10‏/04‏/2019

4 طرق يؤثر بها الاكتئاب على المخ

4 طرق يؤثر بها الاكتئاب على المخ
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب، وهو يعتبر واحداً من أهم أسباب الإعاقات، والنساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، والانتحار يعتبر من أسوأ مضاعفاته.

وفي حين أن الاكتئاب يمكن أن يؤثر على الشخص نفسيا، إلا أن لديه القدرة على التأثير على الجهاز العصبي، وتراوح هذه التغيرات بين الالتهاب والحد من وصول الأكسجين، وحتى الضمور الفعلي للمخ، وباختصار، يمكن أن يؤثر الاكتئاب على مركز التحكم المركزي في جهازك العصبي.


* التأثيرات الجسدية للاكتئاب على الدماغ
1. ضمور في المخ
أظهرت أحدث الأبحاث أن حجم مناطق معينة من المخ يمكن أن ينخفض لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، ويناقش الباحثون أياً من مناطق الدماغ يمكن أن تتقلص بسبب الاكتئاب ومقدار ذلك التقلص، وأظهرت الدراسات الحديثة أن الأجزاء الآتية من الدماغ يمكن أن تتأثر:
- الحصين Hippocampus.
- المهاد Thalamus.
- اللوزة Amygdala.
- الفص الأمامي Frontal Lobe.
- القشرة قبل الجبهية Prefrontal cortex.

ويرتبط المقدار الذي تتقلص به هذه المناطق بشدة الاكتئاب وطوله، ففي الحصين، على سبيل المثال، يمكن أن تحدث تغييرات ملحوظة خلال 8 أشهر إلى سنة، في خلال نوبة واحدة من الاكتئاب أو نوبات متعددة وأقصر، وعندما ينكمش جزء من الدماغ، تنحصر كذلك الوظائف المرتبطة بهذا القسم بعينه، وعلى سبيل المثال، تعمل القشرة المخية قبل الجبهية واللوزة معاً للتحكم في الاستجابات العاطفية، والتعرف إلى المفاهيم العاطفية لدى الآخرين، وهذا يمكن أن يسهم في الحد من الشعور التعاطف لدى من يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة (PPD).


2. التهاب الدماغهناك كذلك روابط جديدة بين الالتهاب والاكتئاب، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الالتهاب يسبّب الاكتئاب أو العكس، ولكن وجد أن التهاب الدماغ أثناء الاكتئاب مرتبط بمقدار الوقت الذي يعاني فيه الشخص من الاكتئاب؛ إذ أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لأكثر من 10 سنوات أظهروا التهاباً بنسبة 30 بالمائة، مقارنةً بالناس الذين يعانون من الاكتئاب لوقت أقل. 

نتيجة لذلك، من المرجح أن يكون التهاب الدماغ ذا أهمية في الاضطراب الاكتئابي المستمر. لأن التهاب الدماغ يمكن أن يتسبب في موت خلايا الدماغ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدد من المضاعفات، بما في ذلك انكماش الدماغ، وانخفاض وظيفة الناقلات العصبية، وانخفاض قدرة الدماغ على التغيير مع تقدم السن (المرونة العصبية)، ويمكن أن يؤدي كل هذا معاً إلى اختلال وظيفي في تطوير الدماغ، والتعلم، والذاكرة، والمزاج.



3. تقليل الإمدادات من الأكسجين
يرتبط الاكتئاب بانخفاض الأكسجين في الجسم، وقد تكون هذه التغييرات بسبب التغيرات في التنفس الناجمة عن الاكتئاب، ولكن من غير المعروف أيهما يأتي أولاً ويسبب الآخر.

ووجد الباحثون أن عدم حصول الدماغ على ما يكفيه من الأكسجين (نقص الأكسجة) يؤدي إلى إفراز عوامل خلوية من خلايا مناعة محددة موجودة في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد والاضطراب الثنائي القطبي، وبشكل عام، يكون المخ حساسًا للغاية لانخفاض مستويات الأكسجين، التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الدماغ، أو إصابة خلايا الدماغ أو موتها.

وكما علمنا في النقطة الأولى فإن الالتهاب وموت الخلايا يمكن أن يؤديا إلى مجموعة من الأعراض المرتبطة بالنمو والتعلم والذاكرة والمزاج.

تحدث التغيرات السابقة عندما يمتد نقص الأكسجة لفترات طويلة، ولكن حتى نقص الأكسجة لفترات قصيرة يمكن أن يؤدي إلى الارتباك، مثلما لوحظ مع من يصعدون للمرتفعات.

وجد أيضاً أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط (hyperbaric oxygen chamber treatments)، الذي يزيد من أكسجين الدورة الدموية، يمكنه أن يخفف من أعراض الاكتئاب لدى البشر.

4. تغييرات هيكلية وترابطيةكذلك يمكن أن تؤدي تأثيرات الاكتئاب على الدماغ إلى تغييرات هيكلية وتفاعلية تشمل انخفاض وظائف الحصين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وانخفاض وظائف القشرة الأمامية الجبهية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى منع الشخص من إنجاز الأشياء (الوظيفة التنفيذية) ويؤثر على انتباهه، وانخفاض وظائف اللوزة، وهو ما يمكن أن يؤثر مباشرة على المزاج والتنظيم العاطفي.

وتستغرق التغييرات عادة ما لا يقل عن ثمانية أشهر لتتطور، كما أن هناك إمكانية لاستمرار الخلل الوظيفي في الذاكرة والوظيفة التنفيذية والاهتمام والمزاج والتنظيم الانفعالي بعد نوبات من الاكتئاب طويل الأمد.


* كيف يمكن المساعدة في منع هذه التغييرات؟في حين أن هناك عدة طرق لعلاج أعراض الاكتئاب، فإن الخطوات الآتية تساعد في منع أو تقليل التغييرات المذكورة أعلاه.
1. طلب المساعدة
من المهم جدًا أن تكون مستعدًا لطلب المساعدة، ولسوء الحظ، فإن الوصمة حول الأمراض العقلية تشكل عقبة رئيسية أمام حصول الناس على المساعدة، خاصة بين الرجال. فعندما نفهم أن الاكتئاب مرض جسدي - كما رأينا أعلاه - يمكن أن يساعد المجتمع على الابتعاد عن هذه الوصمات، فإذا كنت تعاني من الاكتئاب، فتذكر أنه ليس خطأك وأنك لست وحدك.

يمكن أن يكون العلاج المعرفي والعلاج الجماعي، لا سيما ذلك الذي يتضمن تقنيات التخفيف من حدة التوتر، مصدراً كبيراً للعثور على الدعم والتغلب على هذه الوصمات، ولقد تم إثبات أنها تساعد في علاج أعراض الاكتئاب من خلال إحداث تغييرات في كيمياء المخ.

2. تناول مضادات الاكتئاب
إذا كنت تواجه حاليًا نوبة اكتئابية، فقد تساعد مضادات الاكتئاب في منع التغييرات الجسدية التي قد تحدث في دماغك؛ إذ يمكن أن تكون فعالة في إدارة هذه الآثار الجسدية، وكذلك أعراض الاكتئاب، ويمكن أن يكون الجمع بين العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب فعالاً بشكل لا يصدق في كل من مكافحة التغيرات الجسدية، ومساعدتك على التعامل مع الأعراض الخاصة بك.

3. الحد من التوتر
إذا لم تكن مكتئباً في الوقت الحالي، فإن أفضل طريقة لمنع هذه التغييرات في المخ هي منع حدوث نوبة اكتئابية، وهناك أدلة كثيرة تربط بين التوتر النفسي والدخول في نوبات اكتئابية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة