11‏/12‏/2019

كيفية التعاطف مع الآخرين

ينبع التعاطف مع الآخرين من محاولة فهم مشاكلهم من وجهة نظر أخرى غير وجهة نظرنا الشخصية، فحتى وإن كنت تعاني من أجل أن تكون متعاطفًا يمكنك أن تدعم أحباءك وأصدقاءك بأن تتعلم كيف تُعبِّر عن تعاطفك معهم. لذلك اتبع الخطوات التالية: احتفظ بشكوكك وردود أفعالك السلبية لنفسك مبدئيًا وستجد نفسك أصبحت متعاطفًا بصدق أكثر مما كنت تتوقع.

1
التعبير عن تعاطفك

  1. 1
    امنح الشخص فرصة كي يتحدث عن مشاعره. اعرض على الشخص من نفسك أن تستمع لما يشعر به أو كيف يحاول التعايش مع مشاكله، ولن تحتاج لأن تكون لديك حلول جاهزة لمساعدة الشخص؛ فأحيانًا يكون الاستماع للشخص والتعاطف معه طريقة رائعة لمساعدته.
  2. 2
    استخدم لغة الجسد للتعبير عن التعاطف. يمكنك إظهار اهتمامك وتعاطفك حتى أثناء استماعك للشخص باستخدام لغة الجسد؛ انظر للشخص في عينيه وأوميء برأسك من حين لآخر للتأكيد على أنك تفهم، وحافظ على أن يكون جسدك متجهًا للشخص وليس لشيء آخر.[١]
    • لا تحاول أن تقوم بعدة مهام أثناء الاستماع للشخص، وتجنَّب أن يشتتك أي شيء أثناء المحادثة، وأغلق هاتفك إن أمكنك ذلك.[٢]
    • اترك جسدك مفتوحًا بألا تعقد ذراعيك أو رجليك، وإذا كانت يديك ظاهرة فحافظ على إرخائها وجعلها باتجاه الجانبين قليلًا.[٣] فكل هذا سيساعد على إظهار إنصاتك واهتمامك بما يقوله الشخص.
    • مِل قليلًا تجاه الشخص، فالميل باتجاه الشخص المتحدث يُشعِره براحة أكبر في التحدث معك.
    • أوميء برأسك بينما يتحدث الشخص، لأن الإيماء والإشارات التشجيعية الأخرى تساعد الناس على أن يشعروا براحة أكبر في الحديث.
    • حاول أن تعكس لغة جسد الشخص الآخر. لا ينبغي أن تقلِّد كل حركة يفعلها الشخص، لكن الحفاظ على وضع جسدك في اتجاه الشخص الآخر كما يفعل هو أو توجيه رجليك في نفس التجاه الذي يوجِّه رجليه إليه، سيساعد على خلق جو يُشعِره بالدعم من خلال لغة الجسد.
  3. 3
    استمع أولًا وقم بالتعليق لاحقًا. ففي معظم الأحيان يحتاج الشخص الآخر إلى أن تستمع له بينما يستكشف ويعبِّر عن مشاعره وأفكاره، وهذا الشيء يدعمه كثيرًا حتى وإن لم يبدو لك هكذا.[٤] فغالبًا إذا حاولت نُصح الشخص دون أن يُطلَب منك ذلك فسيشعر الشخص أنك تطبق تجربته أو مشكلته على نفسك.[٥]
    • "الاستماع دون حل المشكلة" كما يقول الكاتب مايكل روني يسمح لك بأن توفر للشخص مناخًا آمنًا كي يجرء على استكشاف مشاعره والإفصاح عنه، ولن يشعر بالضغط بعد ذلك للإنصات لنصيحتك أو بأنك تتولى زمام الأمور وتجرده من مشكلته أو موقفه الشخصي.
    • يمكنك أن تسأل الشخص إن لم تكن متأكدًا. قل له: "أنا أريد أن أساعدك بأي طريقة تريدها، فهل تريدني أن أحاول حل المشكلة معك؟ أم أنك تحتاج لأن أسمعك فقط؟ أنا بجانبك في كلتا الحالتين."[٦]
    • وقد تستطيع مساعدة الشخص بنصيحة عملية أو طريقة يتعايش بها مع الأمر إن كنت مررت بنفس تجربته. وحينها ينبغي أن تصيغ نصيحتك على أنها تجربتك الشخصية وليس أمرًا أن يأخذ الشخص بنصيحتك. قل مثلًا: "أنا حزين لأن رجلك قد كُسرت، فأنا أتذكر كم كنت أتألم عندما كُسِر كاحلي منذ عدة سنوات، هل تريدني أن أُخبرك كيف تعاملت مع الأمر؟".
    • احرص على ألا يبدو كلامك وكأنك تأمر الشخص بفعل معين، فإذا كانت لديك نصيحة وكان الشخص مهتمًا بالاستماع لها فصغها على أنها سؤال مثل: "هل فكرت في ...؟"، أو "هل تظن أنك إن فعلت ... سيساعدك؟" فهذه الأنواع من الأسئلة تعترف ضمنيًا بقدرة الشخص على اتخاذ قراراته بنفسه كما أنها لا تبدو وكأنها أوامر كما لو قلت: "لو كنت مكانك لفعلت ...".[٧]
  4. 4
    استخدم التواصل الجسدي الملائم. فالتواصل الجسدي يمكن أن يريح الشخص لكن إن كان مناسبًا بالطبع، فليس ممكنًا بالتأكيد أن تحتضن زميلتك في العمل مثلًا، لكن إن كان صديقك أو زوجتك مثلًا فيمكنك احتضانهم بالطبع.[٨]
    • احرص على مراقبة ما إن كان الشخص غير راغب في ذلك الآن حتى وإن كان الاحتضان عاديّ بينكما، كما هو الأمر مع زوجتك مثلًا. لاحظ لغة جسد الشخص أولًا لتعرف إن كان مستعدًا لذلك أم لا، كما يمكنك سؤالها مثلًا: "هل ستشعرين بتحسن إن احتضنتك؟"
  5. 5
    اعرض على الشخص المساعدة في مهامه اليومية. من يمر بوقت عصيب في حياته غالبًا ما سيحتاج لبعض المساعدة في مهامه اليومية، فحتى وإن بدى لك أن الشخص يقوم بمهامه جيدًا فمجرد تلميحك سيظهر أنك متواجد لمساعدته. اعرض عليه أن تأتيه بوجبة معدة منزليًا أو حتى من أحد المطاعم. اسأله إن كان يحتاجك في توصيل أطفاله إلى المدرسة أو الاعتناء بحديقته أو مساعدته بأي طريقة أخرى.[٩]
    • اعرض على الشخص مساعدته في وقت محدد بدلًا من سؤاله عن الوقت الذي سيتاح لك مساعدته فيه، لأنك هكذا تقلل من الأشياء التي ينبغي عليه التفكير فيها في هذا الوقت العصيب.
    • اسأل الشخص أولًا قبل أن تأتيه بالطعام، ففي بعض الثقافات أو بعد المآتم غالبًا ما يتم غمر الشخص بأطعمة مختلفة، فسيكون أفضل حينها أن تساعده بطريقة أخرى.
  6. 6
    ذكِّره بالدين. إن كنتما تنتميان لنفس الديانة ولديكما روحانيات متشابهة، استعن بذلك على مساعدة الشخص؛ اعرض عليه أن تحضرا درسًا دينيًا أو أن تصليا سويًا.
    • لا تُشِر على الشخص الذي تتعاطف معه بآرائك الدينية إن لم يكن ينتمي لديانتك.

2
تجنُّب بعض الأخطاء الشائعة

  1. 1
    تجنَّب الزعم بفهم أو معرفة ما يمر به الشخص. فحتى وإن كنت قد مررت بنفس التجربة فينبغي أن تُدرك أن كل شخص يتعايش بطريقة مختلفة عن الآخر. يمكنك أن تصف للشخص كيف كنت تشعر حينها أو تقترح عليه حلول يمكن أن تساعده، لكن اعلم أن الشخص الآخر ربما يعاني بطريقة مختلفة تمامًا أو من شيء آخر بالأساس.[١٠]
    • ويمكنك فقط أن تقول شيئًا مثل: "أنا متخيل كم أن الموقف صعب عليك، فلقد كنت نفسي في منتهى الحزن عندما مات كلبي".
    • وأهم شيء ألا تزعم أبدًا أن مشاكلك كانت أكبر أو أهم (حتى وإن كنت ترى ذلك)، فأنت متواجد لتدعم الشخص فقط.
  2. 2
    تجنَّب تتفيه أو التقليل من شأن مشاعر الشخص. بل أقر بمشاكل الشخص وواقعيتها، وركز على الاستماع لمشاكله ودعمه بينما يتعامل معها ولا تقل له أبدًا أن هذه المشاكل لا تستحق.[١١]
    • تجنَّب التقليل من شأن تجربة الشخص عن غير قصد. إن كنت تحاول مواساة صديقك لفقده حيوانه الأليف فلا تقل: "أنا حزين لموت كلبك، لكن كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ من ذلك، ماذا إذا كان أحد أفراد أسرتك قد مات بدلًا منه؟" لأنك هكذا تقلل من شأن حزنه على كلبه حتى وإن لم تقصد ذلك، فهذا قد يجعله يتراجع في أن يشاركك مشاعره، أو حتى دفعه للشعور بالخجل من مشاعره![١٢]
    • ومثال آخر على الاستهتار بما يشعر به الشخص هو النية الطيبة مثل أن تقول له: "هذه ليست الطريقة الصحيحة للنظر للأمر". فإن كان صديقك متضايقًا جدًا من هيئته الجسدية بسبب مرض ويقول لك أنه يشعر أنه أصبح غير جذاب فأنت لن تساعده بقول: "لا تفكر بهذه الطريقة فأنت لا زلت جذابًا" لأن هذا يُخبر صديقك بأنه "مخطيء" فيما يشعر به. قد يكون عليك أن تقرّ بمشاعر الشخص دون الموافقة على رأيه مثل أن تقول له: "لقد سمعت أنك تظن أنك أصبحت غير جذاب، وأعرف أن هذا يضايقك وأنا متضايق لأجلك، لكن إن أردت رأيي أنا، ما زلت أراك جذابًا".[١٣]
    • وكذلك لا تقُل: "على الأقل لم تسوء الأمور إلى الحد الذي كان يمكن أن تسوء إليه".[١٤] لأنه يمكن للشخص أن يفسره على أنه استهتار بمشاكله، أو حتى يتذكر مشاكله الأخرى في حياته.
  3. 3
    تجنَّب التعبير عن معتقدات شخصية لا يشاركك فيها الشخص. فقد لا يريح الشخص ما تقوله له، لذلك من الأفضل أن تحتفظ بآرائك لنفسك وتركز على الشخص الذي تتعامل معه وما يمكنك فعله لأجله.[١٥]
    • قد تكون شخصًا متدينًا بشدة وتؤمن بالحياة الآخرة لكن الشخص الآخر له قناعات دينية مختلفة، فلا تحاول أن تقول له مثلًا: "على الأقل سيكون والدك بمكان أفضل الآن" فهذا الأمر لن يُشعره بالراحة.
  4. 4
    تجنَّب محاولة الضغط على الشخص كي يستخدم حلولك المقترحة. فمن المنطقي أن تقترح على الشخص تصرف معين يفعله لحل المشكلة لكن لا تضغط على الشخص بأن تقول له ذلك مرارًا، فقد تراه أنت حلًا سهلًا وواضحًا لكن قد لا يظن صاحب الشأن ذلك.
    • بمجرد أن تقول نصيحتك، انسَها ولا تتحدث عنها ثانيةً، إلا إن طرأت بعض المعلومات الجديدة، مثل: "أنا أعرف أنك لا تريد تناول مسكنات للألم لكنني سمعت عن دواء آخر آمن ومخاطره أقل بكثير، فهل أنت مهتم بأن تعرف اسمه كي تبحث عنه بنفسك؟" فإذا لم يتشجع الشخص فلا تصرّ عليه.
  5. 5
    حافظ على هدوئك وطيبتك. فقد تظن أن مشاكل الشخص تافهة أو أقل شأنًا من مشاكلك، حتى أنك قد تشعر بالغيرة من شخص تبدو مشاكله بهذه الضآلة، لكن ليس هذا الوقت المناسب لتقول له ذلك، والأفضل ألا تقول ذلك أبدًا. وسيكون من الأفضل حينها أن تعتذر وتترك المكان بدلًا من أن تقول شيئًا يضايق الشخص أكثر.
  6. 6
    لا تتصرف بجمود أو لا مبالاة. فيظن بعض الناس أن "الحب الجامد" طريقة فعالة للعلاج لكن هذا هو عكس التعاطف تمامًا. فإذا ظل الشخص حزينًا لفترة طويلة فقد يكون مكتئبًا، وفي هذه الحالة ينبغي أن تتصل بالطبيب لأن قولك له بأن "يكون أقوى" أو أن "يتخطى الأمر" لن يساعده.[١٦]
  7. 7
    لا تهِن الشخص. وبالرغم من أن هذا يبدو لك أمر بديهي، إلا أنه يمكن أن يفقد الشخص أعصابه في الأوقات العصيبة، لذلك إن وجدت أنك ستتشاجر مع الشخص أو تهينه أو تنتقد سلوكه فاترك الغرفة واعتذر له عندما تعود.
    • لا تهن شخص يحتاج للتعاطف حتى وإن كنت تمزح، لأن الشخص يمكن أن ينجرح بسهولة في هذه الأوقات.

3
استخدام كلمات تخفف عن الشخص

  1. 1
    أقر بالمشكلة أو الحدث. واستخدم تلك الجمل لتشرح لم تتحدث مع الشخص الذي يحتاج للتعاطف، إن كنت سمعت بالمشكلة من شخص آخر. أما إذا فاتحك الشخص نفسه فاستجب له وأقر بمشاعره.
    • "يؤسفني سماع ذلك".
    • "لقد سمعت أنك تمر بوقت عصيب".
    • "يبدو هذا مؤلمًا".
  2. 2
    اسأل الشخص كيف يتعايش مع الأمر. فبعض الناس يستجيبون للشعور بالحزنأو التوتر بشغل أنفسهم فلا يمنحون أنفسهم وقتًا كي يفكروا في حالتهم النفسية، فانظر لهم في أعينهم واستخدم جُملًا تبين بوضوح أنك تسأل عما يشعرون به وليس عن حياتهم اليومية:
    • "كيف تشعر الآن؟"
    • "كيف تتعايش مع كل شيء؟"
  3. 3
    عبِّر عن دعمك. وأظهر للشخص بوضوح أنك تقف في صفه، واذكر أفراد من الأسرة والأصدقاء ممن يمكن أن يدعموا الشخص وذكِّره بأن لديه أشخاص يستطيع اللجوء إليهم:
    • "أنا أفكر فيك دائمًا".
    • "أنا بجانبك إن احتجتني في أي وقت".
    • "سأتواصل معك بحلول نهاية الأسبوع لأساعدك على فعل ...".
    • وتجنَّب المقولة الشهيرة:"أخبرني إن كان هناك شيء يمكن أن أفعله لك" فهذه الجملة تجعل الشخص يحتاج لأن يفكر في شيء لك الأمر الذي قد يصعب عليه فعله الآن.
  4. 4
    اجعل الشخص يفهم أن مشاعرهمناسبة. فبعض الأشخاص لديهم مشكلة في التعبير عن مشاعرهم، أو يشعروا بأن مشاعرهم "خاطئة" أو ليست في محلها، فاستخدم تلك الجمل لتخبرهم أن الأمر طبيعي:
    • "يمكنك أن تبكي إن احتجت ذلك فهذا أمر طبيعي".
    • "أنا موافق على أي شيء تحتاج لفعله الآن".
    • "أمر طبيعي أن تشعر بالندم" (أو بالغضب أو بأي شعور أفصح عنه الشخص الآن).

أفكار مفيدة

  • إذا لم تكن ماهرًا في إظهار تعاطفك ومشاعرك، فمجرد المحاولة سيجعل الشخص يشعر أنك تجتهد جدًا لمواساته.
  • وتختلف المشاركة الوجدانية عن التعاطف فعندما تتعاطف مع شخص ما فأنت تُظهر له الاهتمام به وبمعاناته لكن ليس بالضرورة أن تشعر بذلك بداخلك، لكن المشاركة الوجدانية هي أن تتخيل نفسك فعلًا محل هذا الشخص و"تضع نفسك مكانه"، فتحاول أن تتخيل ما المشاعر التي يشعر بها الشخص الآن حتى تفهم ما يشعر به. [١٧] ولا يعد أحدهما أفضل من الآخر لكن من الأفضل أن تعرف الفرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة