التي من «تخمة» المدراء؟
تكلفة مادية باهظة جداً
كثرة المدراء في المؤسسة تعني تكلفة مالية باهظة ستتحملها الشركة. بطبيعة الحال راتب المدير هو أعلى بأشواط من راتب الموظف والمبالغ تتضاعف كلما كان المدير في منصب أعلى ورواتب «الجهات العليا» ضخمة جداً. النسبة التي «تستهلكها» رواتب المدراء من المبالغ المخصصة للرواتب خرافية هذا دون أن نتحدث عن الموظفين الذين عادة يتم توظيفهم من أجل مساعدة المدير كالسكريتر، أو المساعد الشخصي وغيرهم.
الإنتاجية والإبداع في حدهما الأدنى
نعم كثرة المدراء في المؤسسة ستجعل الإنتاجية في حدها الأدنى، ففي دراسة نشرت في مجلة هارفرد بيزنس ريفيو تبين بأن المدير ورغم أنه يتقاضى راتباً أعلى من الموظف ولكنه أقل إنتاجية. وهذا ضمن «الصورة» المقبولة لعدد المدراء فكيف هو الحال حين تملك عدداً كبيراً من المديرين؟ أنت كصاحب مؤسسة تدفع ثمن الألقاب هنا وليس الإنتاجية.
الصورة هي كالتالي موظف يحتاج الى إجابة حول أمر ما وبالتالي هناك قرار يجب حسمه، ولكن عليه أن ينتظر حتى يمر هذا القرار بكل الطبقات الإدارية صعوداً وصولاً الى الجهة التي تحسم ثم نزولاً من مدير لاخر حتى يصل اليه.. وقت ضائع وإنتاجية مجمدة والنتيجة هي خسائر إضافية تتكبدها الشركة.
وطبعاً لا بد من الحديث عن النقطة الاهم التي تكلف شركتك الكثير من المال والوقت وهي الإجتماعات. المديرون يعشقون الإجتماعات، ويحرصون على عقدها بشكل دائم. الإجتماعات ليست «عمل» بل هي إضاعة لوقت الجميع ولمال الشركة. كل ما يتم الحديث عنه في الاجتماعات التي تستغرق ساعة يمكن إختصارها بخمس دقائق.
عمل إضافي.. فعالية أقل
الشركات بطبقات إدارية متعددة وعدد كبير من المديرين ستجد نفسها امام عمل إضافي ولكن فعالية أقل في الشركة ما يعني إنخفاض في الإنتاجية. الشركات غالباً ما تفشل في رؤية الواقع وحجم التكلفة لإعتمادها على عدد كبير من المديرين. فعندما يتم توظيف مدير، منصبه يعني أنه سيتولى مهام عديدة وبالتالي كما قلنا سيوظف اشخاصاً لمساعدته. فكل مؤسسة تملك المدير ومساعد المدير ونائب المدير وغيرها و هؤلاء بدروهم يخلقون المزيد من المهام لغيرهم، والمثير للغرابة هنا هو أن الأعباء هذه كلها غير ضرورية ويمكن عدم القيام بالغالبية الساحقة منها. بل في الواقع عدم القيام بها سيجعل الشركة أكثر فعالية.
إختلال ميزان القوى.. وقرارات كارثية
عندما تكون نسبة المدراء أكثر مما يجب فحينها أنت تتحدث عن إختلال في ميزان القوى على كل الأصعدة. الموظف سيشعر بأن لا أهمية له وبأن «السلطة» التي يملكها سلبت منه. الموظف هو الجندي على الخطوط الامامية فهو الذي يبيع ما تنتجه الشركة وهو من يتعامل مع العملاء بشكل مباشر. ومع كثرة المدراء، سيتم القضاء على هامش الحرية بإتخاذ بعض القرارات للموظف وبالتالي عليه أن يعود للمدير الذي يعود لمديره والذي بدروه يعود الى مديره لحسم قرار. وهكذا القوة ستسلب من الموظف وسيصبح مجرد «آلة» تنفذ.
هذا من جهة أما من جهة أخرى ستجد نفسك أمام مجموعة من القرارات الكارثية التي سيتم إتخاذها. فكلما زاد عدد المدراء فإن سلطة من هو أعلى تزيد وبالتالي القرارات تصبح أكبر ولها أهمية، رغم انها قد لا تكون كذلك، ولكن في المقابل الذين يملكون القدرة على تحدي هذه القرارات أو التشكيك فيها أو حتى الحث على نقاشها تصبح محدودة جداً.
ديكتاتورية وحرب على السلطة.. والمتضرر الوحيد هو الشركة
هناك نسبة مرتفعة جداً لأن تصبح شركتك ديكتاتورية. والأمر هنا لا يتعلق بمدير مهووس بفرض سيطرته بل بالتراتبية الإدارية وكثرة المدراء. الموظف مسلوب القوة كما قلنا والمدراء يأمرون فتنفذ الأوامر. وعليه هناك فئة تملك كل السلطة وكل القوة مقابل فئة عليها الطاعة.
في المقابل ستجد نفسك أمام تكتلات وحروب، المدير هذا يحمي ذلك المدير وهذا لا يريد ذلك ويحاول النيل منه و عوض العمل من أجل هدف مشترك كل واحد سيعمل من أجل هدف خاص به. في المقابل جميعهم ورغم إختلافهم فيما بينهم سيسعون من أجل هدف واحد، سيمنعون الشركة من الإنتقال الى هيكل تنظيمي مسطح وذلك لانهم يخافون خسارة وظائفهم. وهنا تتداخل مصلحة الافراد مع مصلحة المؤسسة وفي الغالبية الساحقة من الاحيان مصلحة الافراد هي التي تنتصر.
ثقافة الشركة مهددة
الشركات التي تملك عدداً كبيراً من المديرين وبالتالي طبقات إدارية متعددة تعاني من ثقافة شركة ضعيفة. السبب يرتبط بالتواصل السيء بين المدراء وبين الموظفين.. وذلك من أعلى الهرم وصولاً الى أسفله. «المسافة» التي تفصل بين الموظف وبين المدير والقادة تجعل فكرة القيم الواحدة ومشاركتها مع الجميع أمر في غاية الصعوبة وعندما نضيف الى المعادلة موظف مسلوب القوة فحينها أنت امام خط امامي يحارب معارك من دون أن يؤمن بالقضية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة