الشفقة في قلب الحب

تحت كل الملفات الشخصية الموجودة على مواقع التعارف والمواعدة توجد ميزات اكتشفها التطور والتي تقودنا إلى اختيار شريك حياتنا، أما الآن فقد ألقت الدراسات الضوء على الميزات المهمة في الأشخاص عند البحث عن الحب وتكشف السمة الأهم وهي الشفقة التي تؤدي لخفقان القلب عند الحب.

أظهرت الدراسة التي أجراها علماء النفس من جامعة نوتنغهام والمنشورة في مجلة Royal City Open Science أن الرجال يميلون لإبراز الجانب المتمثل بالشفقة أكثر من إظهار جانبهم العقابي، وهذا ما يبين ميول النساء للرجال الذين يظهرون جانب الشفقة في شخصيتهم، هذا التفضيل للشفقة على العقاب أقوى بالنسبة لمن يمتلكون أيديولوجيةً سياسيةً يسارية ولمن تتجسد العاطفة في شخصيتهم.

يوضح تفضيلنا للشفقة وإدراجها على أنها صفة مميزة في آلية اختيارنا للشريك سبب تعاوننا مع بعضنا البعض، يمكننا المساعدة بشكل مباشر، أو يمكننا إظهار صفات الشفقة، أو يمكننا المساعدة بشكل غير مباشر بردع الذين يتصرفون بغير عدالة عن طريق توبيخهم وهذا ما يشير بالتالي إلى صفات العدالة المتجسدة فينا، جميع ما ذُكر مرغوب ولكن إظهار الشفقة كان الخيار الأنسب بالنسبة للرجال والنساء.

وقال أستاذ الصحة النفسية إيمون فيرغسون: «يتميز مجتمعنا البشري بمستوى عالٍ من التعاون والذي يصعب تفسيره بالانتقاء الطبيعي، وللاختيار الجنسي تفسير واحد: إذا اختارت النساء الرجال الذين يتعاونون (يساعدون الآخرين أو يعاقبون المخالفين)، فإن التعاون يبقى ويستمر بمثابة سمة اختيرت جنسيًا، وتشير نتائجنا إلى أن الانتقاء الجنسي يفضل التعاطف وليس العقاب. إضافة إلى أن تفضيلات التعاطف يفضلها بقوة أولئك الذين يمتلكون أيديولوجيةً سياسيةً يسارية واهتمامًا كبيرًا بالتعاطف الجنسي».

وفي إحدى الدراسات التي أُجريت بخصوص هذا الموضوع، طُلِب من الرجال –الباحثين منهم عن علاقة رومانسية وغير الباحثين– إنفاق المال على أحد الأمرين، الأول هو الشفقة على الضحية التي عوملت بطريقة غير عادلة عن طريق منحها بعض التعويضات، والثاني هو معاقبة الشخص المرتكب للخطأ، فاختار الرجال الذين يفكرون بعلاقة رومانسية الشفقة بدلًا من العقاب، وأظهرت النساء تفضيلها للرجال العطوفين أكثر.

ومن هنا نُدرك أن الشفقة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرحمة والإنصاف، ما يجعل السمة المميزة التي يُظهرها الرجال عند بحثهم عن علاقة رومانسية تفضلها النساء هي الشفقة.