6 سلوكيات عادية جداً قد تعني أنَّك مضطرب نفسياً

هل تعرف كيف تكتشف أن صديقك مضطرب نفسياً؟ بل كيف تكتشف نفسك! الأمر يبدو غريباً إلى حد كبير أن تكتشف أنك تعاني من اضطراب نفسي دون أن تشعر.

يعرف معظم الناس تقريباً الخصائص المميزة للشخص المضطرب نفسياً (والتي تشبه إلى حدٍ كبير خصائص شخصية المضطرب اجتماعياً من الناحية الطبية). فالمضطربون نفسياً لا يشعرون بالتعاطف أو الندم، وهم ذوو شخصياتٍ ساحرةٍ ظاهرياً، ويميلون للتلاعب بمن حولهم سعياً وراء مكاسبهم الشخصية. لكن دراسةً أخيرة وجدت روابط بين بعض الخصال الشائعة وبين الاضطراب النفسي، كأنواع الطعام التي تتناولها أو الموسيقى التي تسمعها.

يُصيب الاضطراب النفسي ما يقدر 1% من السكان، لكن لا تقلق، فمن يملكون خصالاً من خصال الاضطراب النفسي ليسوا بالضرورة ان اضطرابهم يؤدي لعدائهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه.

وفيما يلي ستة من الخصائص غير المتوقعة التي ترتبط بالاضطراب النفسي وفقاً لدراسةٍ حديثةٍ. لكن لا تُعوِّل عليها كثيراً، فمن الممكن جداً أن تمتلك عدداً من هذه الصفات وتكون بصحةٍ نفسيةٍ جيدة في الوقت ذاته. مع ذلك فإنَّه من المثير أخذ الجانب المظلم المُحتمل لبعض هذه الخصال الشائعة بعين الاعتبار، بحسب تقرير نشره موقع Mental Floss.

1- دراسة إدارة الأعمال

تجذب الوظائف المختلفة أشخاصاً مختلفين. فأغلب الأشخاص الخجولين إلى حدٍ مزعج لا يختارون العمل في مجال المبيعات مثلاً، في حين أنَّ الوظيفة نفسها قد تبدو واعدةً للغاية لشخصٍ منفتحٍ ومنطلقٍ أكثر. أما إذا كنتَ مضطرباً نفسياً، فإنك غالباً ستنجذب لإدارة الأعمال. ففي عام 2017 وجدات دراسةٌ دنماركية تحلل ارتباط السمات الشخصية باختيار التخصص الدراسي أنَّ الطلاب الذين سجلوا نقاطاً عاليةً في مقياس «الثالوث المظلم»، وهو مصطلحٌ يطلق على صفات النرجسية والمكيافيللية والاضطراب النفسي، كانوا أكثر ميلاً لدراسة الاقتصاد وإدارة الأعمال بدلاً من دراسة القانون أو علم النفس. وكتب الباحثون قائلين: «يبدو أنَّ السعي وراء النفوذ والمنزلة والمال لدى أصحاب تلك الصفات» هو ما يحركهم نحو اختيار التخصص الدراسي. بكلماتٍ أخرى، فإنَّ دخول عالم الأعمال لا يصنع من المرء شخصاً عديم الضمير، بقدر ما أنَّ الأشخاص عديمي الضمير يميلون إلى دخول عالم الأعمال.

2- لا يتأثرون بتثاؤب الآخري

يرتبط الاضطراب النفسي عادةً بقلة التعاطف مع الآخرين. وبالطبع لا يعني التعاطف الشعور بآلام الآخرين فقط. لكن إحدى النظريات التي تفسر عدوى التثاؤب تقول إنَّه رد فعلٍ ناجم عن التعاطف يمكن إيجاده في العديد من فصائل الحيوانات. لكنَّ المضطربين نفسياً لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين وفقاً لدراسةٍ أُجريت عام 2015 على 135 طالباً جامعياً في ولاية تكساس. ووجد الباحثون أنَّ الطلاب الذين سجلوا درجاتٍ عاليةٍ على مقياس الاضطراب النفسي لا يتثاءبون بنفس القدر حين يشاهدون مقاطع فيديو لأشخاص آخرين يتثاءبون. لذا، إن كنت تتمتع بمناعةٍ أمام التثاؤب، فربما كانت لديك مشكلةٌ في التعاطف مع الآخرين.

3- أن تكون كائناً ليليا

تُعتبر ساعاتنا الداخلية مُبرمَجة إلى حدٍ ما. فبعضنا ببساطة لن ينجح أبداً في النوم خلال النهار مهما حاول ذلك جاهداً، بينما البعض الآخر لن يكون في مقدوره النوم مبكراً أبداً. ويُعد إيقاع ساعتك البيولوجية وراثياً إلى حدٍ ما، رغم أنَّه عامةً يتغير على مدار عمرك. غير أنَّ أصحاب الميول الانطوائية أكثر ميلاً للسهر. إذ وجدت دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت عام 2013 أنَّ الأشخاص الليليين أظهروا سمات الثالوث المظلم أكثر من أولئك الذين يستيقظون مبكراً. وهو تكيفٌ قد يبدو مفيداً إذا كنتَ تميل للقيام بأعمالٍ سيئةٍ تحت جُنح الظلام.

4- أن تحب سماع أغاني إميني

يؤمن الكثيرون من المُخلصين للموسيقى أن أذواقهم الموسيقية تعبر عن أرواحهم، لكن في حالة الاضطراب النفسي فإنَّ شخصيتك ربما تؤثر على قائمة الأغاني المفضلة لديك. فوفقاً لدراسةٍ أوليةٍ من جامعة نيويورك يفضل الأشخاص المصابون بدرجاتٍ من الاضطراب النفسي أغنيات مثل «No Diggity» و»Lose Yourself» على أغنيات مثل «My Sharona». ولم تكن للنتائج دلائل قوية، لكنَّها كانت كافيةً لتجعل الباحثين يُطلقون تحقيقاً أكبر لدراسة العلاقة بين الذوق الموسيقي وبين الميول الاضطرابية.

5- أن تكون مبدعا

لا تعني الرغبة في كسر القواعد رغبةً في كسر القانون دائماً. فالفنَّانون وغيرهم من المبدعين يسيرون على نهجهم الخاص أيضاً. وقد وجد باحثٌ فلبينيٌ عام 2016 أن سماتٍ بعينها مرتبطة بالاضطراب النفسي -خاصةً الوقاحة- كانت ترتبط بنتائج المشاركين في اختبارٍ للتفكير المختلف، وهو مؤشرٌ نفسي شائع لقياس الإبداعية. وكونك مخاطراً يمكن أن يساعدك على التفكير بشكلٍ أكثر إبداعيةً. وفي حين يضع البعض حبهم للمغامرة ذاك على لوحاتٍ فنيةٍ، يستخدمه آخرون للقيام بأفعالٍ مُشينة.

6- أن تحتفظ بصداقاتٍ مع أحبائك السابقين

يعرف المضطربون نفسياً بالبرود والتلاعب، وهذا قد يجعلهم يحتفظون بأحبائهم السابقين لفتراتٍ طويلةٍ بعد انتهاء العلاقة. وفي دراسةٍ أُجريت في سبتمبر/أيلول 2017 في جامعة أوكلاند، وجد الباحثون أنَّه في عينةٍ تتكون من أكثر من 800 فرد كان الأشخاص ذوو السمات المضطربة يميلون للاحتفاظ بأحبائهم السابقين في حيواتهم لأسبابٍ نفعيةٍ، كالرغبة في العودة إليهم في وقتٍ لاحقٍ، أو لأنَّهم كانوا يملكون المال. ويقول الخبير توني فيريتي لموقع برودلي: «النرجسي يكره أن يفشل أو أن يخسر، لذا سيفعل كل شيءٍ للحفاظ على علاقةٍ ما إذا لم يكن هو من أنهى العلاقة».