14‏/11‏/2018

هل تستطيع حقا اكتشاف القائد الذى بداخلك؟

ما هي صورة القائد المثالي الذي نرغب أن نتبعه؟ كيف نستقي هذه الصورة من أنفسنا ومن ذواتنا؟ ولماذا لا يرغب أحد أن يكون تابعًا؟ تلخص الباحثات -نانسي هاردينج أستاذة علم التنظيم بجامعة باث وجاكي فورد أستاذة علم القيادة والتنظيم بجامعة دورهام وسارة جيلمور المحاضرة بعلم التنظيم ومديرة مركز التأثير البحثي بجامعة إكستر- في المقال المنشور على موقع The Conversation إلى نتيجة مثيرة عن أوهامنا الذاتية وعن صفات القائد الأمثل.
   
في الوقت الحالي، ليس بوسع الكثير من الناس مدح قادتنا، وفي مواجهة غياب القيادة ربما علينا أن نولِ اهتمامًا أكبر بتلك الرغبات والدعوات الذاتية الملحة التي تدعونا لتطوير قدراتنا القيادية. قد يكون التصدر لتولي القيادة فكرة مخيفة، لأن ما يخطر بذهننا عادة عندما نفكر في القادة هم الأبطال، النماذج البشرية بالغة الندرة مثل نيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج وبوديكا وونستون تشرشل. وأن نقول إنهم نماذج من العسير اقتفاء آثارهم هو تقليل من الأمر. 
  
لا يحب الكثير من الناس النظر لأنفسهم كتابعين (باستثناء على تويتر)، إذن كيف نقنع نحن القادة المحتملون الآخرين باتباعنا؟ ربما يجب أن يكون القادة من ذوي الكاريزما، الذين يجب أن يتبعهم الآخرون ليساعدوهم في تحقيق رؤية المنظمة. لكن كيف نعرف إن كنا من ذوي الكاريزما؟ ربما إذا عرفنا كيف يبدو مظهر القائد، قد يكون بإمكاننا أن نكيف أنفسنا طبقًا لذلك النموذج؟
     
  
للأسف، لا نعرف كيف يبدو القادة. القيادة مفهوم غامض جدًا. من الصعب جدًا تعريفه ومن العسير رؤية كيفية ممارسته. لكن بحثنا يشير إلى أنه -في الحقيقة- القدوة والنموذج الأعلى الذي يجب علينا اتباعه أقرب إلينا مما نتخيل: خريجي دورات القيادة يميلون دون دراية أو قصد للتركيز على أن يصبحوا نسخًا أفضل من أنفسهم.

القائد المختبئ بداخلك
شملت دراستنا الأشخاص الذين كلفوا بمهمة القيادة، أولئك القادة في الإدارة الوسطى. بدأنا مقابلاتنا ببعض الأسئلة العامة عن تاريخ المسيرة المهنية للشخص، وهو نوع من المحادثات الودودة التي يجريها الباحثون لجمع المعلومات. في الجزء الرسمي من المقابلة طلبنا منهم وصف القادة الممتازين والمتوسطين والسيئين الذين عملوا معهم. ثم طلبنا منهم اختيار صور الأشخاص الذين يبدون من وجهة نظرهم قادة ممتازين أو متوسطين أو سيئيين لنرَ إن كان للمظهر أي تأثير على تقييم صفات القيادة لدى الشخص.
   
عندما حللنا بيانات المقابلات حيّرنا التعارض بين ما قاله الناس عن شعورهم تجاه القيادة وبين تجاربهم في التعامل مع مختلف القادة. كان لكل منهم فكرة واضحة عما سيبدو عليه القائد الجيد أو الضعيف، لكن عندما استعادوا تجاربهم مع القادة في حياتهم الواقعية، كانت الأمثلة التي اختاروها مختلفة تمامًا عن أوصافهم السابقة.
   
على سبيل المثال اعتقد أحد الأشخاص الذين أجرينا معهم المقابلة أن القادة المثاليين يجب أن يتمتعوا بالأناقة، مع أنه عمل من قبل مع مدير مستبد يرتدي بذلات أرماني. بينما رأت مشارِكة أخرى أن القادة يجب أن يكونوا هادئين ومتزنين ومع ذلك اختارت شخصًا منفتحًا يصبغ شعره باللون الأرجواني مثالًا على قائد مثالي عملت معه. وقال شخص آخر إن القائد المثالي يجب أن يحظى بقدرات تواصل جيدة بغض النظر عن مظهره ومع ذلك أصدر أحكامه بناء على المظهر، ووصف اثنين من المرشحين بأنهم: "من الأشخاص المملين، ممن يصوتون على الأرجح للمحافظين ويعتقدون أنهم آلهة".
   
بالنسبة للأنثى ذات الصفات الذكورية قليلًا كان القائد المفضل ذي صفات ذكورية؛ أما بالنسبة للأنثويات اللواتي يضعن أحمر شفاه وطلاء الأظافر كان القائد المثالي مؤنثً
مواقع التواصل
     
واعتقد شخص آخر أن القائد المثالي يجب أن يشعر بأمان داخلي ولا يكون في حاجة لإعلان من هو وماذا فعل، لكنه نسي هذا حين وصف -ما يعتقده- سلوكًا مثاليًا قائلًا: "التوزيع الفعال للمسؤوليات على الأشخاص، مع توظيف الجرعة الصحية من النظام والانضباط". تجدر الإشارة -وربما القلق أيضًا- إلى أن معظم الناس يواجهون صعوبة بالغة للتفكير في قادة ممتازين عملوا معهم مسبقًا. وفي محاولة لتفسير هذا التعارض، فحصنا نصوص المقابلات بحثًا عن أدلة لمساعدتنا، ووجدنا مفتاح الحل في الجزء العفوي المبدئي من المقابلات. عندما نظرنا إلى الطريقة التي وصف بها الأشخاص أنفسهم مقارنة بكيفية وصفهم للقادة، وجدنا في الحقيقة أن وصفهم للقائد المثالي أو الممتاز هو صورة طبق الأصل عن أنفسهم، وفكرتهم عن القائد السيء كانت عكس هذه الصورة تمامًا.
  
بالنسبة للأنثى ذات الصفات الذكورية قليلًا كان القائد المفضل ذي صفات ذكورية؛ أما بالنسبة للأنثويات اللواتي يضعن أحمر شفاه وطلاء الأظافر كان القائد المثالي مؤنثًا؛ أما بالنسبة للجنس الثالث ممن لم يظهروا أي إشارات تدل على جنسهم فكان القائد المثالي من نفس النوع؛ بالنسبة للمتحمسين كان القائد المثالي متحمسًا؛ بالنسبة للشخص الذين يحتاج انضباطًا وقيادة كان القائد المثالي قائدًا منضبطًا.
   
بتعبير آخر، في غياب مفهوم واضح لما يجب أن يكون عليه القائد وكيف تبدو شخصيته، يفكر الناس في صورتهم الذاتية باعتبارها القائد المثالي الذي ينمذجون أنفسهم عليه. لذا يخلص بحثنا إلى أن الإجابة على سؤال كيف تصبح قائدًا ممتازًا هي: كن نفسك لكن في نسخة أكثر نقاء وأناقة.
_________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة