تتعــــالي
تتعــــالي
تتعالى تحلق مثل
الشموس التي …… أفلتت من مداراتها
في الأيام اللي فاتت كنت بأقع في غرام كلمة ومعني, البيت اللي فوق ده من قصيدة أنطربرونورية خالدة, يمكن يكون بعضكم درسها في الثانوية إسمها “النسور الطليقة” بتحكي عن حياة الأحرار وإختياراتهم الصعبة, أنا بأشوف إن القصيدة ديه تعبير ممتاز جداً عن الحالة النفسية للأنطربرونور, دعوني في حدث TEDxTanta من سنتين, كلمتهم عن The Modern Knights وإزاي أنا شايف إن الأنطربرونور ده هو بيقوم بالدور الموازي للفرسان في العصور الوسطي, اخر حاجة شاركتها في الخطاب ده كانت أبيات الشعر ديه.
المهم كلمة ومفهوم “تتعالي” كان مسيطر عليه الي حد كبير, بعد كتابة 7 نصائح لتجنب تحول المنافسة الي عداوة, طبعاً لك أن تتخيل كمية المشاعر السلبية اللي ممكن تكون مدكنة جوه بني ادميين هيشوفوا في حياتهم تصرفات زي ديه, لو عايزين نبقي حقانيين, اللي يعمل في حد حركة مش كويسة, يستاهل أنها تتعمل فيه. يعني معتقدش ان اللي لبسك في الحيطة وهو قاصد المفروض تطبطب عليه, لكن تلبسه في الحيطة, بالذات لو منفوش ومفتخر وبيبرر اللي عمله, بس كده المجتمع هيتحول لهيصة كبيرة الناس بتكسر فيه بعضها, وده اللي بنحاول نتجنبه. طب إيه؟
المهم بدأت استخلص أفكاري في العمل جوه الفريق أو الشركة, وطبعاً أنا زي ما صديقي باسم السمرجي بيحب يقول علي نفسه “تفكيرجي” بطبيعة الحال, بأحب أفكر كتير وأستخلص أفكار تخش علي أفكار والواحد ممكن يتوه ويتوه الناس معاه, فتخيلت أن اللي أنا بأفكر فيه هو في الاخر يمكن أختصاره ان فيه مستويات فكرية وشعورية مختلفة إحنا بنكون فيها وإحنا بنتعامل مع الناس, وان حالة البيئة المحيطة بيه, وفكرته عن ذاته, أو الإيجو بتاعه بيحدد الطبقة أو المستوي اللي بيتعامل مع اللي حوليه فيها.
يعني مثلاً انت عديت بموقف معين مع شخص معين, رد فعلك هتكون جيه منين؟ أول حاجة من حالة البيئة المحيطة بيك, الناس اللي عايشة في المكان ده بترد علي التصرف ده إزاي, هل الدنيا ربيع والجو بديع؟ هل فيه زحمة وضغط عصبي ونفسي, الحالات اللي بتخلي البني ادم يطلع أحلي ما فيه أو أوحش مافيه, وبعدين من ذاتك وفكرتك عن نفسك وعن العالم اللي هنسميها “الإيجو” بتاع حضرتك, اللي بيكون مع الوقت بقي فيه شوائب من الالام والخبرات السابقة.
بما إن إحنا معندناش مساحة كبيرة نتحكم في الحالة اللي إحنا فيها علي طول من ضغط, زحمة, يوم مقرف وكده, تعالوا نتكلم عن الإيجو وإزاي ممكن نتعامل معاه. هنعتبر إن الإيجو هو البوصلة اللي بتوجهك الي إختيار أسلوب ومستوي تعامل معين.
أول حاجة الإيجو مهواش شتيمة, ناس كتير من اللي بتتكم عن “الإيجو” أو “الأنا” وإزاي بتفسد العمل الجماعي والتواصل بين الناس, بيقفل الموضوع في شكل شتيمة للناس اللي مش عاجبينه, الناس الوحشين اللي عندهم إيجو جمبينا هنا, أنا أكتر جملة طالعة من إيجو كونسبت مش مظبوط طلعت من أكتر شخص في الدنيا بيتكلم عن الإيجو ووحاشته وإفسادة للعمل الجماعي. بعد فعالية معينة في مكان في وسط البلد اتقالي When we inspire one million Egyptians, this room won’t handle anything. لما إحنا نجيب مليون واحد مهتم بالموضوع, الأوضة الصغيرة ديه مش هيبقي ليها أي لازمة. ياه, إستخفاف بالناس وشغلهم علي إعتبار حاجة عملياً ملهاش فرصة انها تحصل, ولو تشوف بقي “إحنا” بتتقال بمنتهي التكبر إزاي!! إيجو ده ولا مش إيجو يا سيات الريس؟
محتاجين نفهم الأول ايه الإيجو ده علشان نعرف إزاي نتعامل معاه, من أحسن التصويرات علشان نفهم الموضوع هو إننا نفكر في الإيجو علي انه مراية, المراية اللي بتشوف بيها نفسك والعالم, تعاملك مع العالم الخارجي جي من إنك شايف عالم خارجي بشكل معين وشايف نفسك بشكل معين, المراية اللي بتوريك العالم وذاتك هي ديه الإيجو بتاعك. في بداية حياتنا بتبقي المراية ديه نقية جداً, ماما بتحبني وتاخدني في حضنها, وتيتا وجدوا وكل الناس, والدنيا بسيطة كلها لعب وأكل ودلع, ساعتها المراية ديه بتبقي نقية أوي مدخلش عليها ندوبات من انك اتجرحت من موقف معين, محصلهاش شرخ إنك اقتنعت بفكرة معينة ممكن تكون غلط.
لكن لما بنكمل في حياتنا, كلنا بنمر بتجارب بنقري ونتعرض لأفكار, بنتعرض لصدمات في التعامل مع الناس والمجتمع, وكل المواقف ديه بتسيب ندوب, وشروخ وفلاتر بتبوظ فكرتنا عن نفسنا وعن العالم حولينا وبالتالي بتتحكم في كل تصرفتنا وردود أفعالنا مع العالم الخارجي, بالذات الالام الحياتية اللي بتستهلك طاقة الناس في مرحلة معينة ممكن توجه وتتحكم في الشخص لبقيت حياته لو ما انتبهش لإن الفكرة ديه غلط, الأسلوب اللي بيتعامل بيه مش تمام. الواحد مننا ممكن يعمل Zoom In علي حادثة معينة في حياته ويعيش بقية حياته بالألم النفسي والأفكار الغلط, مثلاً حد اتعرض لخيانة من أقرب الناس ليه, هتلاقيه عايش سنة سنتين مابيثقش في حد خالص, لحد مايحصل موقف تاني يغير الفكرة ديه, او ممكن يعيش بقيه حياته كده.
أنا فاكر جداً فلم اسمه Good Will Hunting الفيلم ده بيتكلم عن شاب عبقري في الرياضيات, بس كان يتيم والبيت اللي كان عايش فيه اللي كان مفروض ابوه كان بيضربه ويعذبه, فبقي عنده عقد وكلاكيع, ومقدرش يستفيد أو يفيد الناس بالعبقرية اللي عنده ديه, علي الرغم انه كان بيحبها وبيمارسها من تحت لتحت, المهم لما حد يكتشفه ويعرف العقد ديه ويوديه عند دكاترة نفسيين يعالجوه, طبعاً يرفض مبدأ أنه محتاج علاج, لحد ما واحد مر بتجارب شبيهه يقرر يصاحبه, وبعد ما يصاحبه يخليه يبص علي مرايته أو “الإيجو” بتاعه ويخليه يمسحه الخبرات ديه والأفكار اللي موقفه حياته من التقدم بسببها.
اللي اتفرج علي الفيلم كله هيلاقي المشهد ده عبقري, إزاي بيغزوا مجاله الشخصي ويرجه من جوه علشان يوريله إن It’s not your fault الغلط في اللي حصل ده مش غلطك, ومش مفروض تعيش بقيت حياته بتدفع تمن أفكار ومشاعر مش انت السبب فيها, لحد ما بيوصل لنقطة تقبل الفكرة ديه, وهو نفسه اللي بيمسحها, فكرة ان هوه أصلاً مش كده, والفكرة ديه بتقدر تمحي تاريخ من الفلاتر اللي كانت قافلة حياته عن العطاء والإستمتاع والحب.
من الاخر, الإيجو مش شتيمة و كلنا محتاجين نعمل صيانة دورية للإيجو بتاعنا, كلنا محتاجين موقف أو شخص يورينا إيه أفكارنا الغلط وإحنا فعلاً مين, وأيه مصدر التصرف الغلط في حياتنا. لو عايز تعرف وتفهم أكتر عن الإيجو ممكن تقري المقال المترجم للعربي من Urban Monk من هنا: http://1ofamany.wordpress.com/2008/09/12/ego/
المهم بقي الإيجو ده وجو التكاترة النفسانيين ده إيه علاقته بالأنطربرونور والعمل الجماعي؟ زي ماقلنا الإيجو ده هو المراية اللي بيتوجه ردود أفعالك وبتتحكم في سلوكك كجزء من المجتمع, أنت اللي بتعمل المجتمع الصغير اللي حوليك, حاولت أحلل كده تصرفاتنا ديه ممكن تنبع من أو تتطور لأنظمة عاملة ازاي ولقيت أربعة, أربع مستويات مختلفة كلنا بنعدي عليها في مواقف معينة ومراحل معينة من حياتنا.
النظام الغابي
عمرك سوقت في الزحمة؟ عارف نظرية “البوز” واتغده بيه قبل ما يتعشي بيك, هو ده النظام الغابي, نظام ان مفيش نظام غير Survival for the fittest ساعات في مواقف معينة وحالات معينة من الغضب أو الشعور بالخيانة أو العار أو أي حاجة, حد منا ممكن يتصرف كما لو كان في غابة, لما مايكونش فيه قانون المجتمع مؤمن بيه وبيتحاسب عليه, الناس ممكن تقتل أو تتقبل القتل, وتسرق أوتتقبل السرقة.
للأسف في البزنس وفي السوق ده بيكون الحال في معظم الأحيان, السوق مفيهوش رحمة, الأنطربرونور لما يتعرض للسرقة والخيانة ويلاقي مفيش حساب هيكون رد الفعل هو الإعتماد علي انظمة تفكير عسكرية زي The Art of War فن الحرب, ازاي تكسر وتدمر اللي قدامك, ماهي غابة يا با.
النظام القانوني
لكن فيه نظام تاني لما المجتمع نفسه بيقرر انه ليه دستور وليه قانون وان كل الناس اللي عايشة في المجتمع ده هتؤمن وهتتبع الدستور والقانون في البلد ديه, ياسلاااام, تخيل لو الناس بتتبع قانون معين في الزحمة, هتلاقي فيه مدن حولين العالم فيه كثافة مرورية أعلي مننا بس بيتبعوا نظام بيقلل المشكلة بشكل كبير. تخيل لو “الأنطربرونور” اللي في المثال الأول ده اللي اتعرض للسرقة أو الخيانة في نظام قانوني يحمية, مش هيحتاج يفكر في فن الحرب ويعتمد علي النظام القانوني يجبلوه حقه, بعد كده لو هتشتغل معايا هتوقع علي NDA ولو طلعت كلمة من اللي بنتكلم فيه هأحبسك.
لكن النظام القانوني عمره مابيكون كامل, أو حتي قريب من الكمال, بالعكس, الموضوع الي حد ما بيعتمد علي ذكاء المحامي وخبرته وعلي ثغرات في النظام القانوني, It’s not about what you know, it’s about what you can prove in court لو حد منكم إتفرج علي فيلم Law Abiding Citizen هيلاقي إزاي بين لهم ده في المحكمة, بعد ما القاضية ومحامي الدفاع المدني عمل دييل مع اللي قتله مراته وولاده ومخادوش العقاب اللي يستحقوه, راح ذاكر النظام القانوني وإكتشف الثغرات وقتلهم وجه المحكمة اللي كانت هتطلعه براءة وراح فاتح فيهم بقي في الكلام عن العدل.
النظام الأخلاقي
معني الكلام اللي فوق ده ان فيه ثغرات في النظام القانوني نفسه, زائد أصلاً كتير جداً من المواقف في الحياة مش لازم تعتمد فيها علي النظام القانوني, يعني واحد داس علي رجلك في الشارع مش هتقاضيه, في مجتماعنا فيه حالات كتيرة بيكون فيها انك ترفع قضية في حد ذاتها غلط. أنا كنت في لندن بأكلم محامي إنجليزي عنده خبرة في الشغل في مصر عن موقف معين ورأيه فيه, قالي طبعاً دايس, ديه تقريباً مضمونة يعني, فقلت له أنا بس باخد رأيك بس مش هدوس, علي الأقل مش دلوقتي, علشان مينفعش أرفع قضية علي حد كان شغال معايا, الراجل بص لي من قوف لتحت كده وقالي I understand.
ده كله بيتطلب انه يكون في نظام أخلاقي في المجتمع الناس بتتعامل بيه بينها وبين بعضها, النظام ده ممكن يكون مش مكتوب لكن الناس بتعرفه كده من نفسها علشان كده بيسموه “العرف”, هتلاقي في الأنظمة الإجتماعية البسيطة زي مثلاً في سينا أو في الصعيد لسه عندهم حاجة اسمها “قعدة عرب” لما يكون فيه خلاف علي حاجة معينة يجيبوا الناس اللي ليهم كلمة ويقعدوا يناقشوا ازاي يوصلوا لحل, طبعاً ده مش متاح في مجتمعات أكثر تعقيداً زي اللي بنعيش فيها, فالمواضيع ديه بتقلب الي مواضيع سياسية, الناس الكبار أو اللي معاهم فلوس, أو اللي ليهم تأثير و Influence يقعدوا مع بعض ويشوفوا هيعملوا أيه, المشكلة انهم غالباً هيعملوا اللي كويس ليهم مش للمبادئ اللي المجتمع بيؤمن بيها, وبالتالي الناس لسه هتحس بالظلم.
أحد الأمثلة علي عدم نضح النظام ده هو التشدد الديني والسلوكي, الناس اللي بتؤمن بالعرف زيادة عن اللزوم وبتحبكها علي الناس كلها, بتنتهي الي كراهية كل المختلفين ومعاداة كل اللي مش بيعملوا زيهم.
النظام النبيل – الراقي
ممكن أشوف إن النظام الأخلاقي فيه Judgement عالية, المجتمع بيقرر أيه الصح وأيه الغلط وفي أحيان كتيرة المجتمع كله علي بعضه غلط, والأحكام اللي بيصدرها علي الناس ممكن تكون مش صح. النظام النبيل أو الراقي هو النظام اللي كل واحد فيه عارف يعني إيه “إيجو” وبيساعد اللي حوليه أنه يتخطي الشوائب الشعورية أو الفكرية عنده. النظام النبيل هو المكان اللي فعلاً ممكن ينمو فيه Unconditional Love حب غير مشروط, لما يكون إهتمام الشخص باللي حولية مش أنه يرفع عليهم قضية ويثبت كذا أو كذا, أو يخلي المجتمع يصدر حكم أو تسمية ممكن تكون صح وممكن تكون غلط. لأ, النظام النبيل بيحاول يصلح الناس اللي بتعمل حاجات غلط مش عن طريق العقاب, أو العقاب بس, بس برضه عن طريق التفهم والمساعدة والحب.
السيد المسيح كان من أرقي الأمثلة في التعامل الراقي, والمسيحية مليانا أمثلة بتتكلم علي النظام الراقي ده, المحبة والمسامحة, وإيصال الناس لدرجة عالية من القدرة علي إستيعاب الاخر, بكل إختلفاته, بكل شوائبه وبكل غلطاته. أنا شخصياً لما حد يعمل فيه حركة قرعة وأبقي متغاط بأسمع الفيديو ده من رجل دين مسيجي بيحكي حكاية هتخليك تعيط: https://www.youtube.com/watch?v=7LszhYzFDyg ابقي قولي لو عرفت تمسك نفسك بعد مايقول There was hurt, but no hate
في إنجيل لوقا, كلام عميق جداً عن النبل والمسامحة:
“But I say to you who hear: Love your enemies, do good to those who hate you, 28 bless those who curse you, and pray for those who spitefully use you.“ Luke 6:27-28
وفي ثقافتنا كمسلميين, النبي محمد “صلي الله عليه وسلم” لما فتح مكة بعد ما أهله طردوه منها وحاربوه, دخل بمنتهي التواضع وعفي عنهم, مش كده بس لما راح يطوف بالكعبة المشرفة, جه واحد مش قادر يمسك نفسه من الحقد والكراهية, وجاب خنجر وكان عايز يقتل النبي, والنبي عرف, عمل أيه, نادي الحراس وعلقوه, لأ لف له وبص له وإبتسم له وقعد يمسح علي صدره, ويقوله اتقي الله يا فضالة, استغفر الله يا فضالة. الراجل ذهل ازاي ده ممكن يكون ده رد فعل واحد علي حد جاي يقتله, وقال بنفسه قبل ما يلمسني كان أكتر بني ادم بأكرهه, لكن بعد الموقف ده بقي أكتر بني ادم بحبه.
مرة رافييل عياش, مؤسسة مدرسة سفرني, دعتني لفعالية اسمها The Samurai Game بتحاكي فكر وثقافة مقاتلين الساموراي في لعبة بنتعلم منها العمل الجماعي وكده, لاحظت انه في بداية اللعبة بيقرا كلام عجيب جداً, حاجة زي What’s your strategy? – Silence is my strategy – Forgiveness is my sword وأنا كتفكيرجي, وراجل بتاع استراتيجية وكده, معدتش الكلمتين دول, وقلت جوايا This is such bullshit, but it’s a very very good bullshit دلوقتي ممكن افهم ازاي مقاتلين الساموراي دول بيقاتلوا مش في مستوي الغابة, لكن بيقاتلوا في مستوي النبل, يعني الناس اللي بتعيش في المستوي ده ممكن تبقي عملية وحتي تدخل منافسات وتحافظ علي الفكر والشعور عند نفس المستوي.
أنا كان عندي مشكلة فكرية عويصة, ممكن توصل لــ Identity Crisis هو إن أنا نشأت في بيئة شرقية بتقيم العلاقات الشخصية, وتحض علي التسامح, والحب والنبل والكلام الجامد ده, لكن لما بدأت تتعلم بزنس وتشوف الدنيا بتمشي إزاي وتاخد علي دماغك, خيانة وغدر وسرقة, الإيجو بدأ يحوش, والمراية بدأت تصدي من كتر الأفكار والمشاعر السلبية فباقت في التعاملات المختلفة بتقلب توماتيكي توماتيكي علي The Art of War علي المستوي “الواطي” من قانون الغاب, وده بيعمل صراع داخلي. إزاي لما بقابل ناس زي دكتور نبيل شلبي و محمد الصاوي الناس ديه بتتكلم علي المبادئ ديه, لكن أرجع أحلل المواقف ألاقي الشخص اللي قدامك ولا يهمه ده جاي يدبحك لو يقدر.
طب أكيد فيه ناس فكرت في الموضوع قبل كده, قالوا أيه؟ أنا شخصياً معجب جداٌ بباحثة شاطرة, اسمها بريني براون, عملت TED Talk وضحت مبدأ عظيم جداً, إزاي الناس السعداء والناجحين معندهمش مشكلة إنهم يكونوا Vulnerable وبيتعمدوا في نجاحهم وتواصلهم مع الناس علي الشجاعة والتعبير عن النفس من غير خوف أو تردد, وإن بناء مجتمع علي القيم ديه, فعلاً هيخلي فيه مجتمع في معظم الموقت علي درجة عالية من الرقي والنبل, ممكن تقري أكتر عن كلامها بالعربي من هنا. برضه فيه دكتور جامداسمه ويين داير, كتب كتاب وعمله فيلم بعد كده سماه From Ambition to Meaning: Finding your life’s purpose عدي علي أفكار شبيهة, بس هنتكلم عنهم ده بإستفاضة أكتر في حلقات تانية.
دلوقتي الموضوع أوضح كتير بالنسبة لي, وأتمني أنه يكون وضح بالنسبة لكم, إحنا تصرفتنا معتمدة علي مرايتنا لنفسنا وللعالم حولينا, الإيجو أو مرايتنا ديه هي اللي بتوجهنا وبتخلين نتعامل مع الناس علي أربع مستويات, في ناس ممكن تبقي حقيرة جداً وتحطنا في مواقف واطية وده لما يمس عندنا الشوائب بيخلينا نتعامل علي مستوي مش هوه اللي عايزين نعيش أو نتعامل مع الناس فيه.
مهمتنا كأنطربرونورز أو ناس عمليين عايزين نعمل حاجة, إننا نبص للي قدمنا ونفهمه, ونعرف أنه عنده “إيجو” زينا بالظبط ونشوف إزاي نساعده يبعد عن الشوائب الشعورية والمعرفية ويطلع أحسن اللي فيه, وازاي ما ننساش إننا برضه عندنا إيجو ومنخليش حد “يدوس لنا علي الجرح” ويحاول يطلع أسوأ اللي فينا, ونفهم إحنا بنتعامل عن أنهي درجة راقية أو واطية. حاجة أكتر من كده هو إننا علشان منبوصش لكل موقف لوحدة, محتاجين نصلح مرايتنا ونعدل في الإيجو بتاعنا, وديه حاجة صعبة جداً, لإنها بتتطلب مجهود شعوري ومسامحة صعبة جداً علينا في مراحل مختلفة, الفيديو ده بيوضح الصعوبة ديه:
“When deep injury is done to us, we never recover until we forgive, forgiveness does not change the past, but it does enlarge the future” Mary Karen Read
دلوقتي كأنطربرونور لما باجي أبص علي مواقف معينة, ومفروض أتصرف فيها إزاي, بتداعلبني كلمة “تتعالي”, لما تقابلك مواقف مش ظريفة هيبقي عندك حلين لإلا تتعالي وتتكبر التعالي بتاع الإيجو وتبقي الشخص المجروح اللي بيعمل حاجة مش عايزها ومش بيعبر عن نفسه, او تتعالي عن إنك تنزل لمستوي ناس مش أخلاقيين, تتعالي إنها تكون جزء في تحويل خدمة الناس الي صراع, تتعالي وتاخد القرار الصعب, زي ما عاصم السيد بيقول في شــــارك … تنـــــجح
اعمل الصح. كل لما حد يدوسلك علي الجرح كرر فكر نفسك بالأبيات ديه, ودوس شوية علي كلمة “تتعالي” بمعناها الراقي:
النسور الطليقة هائمة
في الفضاء الرمادي
ترصد موقعها
في أعالي الجبال
إنها تتذكر شكل السهول
بخضرتها
بتدفق غدرانها
بتدفق غدرانها
والأرانب تقفز
في العشب مثل اللآل
تتذكر والجوع يحرق أحشاءها
فتسدد نظرتها للمحال
تتعــــالي
تتعــــالي
تتعالى تحلق مثل
الشموس التي …… أفلتت من مداراتها
يصبح الأفق ملكاً لها
والنجوم مناراتها
والخلود احتمال
النسور الطليقة في الأفق
تعرف مصرعها
و العيون التي تترصدها
و النصال التي تتعاقب …خلف النصال
النسور الطليقة في الأفقِ
ترفع هامتها و تحلق
تعلو و تخفق بالزهو
لا تتذكر خضر السهول
بخيراتها … تتعقب
ورد الذرا
في الفضاء السحيق
و حلم الكمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة