26‏/03‏/2019

قانون الجهود المهدرة

ما هو قانون الجهود المهدورة أو العوائد المتلاشية؟

م. بيهس السوادي



عزيزي القارئ… هل تعلم أنك تستطيع أن تنجز أكثر بجهود أقل؟؟ أو بالأحرى هل تعلم أنك بإضافتك المزيد من الجهود إلى منظومة العمل قد تسيء و تقلل من الانتاج؟!
قانون العوائد المتلاشية أو الجهود المهدورة أو ما يسمى باللغة الانكليزية The law of diminishing returns، من القوانين الإدارية الجميلة التي لها تطبيقات كثيرة في الحياة العملية.
ينص هذا القانون ببساطة أنه لا يمكنك أن تواصل زيادة أحد الجهود (أشخاص، آلات، معدات، مواد خام…الخ)  متوقعاً أن ذلك سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة العائدات (منتجات، مخرجات…الخ)، بل أنه هناك حداً أقصى لزيادة هذه الجهود ، إذا وصلنا إليه تبدأ العائدات بالتناقص أو التلاشي بعده ما لم تقم بتغيير الجهود الأخرى بشكل متناسب لزيادة هذه العائدات، ولكي نشرح الأمر بشكل مبسط أكثر، فإن:
  • فنجان الشاي لن يزيد حلاوة بعد حد معين من السكر المضاف.
  • التحصيل العلمي لدى التلميذ لن يزيد بعد عدد ساعات معينة يقضيها في المذاكرة
  • مخرجات العامل لن تزيد بعد عدد ساعات معينة يبذلها في العمل ، وهكذا
فإذاً هناك نقطة مهمة يتم عندها الحصول على أفضل عائد على الجهود المبذولة ومن المهم جداً اكتشاف هذه النقطة و التوقف عندها، لأن إضافة أي جهود بعد ذلك يعتبر خسارة حقيقية لأنها لن تزيد من العائدات بل ربما أضرت بها، و المشكلة الحقيقية التي نعاني منها و يعاني الكثير من المدراء منها هي، أنهم عندما يكتشفون هذه الحقيقة يكون الضرر قد وقع بالفعل و الخسارة حصلت (ممثلة بالخط الأحمر بالشكل المرفق).
علاقة الجهود المبذولة مع العوائد
ما يجب أن نعرفه وندركه هو أن هناك منظومة system تؤدي العمل المطلوب والمعروف أنه لا يمكنك تحسين جميع مكونات المنظومة في وقت واحد، وللحصول على أفضل أداء من المنظومة يجب معايرة جميع مكوناتها بشكل يحقق الانسجام بينها. وأصعب مكون في المنظومة هو دائماً المكون البشري، حيث أنه من المعلوم أنه لا يمكن أبداً حقيقة توقع كيفية استجابة هذا المكون للتغييرات المختلفة.
ماذا نستفيد أيضاً من هذا القانون؟؟
تعلمت شخصياً من هذا القانون، أنه لا داعي لأن تنتظر للحصول على منتج بجودة كاملة 100% كي تبدأ العمل على تسويقه أو تشغيله، فالساعات الإضافية التي سوف تستثمرها كي ترفع جودة هذا المنتج من 80%  إلى 100% سوف يكون فيها الخسارة أكبر من المنفعة، و الأفضل أن تترك التحسين للخطوات التالية و خاصة عندما تأتيك التغذية الراجعة من العميل، وبالتالي تستطيع مرة أخرى أن تحدد أولوياتك و تعمل على تحسينها بتحسين مكونات المنظومة.
أنظر حولك عزيزي القارئ وراقب جيداً ما يجري في بيئة العمل و ستكتشف أن هذا القانون موجود دائماً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة