03‏/12‏/2019

الإساءة إلى الأطفال.. إحصاءات مرعبة

الإساءة إلى الأطفال.. إحصاءات مرعبة

لا أجانب الجادة كثيراً إذا قلت إن خياراتنا التي نتخذها اليوم ليست وليدة الموقف، ونتاج تفاعل الحدث، أو على الأقل بشكل كامل. توتراتنا اليوم هي حركة الأمواج في بركة ألقى فيها كل من مر بِنَا حجراً، واختياراتنا محصورة –غالباً- في إمكاناتنا، وخبراتنا القديمة، لا أرى أننا مسلوبو الإرادة، لكننا لسنا وحدنا المشتركين في صنع المشهد الذي تراه اليوم.

رأيت هذه المقدمة هامة لكي أبدأ حديثي عن الإساءة إلى الأطفال، لأننا لا نكف عن نقد الجيل الصاعد، وفي داخل هذا الكثير من أبناء هذا الجيل ألف لعنة على الجيل السابق، هامة لكي ندرك أن حصاد اليوم هو غراس الأمس، وإن انحرافات مرحلة الشباب وضعت جذورها مع إساءات مرحلة الطفولة.

الطفولة التي تصلح تسميتها مرحلة التأسيس، تلك المنسية تحت السطح ويعتمد عليها توازن البناية بأكملها.

ربما يُعد من المناسب تعريف الطفولة بأنها مرحلة من اللهو والمرح واللاإكتراث، إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة لعدد كبير من الأطفال، ولن أتطرق في هذا السلسلة إلى جرائم الاتجار الممنهج أو استغلال الأطفال، وإنما عن تلك الجرائم التي تقع في ظل بيتك، وتتم أحداثها تحت أنفك أو بيدك، فلا شيء ينافس الاعتداء الصارخ مثل الإيذاء المنخفض المتكرر، وإليك دراسات الرصد المعتمدة:
1- واحد من كل خمسة أطفال يموت بسبب الإيذاء أو الإهمال.

2- طفلة من كل ثلاث، وطفل من كل خمسة سيواجهون إيذاءً جنسياً قبل أن يتموا عامهم الثامن عشر.

3- وجد أن 90 % من الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية يعرفون المعتدي بشكلٍ ما، و86%‏ منهم كان المعتدي فرداً من العائلة.

4- تقع 80 %‏ من حوادث الاعتداء داخل المنزل.

5- في عام 2012 كان 39.6 %‏ من المعتدين على الأطفال كانوا بين سن 25 و34.

6- تعرض (48.5 ٪‏) الأطفال الذكور، و(51.2 ٪‏) من الإناث للإيذاء بنِسَب متقاربة.

7- في بريطانيا عام 2015، تم عقد أكثر من 23 ألف جلسة مشورة لأطفال تعرضوا للإيذاء أو الإهمال. 

8- تم رصد 2.9 مليون اعتداء على الأطفال يتم الابلاغ عنها سنويّاً في الولايات المتحدة، وفي عام واحد تلقت السلطات الأسترالية بلاغات اعتداء على 7 ٪‏ من مجموع الأطفال.

9- الأفراد الذين تعرضوا لاعتداءات أو إهمال في الطفولة عرضة أكثر من غيرهم بنسبة 59 ٪‏ لارتكاب جرائم أحداث، وأكثر بنسبة 28 ٪‏ لارتكاب جرائم بالغين، وأكثر بنسبة 30 ٪‏ لارتكاب جرائم عنف.

10- وجد أن 14 ٪‏ من سجناء اليوم، و36 ٪‏ من السجينات، كانوا ضحايا اعتداءات في الطفولة.

11- قرابة 80 ٪‏ من الأطفال الذين تعرّضوا لاعتداءات في الطفولة تم تشخيصهم باضطراب نفسي واحد على الأقل قبل بلوغهم عامهم الحادي والعشرين.

هل أدركت حجم المشكلة، الحقيقة أن أبناءنا ليسوا في مأمن، وأن هناك الكثير لنفعله لكي نوفر لهم مستقبلا أفضل، ليس في الجانب المادي، وإنما في أنفسهم، وأول التغيير هو المعرفة، وما سنتناوله في المقالات التالية هو بعض تلك الإساءات المتكررة، والتي تجد طريقها ميسّراً في بيئاتنا العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة