2019 |
جوش بارون
ظاهرياً، بدت عائلة شريف وكأنها حازت الدنيا وما فيها.
استطاع بدر، الجد الأكبر وكبير العائلة، أن يحول متجر زاوية صغير إلى سلسلة وطنية صارت قيادية في السوق. إذ لم يقتصر الأمر على توفيرها نمط حياة جديد ومختلف للجيلين التاليين في العائلة. كان سيبدو غير مفهوم عندما افتتح بدر أول متجر له، ولكن العمل ساعد على تقوية الأواصر العائلية بشكل غير عادي. عاش أبناء بدر جميعاً قريبين من بعضهم البعض، وكذلك أبناؤهم الذين التحق معظمهم بالشركة بعد التخرج وقضوا الكثير من أوقات فراغهم معاً.
لكن في الحقيقة، كانت العائلة تعيش واقعاً آخر بدأ قبل سنوات على خلفية حادث كارثي تعرضت له، فقد تسببت الوفاة المأساوية لأحد أبناء بدر في تقوية العلاقات العائلية، كما نشأت بسببها رغبة في تجنب أي نزاع في العمل بأي ثمن. لماذا نتجادل ونتناقش والحياة قصيرة وثمينة؟ خشي أفراد العائلة من إلحاق الضرر بالعلاقات الأسرية لدرجة ترددهم الشديد في مواجهة بعضهم البعض في أي قضايا شخصية أو أخرى تخص العمل. كان تجاوز الخلافات يتم بسرعة حفاظاً على قشرة الانسجام، وقد دفعوا الثمن فادحاً ولم يدركوا ذلك إلا في وقت متأخر.
يعد النزاع أمراً غير مريح بالنسبة لمعظم الناس، ويتجلى هذا الشعور بشكل أكبر في العائلات التي انهارت أعمالها التجارية الناجحة بسبب نزاعات عائلية حادة مزقتها تمزيقاً. انظر إلى الأخوين أمباني في الهند، ومؤسسي أديداس في ألمانيا، وعائلة ريدستون في الولايات المتحدة، وحتى العائلات الخيالية في مسلسل الثمانينات التليفزيوني "دالاس" أو مسلسل "الخلافة" الذي تعرضه شبكة هوم بوكس أوفيس الأميركية حالياً.
ما لا يتم ملاحظته في كثير من الأحيان هو أنّ النزاعات القليلة في النشاط التجاري العائلي يمكن أن يكون لها تأثير مدمر يماثل تأثير النزاعات الحادة. عندما أناقش هذا الأمر مع طلابي في كلية كولومبيا للأعمال، حيث أقوم بتدريس مادة النزاع في الشركات العائلية، سرعان ما يتضح أنّ تأثير كل من النزاع المفرط والمحدود على العائلة وعلى عملها التجاري متطابق تقريباً. في كلتا الحالتين، يمكن أن يعاني العمل التجاري من نمو محدود، وضعف صنع القرار، وخسارة الميزة التنافسية، وفي الحالات الشديدة ينتهي الوضع إلى بيع أو تقسيم الشركة. وبالمثل، تميل العائلات إلى الانقسام إلى فِرَق متناحرة تربطها علاقات ضعيفة. على الرغم من اختلاف الآليات، إلا أنّ النتائج واحدة.
تبدو مسألة النزاع كأنها "مشكلة جولديلوكس" كما في القصة الخيالية، فهناك خياران لا يمكن تحمّلهما، وهما طرفا الأمر المتناقضين تماماً وهناك منطقة الوسط التي هي الخيار الأفضل. بينما يمكن أن تدفعك جولديلوكس للتفكير في قصتها الخيالية مع الدببة الثلاثة وتسرح بعيداً عن المغزى، فإنك إذا نظرت إلى النظام الشمسي ستجد كوكب الأرض في موقع مناسب يشير إليه علماء الفلك باعتباره منطقة جولديلوكس، بمعنى أنّ الأرض لو اقتربت أكثر من الشمس فستتعرض لحرارة تفوق المطلوب ما يهدد الحياة على سطحها، أما إذا زاد ابتعادها فسيكون المناخ عليها بارداً للغاية. على الرغم من اختلاف الأسباب، فإنّ كلا الوضعين المتطرفين يجعلان الأرض كوكباً غير صالح للحياة.
فكّر في النزاع بنفس الطريقة باعتباره عملة ذات وجهين خارجي وداخلي، أما الوجه الخارجي للنزاع الكثير فهو ما يتبادر إلى ذهننا من صياح وصراخ وتعبيرات خارجية عن الغضب، أما في الوجه الداخلي للنزاع القليل فالأمر مختلف، إذ يكون حينها المرء في حالة غليان داخلي، وكأنه جبل جليدي من العواطف تبدو لطيفة من الخارج لكن خطرها الحقيقي يكمن أسفل السطح. بين هذين النقيضين يكمن وسط صحي، يمكن فيه إثارة القضايا الصعبة ومعالجتها وحلها دون إحداث ضرر دائم بالعلاقات أو الأصول المشتركة.
والحقيقة هي أنه ما لم تتوافق مصالح العائلة تماماً، وهو أمر نادر الحدوث بحسب خبرتي، فإنّ بعض النزاعات لا مفر منها. ولذلك، فإنّ الأولوية هي إدارتها، وليس التغاضي عنها أو القضاء عليها، فالنزاع الذي لا تتم إدارته بحكمة سيتصاعد لا محالة.
بالنسبة للعائلات التي تقف على الجانب المتطرف من الطيف وهو جانب النزاع المفرط أو "الأكثر من اللازم"، يكمن تحديها في كيفية تقليل حدة النزاع الخارجي حتى يصبح بالإمكان إجراء محادثات بناءة. أما بالنسبة للعائلات التي تقف على الجانب الآخر من الطيف وهو جانب النزاع المحدود أو "القليل جداً"، فيجب أن يتعلموا كيفية الاختلاف، وذلك من أجل إخراج الضغوط المتراكمة من جرّاء النزاع الداخلي. على الأقل من واقع خبرتي، فإنّ النزاع المحدود أو "القليل جداً" هو الأكثر شيوعاً بين العائلات، على الرغم من أنه يستحوذ على اهتمام أقل من وسائل الإعلام. لا تبحث معظم العائلات عن الصدام بين أفرادها فهو أمر جُبلت عليه بالفطرة. اسأل أي شخص تقريباً عن أكثر ما يهمهم، وستجد العائلة هي الإجابة، بما في ذلك القدرة على قضاء الوقت معاً للاحتفال بالعطلات وحفلات الزفاف وغيرها من المناسبات. هذا الضغط للحفاظ على صورة العائلة المثالية التي لا تختلف أبداً عادة ما ينتهي أمره إلى زرع بذور الخراب على الطريق.
ما يشكل في الواقع نزاعاً مفرطاً (في مقابل الخلاف البنّاء وغيره) يعتمد على التفسير الشخصي ويختلف بحسب ثقافة العائلة، فبعض العائلات تتسامح بسهولة مع النزاعات الخارجية أكثر من غيرها، كما يختلف مدى تنحية الناس لمصالحهم الشخصية في مقابل دعم قضية مشتركة. ولكن إليك اختبار مكون من ثلاثة أجزاء يمكنك استخدامه لفتح نقاش حول وضع شركتك العائلية ومعرفة ما إذا كانت في منطقة نزاع مناسبة ومعتدلة أو منطقة جولديلوكس:
1- هل هناك رضا عام عن اتجاه الشركة العائلية؟ قد لا تكون راضياً عنها من كل جانب، ولكن إذا سألك أحدهم عما إذا كان "العمل مع عائلتك أفضل من العمل المنفرد"، فستكون إجابتك بنعم لا لبس فيها.
2- هل يتم اتخاذ قرارات حول قضايا حرجة؟ قد لا تتم معالجة كل نقطة خلاف، ولكن الجميع متفق على أنه لا يوجد "فيل في الغرفة" كما يقال.
3- هل العلاقات العائلية جيدة بما فيه الكفاية للعمل والاحتفال معاً؟ ليس شرطاً أن تكونوا الأصدقاء المفضلين لبعضكم البعض لكي تصبحوا شركاء في امتلاك أصول مهمة. الأهم من ذلك أن تكونوا شركاء عمل جيدين، ما يعني توافق رؤاكم في القضايا الكبيرة وقدرتكم على الاستمتاع بصحبة بعضكم البعض معظم الوقت على أقل تقدير.
في العام الماضي، أرسل لي أحد الأصدقاء صورة التقطها لزجاجة عصير، وعليها عبارة تقول: "ملك عائلة تتولى تشغيلها والجدال حولها". لقد رأيت العديد من الشركات التجارية تُسوّق لنفسها في إطار الملكية العائلية، لكنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها ذكراً للنزاع في وصف الشركة. يقول كين جروسمان، مؤسس شركة المشروبات هذه: "هذا مضحك لكنه الحقيقة. يمكننا أن نجتمع ونتجادل حول الأفضل بالنسبة لنا كشركة تمضي قدماً إلى الأمام، ولكننا جميعاً نقوم بذلك بحسن نية مؤمنين أنّ الجميع يريدون الأفضل بشكل عام".
إذا كان باستطاعتك أن تقول شيئاً مشابهاً عن شركتك العائلية، فهناك احتمال كبير لعثورك على منطقة النزاع المناسبة والمعتدلة كما جولديلوكس.
إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تجد نفسك في نفس وضع عائلة شريف. على مر السنين، بدأ التوتر يتصاعد ليس بسبب وجود الكثير من الخلافات، ولكن بسبب تجنب اتخاذ قرارات مهمة بدلاً من التعامل مع الخلاف المحتمل. في النهاية، قررت العائلة بيع الشركة بدلاً من معالجة أي خلافات تهدد بزعزعة الانسجام العائلي من قبيل كيفية نقل الشركة إلى الجيل الثالث. ولسوء الحظ، فإنّ القضايا التي لم يتم التعامل معها لم تختفِ بسبب بيع الشركة، فقد ظلت المظالم التاريخية قائمة، وزاد عليها مظالم جديدة نشأت عند المعارضين للبيع. ومع غياب الشركة التي جمعتهم سوياً، بدأ الانقسام يدب في العائلة. وبعد خمس سنوات، أدرك العديد من أفراد العائلة أنّ عملية البيع كانت خطأً، في وقت كانت الشركة والعلاقات العائلية القوية قد ذهبت أدراج الرياح.
لا أحد يستهدف إحداث نزاعات في العمل ناهيك عن النزاعات بين أفراد العائلة الواحدة، لكن بعض النزاع في الواقع صحي، فهو يوفر فرصة لتصفية الأجواء من الاستياءات العالقة، والقضايا المحتملة، وحتى العثور على عملية منتجة للاختلاف يستمر معها صنع القرار. لا يجب أن تفسد الأواصر العائلية بسبب نزاع مدار بشكل جيد بل يمكن للنزاع أن يجعل العلاقات أقوى من ذي قبل.
ظاهرياً، بدت عائلة شريف وكأنها حازت الدنيا وما فيها.
استطاع بدر، الجد الأكبر وكبير العائلة، أن يحول متجر زاوية صغير إلى سلسلة وطنية صارت قيادية في السوق. إذ لم يقتصر الأمر على توفيرها نمط حياة جديد ومختلف للجيلين التاليين في العائلة. كان سيبدو غير مفهوم عندما افتتح بدر أول متجر له، ولكن العمل ساعد على تقوية الأواصر العائلية بشكل غير عادي. عاش أبناء بدر جميعاً قريبين من بعضهم البعض، وكذلك أبناؤهم الذين التحق معظمهم بالشركة بعد التخرج وقضوا الكثير من أوقات فراغهم معاً.
لكن في الحقيقة، كانت العائلة تعيش واقعاً آخر بدأ قبل سنوات على خلفية حادث كارثي تعرضت له، فقد تسببت الوفاة المأساوية لأحد أبناء بدر في تقوية العلاقات العائلية، كما نشأت بسببها رغبة في تجنب أي نزاع في العمل بأي ثمن. لماذا نتجادل ونتناقش والحياة قصيرة وثمينة؟ خشي أفراد العائلة من إلحاق الضرر بالعلاقات الأسرية لدرجة ترددهم الشديد في مواجهة بعضهم البعض في أي قضايا شخصية أو أخرى تخص العمل. كان تجاوز الخلافات يتم بسرعة حفاظاً على قشرة الانسجام، وقد دفعوا الثمن فادحاً ولم يدركوا ذلك إلا في وقت متأخر.
يعد النزاع أمراً غير مريح بالنسبة لمعظم الناس، ويتجلى هذا الشعور بشكل أكبر في العائلات التي انهارت أعمالها التجارية الناجحة بسبب نزاعات عائلية حادة مزقتها تمزيقاً. انظر إلى الأخوين أمباني في الهند، ومؤسسي أديداس في ألمانيا، وعائلة ريدستون في الولايات المتحدة، وحتى العائلات الخيالية في مسلسل الثمانينات التليفزيوني "دالاس" أو مسلسل "الخلافة" الذي تعرضه شبكة هوم بوكس أوفيس الأميركية حالياً.
ما لا يتم ملاحظته في كثير من الأحيان هو أنّ النزاعات القليلة في النشاط التجاري العائلي يمكن أن يكون لها تأثير مدمر يماثل تأثير النزاعات الحادة. عندما أناقش هذا الأمر مع طلابي في كلية كولومبيا للأعمال، حيث أقوم بتدريس مادة النزاع في الشركات العائلية، سرعان ما يتضح أنّ تأثير كل من النزاع المفرط والمحدود على العائلة وعلى عملها التجاري متطابق تقريباً. في كلتا الحالتين، يمكن أن يعاني العمل التجاري من نمو محدود، وضعف صنع القرار، وخسارة الميزة التنافسية، وفي الحالات الشديدة ينتهي الوضع إلى بيع أو تقسيم الشركة. وبالمثل، تميل العائلات إلى الانقسام إلى فِرَق متناحرة تربطها علاقات ضعيفة. على الرغم من اختلاف الآليات، إلا أنّ النتائج واحدة.
تبدو مسألة النزاع كأنها "مشكلة جولديلوكس" كما في القصة الخيالية، فهناك خياران لا يمكن تحمّلهما، وهما طرفا الأمر المتناقضين تماماً وهناك منطقة الوسط التي هي الخيار الأفضل. بينما يمكن أن تدفعك جولديلوكس للتفكير في قصتها الخيالية مع الدببة الثلاثة وتسرح بعيداً عن المغزى، فإنك إذا نظرت إلى النظام الشمسي ستجد كوكب الأرض في موقع مناسب يشير إليه علماء الفلك باعتباره منطقة جولديلوكس، بمعنى أنّ الأرض لو اقتربت أكثر من الشمس فستتعرض لحرارة تفوق المطلوب ما يهدد الحياة على سطحها، أما إذا زاد ابتعادها فسيكون المناخ عليها بارداً للغاية. على الرغم من اختلاف الأسباب، فإنّ كلا الوضعين المتطرفين يجعلان الأرض كوكباً غير صالح للحياة.
فكّر في النزاع بنفس الطريقة باعتباره عملة ذات وجهين خارجي وداخلي، أما الوجه الخارجي للنزاع الكثير فهو ما يتبادر إلى ذهننا من صياح وصراخ وتعبيرات خارجية عن الغضب، أما في الوجه الداخلي للنزاع القليل فالأمر مختلف، إذ يكون حينها المرء في حالة غليان داخلي، وكأنه جبل جليدي من العواطف تبدو لطيفة من الخارج لكن خطرها الحقيقي يكمن أسفل السطح. بين هذين النقيضين يكمن وسط صحي، يمكن فيه إثارة القضايا الصعبة ومعالجتها وحلها دون إحداث ضرر دائم بالعلاقات أو الأصول المشتركة.
والحقيقة هي أنه ما لم تتوافق مصالح العائلة تماماً، وهو أمر نادر الحدوث بحسب خبرتي، فإنّ بعض النزاعات لا مفر منها. ولذلك، فإنّ الأولوية هي إدارتها، وليس التغاضي عنها أو القضاء عليها، فالنزاع الذي لا تتم إدارته بحكمة سيتصاعد لا محالة.
بالنسبة للعائلات التي تقف على الجانب المتطرف من الطيف وهو جانب النزاع المفرط أو "الأكثر من اللازم"، يكمن تحديها في كيفية تقليل حدة النزاع الخارجي حتى يصبح بالإمكان إجراء محادثات بناءة. أما بالنسبة للعائلات التي تقف على الجانب الآخر من الطيف وهو جانب النزاع المحدود أو "القليل جداً"، فيجب أن يتعلموا كيفية الاختلاف، وذلك من أجل إخراج الضغوط المتراكمة من جرّاء النزاع الداخلي. على الأقل من واقع خبرتي، فإنّ النزاع المحدود أو "القليل جداً" هو الأكثر شيوعاً بين العائلات، على الرغم من أنه يستحوذ على اهتمام أقل من وسائل الإعلام. لا تبحث معظم العائلات عن الصدام بين أفرادها فهو أمر جُبلت عليه بالفطرة. اسأل أي شخص تقريباً عن أكثر ما يهمهم، وستجد العائلة هي الإجابة، بما في ذلك القدرة على قضاء الوقت معاً للاحتفال بالعطلات وحفلات الزفاف وغيرها من المناسبات. هذا الضغط للحفاظ على صورة العائلة المثالية التي لا تختلف أبداً عادة ما ينتهي أمره إلى زرع بذور الخراب على الطريق.
ما يشكل في الواقع نزاعاً مفرطاً (في مقابل الخلاف البنّاء وغيره) يعتمد على التفسير الشخصي ويختلف بحسب ثقافة العائلة، فبعض العائلات تتسامح بسهولة مع النزاعات الخارجية أكثر من غيرها، كما يختلف مدى تنحية الناس لمصالحهم الشخصية في مقابل دعم قضية مشتركة. ولكن إليك اختبار مكون من ثلاثة أجزاء يمكنك استخدامه لفتح نقاش حول وضع شركتك العائلية ومعرفة ما إذا كانت في منطقة نزاع مناسبة ومعتدلة أو منطقة جولديلوكس:
1- هل هناك رضا عام عن اتجاه الشركة العائلية؟ قد لا تكون راضياً عنها من كل جانب، ولكن إذا سألك أحدهم عما إذا كان "العمل مع عائلتك أفضل من العمل المنفرد"، فستكون إجابتك بنعم لا لبس فيها.
2- هل يتم اتخاذ قرارات حول قضايا حرجة؟ قد لا تتم معالجة كل نقطة خلاف، ولكن الجميع متفق على أنه لا يوجد "فيل في الغرفة" كما يقال.
3- هل العلاقات العائلية جيدة بما فيه الكفاية للعمل والاحتفال معاً؟ ليس شرطاً أن تكونوا الأصدقاء المفضلين لبعضكم البعض لكي تصبحوا شركاء في امتلاك أصول مهمة. الأهم من ذلك أن تكونوا شركاء عمل جيدين، ما يعني توافق رؤاكم في القضايا الكبيرة وقدرتكم على الاستمتاع بصحبة بعضكم البعض معظم الوقت على أقل تقدير.
في العام الماضي، أرسل لي أحد الأصدقاء صورة التقطها لزجاجة عصير، وعليها عبارة تقول: "ملك عائلة تتولى تشغيلها والجدال حولها". لقد رأيت العديد من الشركات التجارية تُسوّق لنفسها في إطار الملكية العائلية، لكنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها ذكراً للنزاع في وصف الشركة. يقول كين جروسمان، مؤسس شركة المشروبات هذه: "هذا مضحك لكنه الحقيقة. يمكننا أن نجتمع ونتجادل حول الأفضل بالنسبة لنا كشركة تمضي قدماً إلى الأمام، ولكننا جميعاً نقوم بذلك بحسن نية مؤمنين أنّ الجميع يريدون الأفضل بشكل عام".
إذا كان باستطاعتك أن تقول شيئاً مشابهاً عن شركتك العائلية، فهناك احتمال كبير لعثورك على منطقة النزاع المناسبة والمعتدلة كما جولديلوكس.
إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تجد نفسك في نفس وضع عائلة شريف. على مر السنين، بدأ التوتر يتصاعد ليس بسبب وجود الكثير من الخلافات، ولكن بسبب تجنب اتخاذ قرارات مهمة بدلاً من التعامل مع الخلاف المحتمل. في النهاية، قررت العائلة بيع الشركة بدلاً من معالجة أي خلافات تهدد بزعزعة الانسجام العائلي من قبيل كيفية نقل الشركة إلى الجيل الثالث. ولسوء الحظ، فإنّ القضايا التي لم يتم التعامل معها لم تختفِ بسبب بيع الشركة، فقد ظلت المظالم التاريخية قائمة، وزاد عليها مظالم جديدة نشأت عند المعارضين للبيع. ومع غياب الشركة التي جمعتهم سوياً، بدأ الانقسام يدب في العائلة. وبعد خمس سنوات، أدرك العديد من أفراد العائلة أنّ عملية البيع كانت خطأً، في وقت كانت الشركة والعلاقات العائلية القوية قد ذهبت أدراج الرياح.
لا أحد يستهدف إحداث نزاعات في العمل ناهيك عن النزاعات بين أفراد العائلة الواحدة، لكن بعض النزاع في الواقع صحي، فهو يوفر فرصة لتصفية الأجواء من الاستياءات العالقة، والقضايا المحتملة، وحتى العثور على عملية منتجة للاختلاف يستمر معها صنع القرار. لا يجب أن تفسد الأواصر العائلية بسبب نزاع مدار بشكل جيد بل يمكن للنزاع أن يجعل العلاقات أقوى من ذي قبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة