30‏/12‏/2019

علامات تدل على أنك ذكي



يميل الأشخاص الأغبياء إلى المبالغة في تقدير كفاءتهم، في حين يميل الأشخاص الأذكياء إلى التقليل من إثبات مهاراتهم. وكما ذكر شكسبير في مسرحيته (كما تحب-As You Like IT ): «المُغفّل يعتبر نفسه حكيمًا، لكن الرجل الحكيم يعتبر نفسه أحمقًا».
وتدعم هذه الحكمة التقليدية دراسة أجراها علماء النفس الاجتماعي ديفيد ديونينغ وجاستن كروجر من جامعة كورنيل، وتعرف هذه الظاهرة الآن باسم (تأثير ديونينغ-كروجرDunning-Kruger effect).
لذلك إذا لم تكن متأكدًا تمامًا من ذكائك، فقد يكون ذلك في الواقع مؤشرًا على أنك ذكي جدًا أو على الأقل مُدرك -بما يكفي- لحدودك.
إليك بعض العلامات الدقيقة التي تدل على أنك أكثر ذكاءً مما تعتقد:

*هل تأخذ دروس الموسيقى؟

تشير الأبحاث إلى أنّ الموسيقى تساعد أذهان الأطفال على التطور في بعض النواحي. وجدت دراسة أُجريت في عام 2011 أنّ الدرجات في اختبار الذكاء اللفظي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات ارتفعت بعد شهر واحد فقط من دروس الموسيقى.
ووجدت دراسة أجراها جلين شلينبرج عام 2004 أنّ الأطفال ذوي الـ 6 سنوات والذين تلقوا تسعة أشهر من دروس البيانو أو الغناء لديهم زيادة في معدل الذكاء مقارنة بالأطفال الذين تلقوا دروسًا بالتمثيل أو لم يتلقوا أيّة دروس على الإطلاق.
في الوقت نفسه أشارت دراسة أُجريت عام 2013 -بقيادة شلينبرج أيضًا- إلى أنّ الأطفال الذين حققوا نجاحًا كبيرًا هم من تلقى دروس في الموسيقى. وبعبارة أخرى، قد يقوم التدريب الموسيقي بتعزيز الاختلافات المعرفية الموجودة مسبقًا عند الشخص في المعاملات الحياتية.

*هل أنت الأخ الأكبر سنًا (المولود الأول)؟

توصلت إحدى الدراسات إلى أنّ الأخ الأكبر عادةً ما يكون الأذكى، ولكن ليس بسبب العامل الوراثي.
واستخدم علماء الأوبئة النرويجيون السجلات العسكرية للنظر في ترتيب الولادات، الحالة الصحية، ومعدلات الذكاء لما يقارب الـ 250 ألف شابًا في سن 18 و19 عامًا المولودين بين عامي 1967 و1976. أظهرت النتائج أنّ معدل ذكاء المولود الأكبر بلغ 103 مقارنًة بالطفل الثانى فكان 100 و99 للطفل الثالث.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ: «هناك النتائج الجديدة لدراسة نُشرت في يونيو 2007، أظهرت أنّ الأطفال الأكبر سنًا لديهم مستوى أعلى بمقدار قليل لكن هام في معدل الذكاء، بمعدل ثلاث نقاط من أقرب شقيق، ووُجد أنّ الفرق لم يكن بسبب العوامل البيولوجية ولكن بسبب التفاعل النفسي للأبوين والطفل».
لهذا السبب ولأسباب أخرى، يميل المولودون أولًا إلى أن يكونوا أكثر نجاحًا -لكن ليس بنسبة كبيرة- من إخوتهم.

*هل أنت نحيل؟

بالنسبة لدراسة أُجريت عام 2006؛ أجرى العلماء ما يقرب من 2200 اختبارًا للذكاء للبالغين على مدار فترة خمس سنوات، وأشارت النتائج أنه كلما كان محيط الخصر أكبر، كلما انخفضت القدرة المعرفية.
ووجدت دراسة أخرى في نفس العام أن الأطفال في سن 11 عامًا الذين أحرزوا نتائج منخفضة في الاختبارات اللفظية وغير اللفظية كانوا أكثر عُرضةً للبدانة في الأربعينيات من أعمارهم.
وقال واضعوا الدراسة أنّ الأطفال الأكثر ذكاءً ربما كانوا قد سعوا وراء فرص تعليمية أفضل، وتمكنوا من الحصول على وظائف أفضل وأعلى أجرًا، وبالتالي انتهى بهم المطاف إلى وضع صحي أفضل بكثير مِمَن هم أقل ذكاءً.
في هذه الأثناء، وجدت دراسة حديثة أنّ معدل الذكاء المنخفض مرتبط بمؤشر كتلة الجسم (BMI) المرتفع لدى الشخص في المرحلة التي تسبق المدرسة. وقال هؤلاء الباحثون أيضًا أنّ العوامل البيئية كانت تلعب دورًا، إذ أنّ العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والذكاء قد تتأثر بالوضع الاجتماعي الاقتصادي.

*هل تملك قطة؟

وجدت دراسة عام 2014 خضع لها 600 طالب جامعي أنّ الأشخاص الذين يمتلكون كلبًا يتميزون بشخصية اجتماعية أكثر مِمَن يمتلكون قطة، وذلك وفقًا لاختبار يقيس الشخصية والذكاء.
ولكن احزر ماذا؟ هؤلاء الأشخاص الذين امتلكوا قطة سجلوا درجة مرتفعة من جزء الاختبار الذي يقيس القدرة المعرفية.

*هل حصلت على رضاعة طبيعية؟

تُشير الأبحاث التي أُجريت عام 2007 إلى أنّ الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية سيصبحون أكثر ذكاءً عندما يكبرون.
وفي دراستين أُخريين اختبر الباحثون فيهما أكثر من 3000 طفلًا في بريطانيا ونيوزيلندا. سجل هؤلاء الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية ما يقرب من سبع نقاط أعلى في اختبار الذكاء من الآخرين؛ ولكن فقط إذا كانوا يملكون نسخة محددة من جين FADS2 (هو جين مسؤول عن إنتاج الأحماض الأمينية في الجسم).
إنّ معرفة الآلية الدقيقة لهذه العلاقة بين جين FADS2، والرضاعة الطبيعية، ومعدلات الذكاء تتطلب المزيد من الدراسة، كما أشار العلماء في تقريرهم حول هذه النتيجة.

*هل تعاطيت المخدرات؟

وجدت دراسة أجريت عام 2012 على أكثر من 6000 بريطانيًا ولدوا في عام 1958، أنّ هناك صلة بين ارتفاع معدل الذكاء في مرحلة الطفولة وتعاطي المخدرات غير المشروعة في مرحلة البلوغ.
وكتب الباحثون جيمس و. وايت وكاثرين ر. جيل وديفيد باتي: «في دراستنا الكبيرة التي تعتمد على السكان، ارتبط معدل الذكاء عند عمر الـ 11 باحتمالية أكبر لاستخدام مخدرات غير مشروعة بعد مرور 31 عامًا».
وخلص الباحثون إلى أنّه «على النقيض من معظم الدراسات حول الارتباط بين معدل الذكاء في مرحلة الطفولة والصحة لاحقًا، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنّ معدل الذكاء المرتفع في مرحلة الطفولة، قد يدفع إلى اعتماد سلوكيات يمكن أن تكون ضارة بالصحة في مرحلة البلوغ كالإفراط في استهلاك الكحوليات وتعاطي المخدرات على سبيل المثال».

*هل أنت أعسر؟

اُعتبر استخدام اليد اليسرى مُرتبطًا بالإجرام، ولا يزال الباحثون غير متأكدين من سبب وجود نسبة كبيرة من المجرمين الذين يستخدمون اليد اليسرى.
تربط الأبحاث الحديثة بين استخدام اليد اليسرى وبين التفكير التباعدي -هو شكل من أشكال الإبداع يتيح لك الخروج بأفكار جديدة وارتجالية- على الأقل بين الرجال.

*هل أنت طويل القامة؟

وجدت دراسة أجرتها جامعة برينستون في عام 2008 لآلاف الأشخاص أنّ الأطفال الأطول قامًة أحرزوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء وحصلوا على المزيد من المال كبالغين.
وكتب الباحثون: «في وقت مبكر من سن 3 سنوات، قبل أن تتاح الفرصة للالتحاق بالمدرسة ويكون لها تأثير على الأطفال، كان أداء الأطفال الأطول أفضل في الاختبارات المعرفية».

*هل تتناول الكحوليات بشكل منتظم؟

وجد ساتوشي كنازاوا، أخصائي علم النفس التطوري أنّه بين البريطانيين والأمريكيين البالغين والذين أحرزوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء عندما كانوا أطفالًا أو مراهقين قد تناولوا المشروبات الكحوليّة في مرحلة البلوغ أكثر من أولئك الذين سجلوا درجات ذكاء قليلة.

*هل تعلمت القراءة في وقت مبكر؟

في عام 2012، أجرى الباحثون بحثًا على ما يقارب الـ 2000 من التوائم المتماثلة في بريطانيا ووجدوا أنّ الأشقاء الذين تعلموا القراءة في وقت مبكر سجلوا درجات أعلى في اختبارات القدرة المعرفية.
واقترح واضعي الدراسة أنّ القراءة من سن مبكرة تزيد من القدرة اللفظية وغير اللفظية (كمهارات المنطق)

*هل تقلق كثيراً؟

تُشير مجموعات متنوعة من الأبحاث إلى أنّ الأشخاص القلقين عادةً ما يكونون أكثر ذكاءً من الآخرين في بعض النواحي.
في إحدى الدراسات -على سبيل المثال- طلب الباحثون من 126 طالبًا جامعيًا ملء استبيانات أشاروا فيها إلى مدى تعرضهم للقلق.
وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين يميلون للقلق والتفكير الزائد سجلوا درجات أعلى في مقاييس الذكاء اللفظي، في حين أنّ الأشخاص الذين لم يقلقوا أو يفكروا كثيرًا سجلوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء غير اللفظي.

*هل أنت مرح؟

في إحدى الدراسات، خضع 400 من طلاب علم النفس لاختبارات الذكاء التي قاست قدرات التفكير المنطقي والذكاء اللفظي. بعد ذلك طُلب منهم وضع عناوين لعدة رسومات كاريكاتيرية من مجلة  نيويوركر الساخرة، ورُوجعت تلك العناوين من قِبل مُراجعين مستقلين.
وكما كان متوقعًا، تم تصنيف الطلاب الأكثر ذكاءً على أنهم أكثر مرحًا.

*هل أنت فُضولي؟

كتب توماس شامورو-بريموزي، أستاذ علم النفس في جامعة لندن، مقالًا في هارفارد بيزنس ريفيو، ناقش فيه كيف أنّ حب الاستطلاع )الأسئلة الفضولية-curiosity quotient (CQ)) ووجود عقل نهِم للمعلومات يجعل المرء أكثر تساؤلًا وفضولًا.
وفيما يتعلق بأهمية CQ، كتب قائلًا، «لم تتم دراسته بعمق مثل (معدل اختبار المشاعر-emotional quotient (EQ)) ومعدل اختبار الذكاء-(IQ)  intelligence quotient)، ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ الأمر مهم بنفس القدر عندما يتعلق الأمر بإدارة طريقتين رئيسيتين بشكل معقد.
أولاً، الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من CQ هم أكثر تقبلًا للمجهول، ويحدد أسلوب التفكير الدقيق والمتطور لديهم جوهر هذا التعقيد.
ثانياً، يؤدي CQ إلى مستويات أعلى من الاستثمار الفكري واكتساب المعرفة بمرور الوقت، خاصة في مجالات التعليم الرسمية، مثل العلوم والفن (وهذا بالطبع يختلف عن قياس معدل الذكاء IQ للقدرات الفكرية الأولية)».
ووجدت دراسة أجرتها جامعة غولدسميث في لندن أنّ الاستثمار الفكري، أو كيفية استثمار الناس لوقتهم وجهدهم في تنمية أفكارهم، يلعب دورًا كبيرًا في النمو المعرفي.

*أنت فوضوي؟

كشفت دراسة نُشرت في مجلة (العلوم النفسية- Psychological Science) -من قِبل كلية مينستوا كارلسون للإدارة في جامعة كاثلين فو- أنّ العمل في غرفة غير مرتبة يحفّز الإبداع.
في هذه الدراسة، طُلب من 48 مشاركًا التفكير في استخدامات غير معتادة لكُرة تنس الطاولة. أجاب 24 شخصًا يعملون في غرف مرتبة إجابات أقل ابداعًا من الأفراد العاملين في غرف فوضوية.
لذلك إذا كنت تحب تجميع الخردة والأشياء غير الهامة والاحتفاظ بها، أخبر من يطلب منك ترتيب مكان عملك بأنك فقط تحفّز إحساسك بالإبداع والإبتكار.

*لم تمارس الجنس حتى نهاية المدرسة الثانوية؟

من المرجح أن يكون طلاب المرحلة الثانوية ذو معدل الذكاء العالي من العذارى –لم يسبق لهم ممارسة الجنس- أكثر مِمَن يمتلكون معدل ذكاء متوسط ​​أو قليل، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة نورث كارولينا تشابل هيل. شملت العينة المدروسة 12000 مراهق من الصف السابع حتى الثاني عشر.
لم يكن المراهقون ذو معدل الذكاء المرتفع عذارى فقط، بل كانوا أقل احتمالًا لتبادل القبلات أو الإمساك بأيدي شريك رومانسي.
تم طرح عدد من التفسيرات من قِبل مدونة Science Express Gene Expression لشرح هذه الفجوة، بما في ذلك الاقتراحات بأن الأشخاص الأذكياء يمتلكون دوافع جنسية أقل، أو هم أكثر خوفًا من اتخاذ هذه المخاطرة، أو أنهم ببساطة أقل قدرةً على إيجاد شركاء جنسيين.

*هل تسهر كثيرًا؟

وجدت إحدى الدراسات المنشورة في الجريدة الرسمية للجمعية الدولية لدراسة الفروق الفردية -بعد دراسة جميع المتغيرات الأخرى- أن الأشخاص الذين يسهرون كثيرًا يتفوقون في الذكاء على الأشخاص الذين ينامون باكرًا.
وأقرّت أنّ الأدلة الإثنوجرافية (الاجتماعية والثقافية) تشير إلى أنّ الأنشطة الليلية كانت أكثر ندرةً في بيئة الأجداد. وهذا يعني أنّ الأفراد الأكثر ذكاءً من المرجح أن يسهروا لوقت متأخر لأن الناس الأكثر ذكاءً هم أكثر قابلية لتبني قيم جديدة ومتطورة.

وأخيرًا *لا يجب عليك أن تحاول بجدية دائمًا:

هذا لا يعني أنّ الكسل هو علامة على الذكاء. ولكن من الصحيح أن نقول: «إن الأشخاص الأذكياء لا يتعين عليهم ببساطة أن يكونوا مثل أولئك الذين يحاولون بناء مهاراتهم بصعوبة وجهد على الأقل في مجالات معينة».

11 مؤشر يدلّ على أنّ ربّ عملك نرجسيّ



تشير الأبحاث إلى أنّه من المرجّح إيجاد نرجسيّ في مكاتب أصحاب المناصب أكثر من أيّ مكانٍ آخر.
وكما يقول الخبير في التحليل النفسيّ (مايكل ماكوبي – Michael Maccoby)، أنّ النرجسيين يتواجدون بكثرة غالبًا في الأدوار القياديّة، إذ أنّ من يٌطلق عليهم “النرجسيين المُنتجين” يشعرون بالراحة عند المخاطرة، كما أنّهم ساحرون بشكلٍ كافٍ لكسب تأييد الناس لأفكارهم.
وصرّح ماكوبي لمجلة “Harvard Business Review” قائلًا: «لقد برز النرجسيون دائمًا في إلهام الناس ورسم مسار المستقبل»
تأمّل كيف وصف مسؤول تنفيذيّ في شركة أوراكل مديره التنفيذيّ النرجسيّ لاري أليسون: «إن الفرق بين الله ولاري هو أنّ الله لا يعتقد أنّه لاري».
لكنّ المشكلة، بطبيعة الحال، هي أنّ النرجسيين عادةً يفكّرون بأنفسهم دون الاهتمام بالآخرين، كما أنّهم على استعدادٍ للتقليل من شأن أيّ شخص يتحدّاهم، وينسبون الفضل لأنفسهم في أعمال الآخرين.
فيما يلي أحد عشر مؤشرًا قد ينطبق على النرجسيّ:

إنّهم يحبون الحطّ من قدر الناس

صرّح (ميتجا د.باك – Mitja D. Back) -وهو طبيبٌ نفسيّ في جامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز-ألمانيا- لموقع (علم النفس اليوم – Psychology Today): «إنّ كسب الإعجاب هو بمثابة مخدرات لدى النرجسيين».
«على المدى البعيد يصبح الأمر صعبًا لأنّ الآخرين لن يهتفوا لهم، لذلك عليهم دائمًا البحث عن معارف جدد يحصلون بفضلهم على حُقنتهم التالية».
زد على ذلك، أنّ مشاكل التحكّم الكبيرة والحاجة إلى بناء أنفسهم على حساب الآخرين من الممكن أن لا تجعل منهم مديرين مثاليين.
على الرغم من كونهم -غالبًا- سلبيين تجاه كلّ من حولهم، فإنّهم لا يتقبّلون نقد الآخرين لهم.
وفقًا لما أدلته الدكتورة (كارلين بريسنكو – Karlyn Borysenko) -مديرة “Zen Workplace”- في وقتٍ سابقٍ لموقع “Business Insider”: «لن يتقبل النرجسيون حتّى أقلّ قدرٍ من النقد».
إنّ إبداء أدنى شكٍّ حيال مثاليّتهم سيقودهم إلى الجنون.

مهووسون بالسيطرة

يتمتع النرجسيون عادةً بمناصب قياديّةٍ، لأنّهم قادرون على السيطرة على الآخرين وتحقيق حاجتهم لتعزيز الثقة بالنفس.
يقول الباحث النفسيّ (سكوت باري كوفمان – Scott Barry Kaufman) لموقع “Psychology Today”: «هم يتواجدون غالبًا في المناصب القياديّة حيث بإمكانهم إبهار الآخرين، بالإضافة إلى سيطرتهم عليهم دون أن يضطرّوا إلى التعاون معهم أو إلى تحمّل المعاناة من النتائج المُتمثلة بالسمعة السيئة».

يافعون وذكور

بعد 34,653 مقابلةٍ شخصيّة، وجد عالم النفس (فريدريك ستينسون – Frederick Stinson) أنّ الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر نرجسيّةً من النساء في جميع مراحل حياتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أنّ النرجسيّة تبلغ ذروتها خلال فترة المراهقة وتنخفض مع التقدّم في السن.

يكثرون من إطلاق الشتائم

وجد عالما النفس (نيكولاس هولتزمان – Nicholas Holtzman) و (مايكل ستريوب – Michael Strube) من (جامعة واشنطن في سانت لويس – Washington University in St. Louis) في دراسة، أنّ الأشخاص النرجسيين هم أكثر جدالًا، كما يشتمون أكثر من نظرائهم غير النرجسيين.
بالإضافة إلى ذلك فهم يميلون أكثر من غيرهم إلى استخدام لغةٍ واضحةٍ جنسيًا.
على الرغم من كونهم مسؤولين، فقد لا يكونون فعّالين للغاية.
وقد أظهرت الدراسات أنّ النرجسيين غالبًا ما يتقلّدون أدوارًا قياديّة.
مع ذلك، تُشير دراسة من (جامعة إلينوي في أوربانا – University of Illinois at Urbana) إلى أنّ النرجسيين لا يُعتبرون قادة فعّالين أكثر من غير النرجسيين، على الرغم من تواجدهم أكثر في السلطة.

يكرهون العواطف

كتب (كريغ مالكين – Craig Malkin) -عالم النفس في كليّة الطب في جامعة هارفارد- في موقع “Huffington Post”: «إنّ إظهار مشاعرك بحضور شخص آخر تُشير إلى أنّه بإمكانك أن تتأثر عاطفيًا بأحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الشركاء، أو حتى من خلال مأساة أو فشل ما».

هذا هو السبب وراء كره النرجسيين للعواطف.

كما أضاف: إنّ الشعور بالعاطفة «يتحدّى إحساسهم بالاستقلال التام. إذ أنّ اعترافهم بإحساسٍ -من أيّ نوع- يُشير إلى إمكانيّة تأثّرهم بشخصٍ أو شيءٍ ما خارجهم».
نتيجةً لذلك، يميل النرجسيون إلى تغيير موضوع المحادثة عندما يتعلّق الأمر بالمشاعر، خاصةً عندما يتعلّق الأمر بمشاعرهم الخاصة.

بدلًا من الاستماع، ينتظرون دورهم في الكلام فحسب

قالت (أنيتا فانجليستي – Anita Vangelisti) -أخصائيّة علم النفس في (جامعة تكساس في أوستن – University of Texas in Austin): « يفضلّ النرجسيون عادةً إبقاء المحادثة مُتمحورةً حولهم من خلال القيام بحركاتٍ مبالغٍ بها بأيديهم، والحديث بصوتٍ مرتفع، وإظهار عدم الاهتمام من خلال إبداء علامات الملل عندما يتحدث الآخرون».

يرتدون ملابس أفضل من أيّ شخصٍ آخر

يُصنّف النرجسيون عمومًا على أنّهم أكثر أناقةً وجاذبيّةً بدنيّة، بحسب دراسة أجرتها (سيمين فازير – Simine Vazire)، أخصائيّة نفس في (جامعة واشنطن – Washington University).
غالبًا ما يبدون أنيقين ومرّتبين ويرتدون ملابس باهظة الثمن. كما تُشير الدراسة إلى أنّ النساء النرجسيات أكثر عرضةً لإظهار فرقة الصدر ووضع مساحيق التجميل.

يحبّونك في لحظة ما، ويكرهونك في الأخرى

يرى النرجسيون العالم باللونين، الأسود والأبيض، وِفقًا لـِ (نيل لافندر – J. Neil J. Lavender)، مؤلّف “زملاء العمل السامُون: كيفيّة التعامل مع المختلّين في العمل”.
صرّح لافندر في وقت سابق لموقع “Business Insider”: «سيحبّونك في البداية، لكن إذا خيّبت أملهم فسيكرهونك، ليس هناك حلّ وسطيّ».

يرفضون الحديث عن أيّ شيءٍ غير أنفسهم

إذا كان زميلك في العمل يُمَحوِر باستمرارٍ المحادثة حول نفسه، فقد يكون نرجسيًا.
قالت لافندر: «يريدون دومًا أن يحيطوا أنفسهم “بالمعجبين”، كما يحبون أن يكونوا “محور الجلسات”. هم يَروون القصص بينما يستمع الآخرون بكلّ حواسهم».
«تتمحور غالبًا تلك القصص على ما يعتبرونه ضمن إنجازاتهم “المدهشة”، ويُبالغون عادةً بتلك الإنجازات.»
نُشِر هذا المقال في موقع “Business Insider” .

    ما الذي يجعل شخصيتك صحية أو غير صحية

    يعتقد الباحثون أن هناك بعض السمات المحددة في الشخصية تجعلها «صحية»، لأنها تؤدي بصاحبها إلى حياة أسعد، بينما تكون سمات أخرى غير صحية، وهذه دراسة جديدة لتوضيح ما هي تلك السمات ولماذا هي صحية أو غير ذلك.
    لرسم شخصية أحدهم، يقيِّم السايكولوجيون كم يحرز المشارك في خمس مفاتيح لسمات الشخصية.
    تلك السمات هي: الانبساطية، والانفتاح على التجارب، والقبول، والضمير، والعصابية.
    وتلك السمات بدورها تحدد العديد من الصفات الأخرى المميزة للشخصية.
    يعتقد فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا- دافيس University of California, Davis، أن بعض الصفات المحددة للشخصية تساهم في تكوين شخصية صحية، بينما تقف الأخرى في طريق تحقيق السعادة والنجاح.
    وفي دراسة جديدة منشورة في مجلة Journal of Personality and Social Psychology، يوضح الباحثون أيًا من الـ30 وجهًا لتلك المفاتيح الخمسة المحددة للشخصية تساهم في الشخصية الصحية، وأي منها يرتبط بأنواع أخرى من السلوك.
    تقول قائدة الدراسة ويبكي بليدورن Wiebke Bleidorn، الأستاذة المساعدة للسايكولوجيا في جامعة كاليفورنيا-دافيس: «نعتقد أن لنتائجنا تداعيات عملية لتقييم وتحديد الصفات الصحية للشخصية الوظيفية، بالإضافة إلى التداعيات الأعمق حول التكيف السايكولوجي».
    وتضيف: «بالإضافة لتوفير وصف شامل عن الشخصيات السليمة سايكولوجيًّا بالنسبة للسمات الأساسيّة.
    توفر النتائج والاختبارات أداة تقييم للبحث العلمي حول الشخصية الوظيفية».

    مواصفات الشخصية الصحية

    أجرى الباحثون الدراسة على جزئين.
    سألوا في الجزء الأول خبراء السايكولوجيا حول الوصف الصحيح عن «الشخصية الصحية» باستخدام 30 وجهًا للسمات الخمس المذكورة للشخصية.
    وكجزء من عملية سؤال الخبراء تلك، سعى الباحثون للحصول على رأي خبراء السايكولوجيا الإيجابية، وهي فرع من السايكولوجيا يركز على فضائل الشخصيات والسمات الإيجابية، ووجهة نظر طلاب السايكولوجيا الجامعيين.
    وفي الجزء الثاني من الدراسة، جمَّع الباحثون وحللوا بيانات 3000 مشارك في الدراسة.
    ورسموا لهم شخصياتهم ثم قارنوها بالصفات التي حصلوا عليها من الجزء الأول من الدراسة.
    وكما توقع الباحثون، اقترح الخبراء والطلاب الذين سُئلوا في الجزء الأول أن شخصية الفرد الصحية سوف تحرز نتيجة متقدمة في أوجه الشخصية المنتمية إلى سمات الانبساطية والانفتاح على التجارب والقبول والضمير، وعلى نتيجة قليلة نسبيًا فيما يخص العصابية.
    وبشكل أدق، يقول الباحثون، أن الملف الذي أنتجه الخبراء يقترح أن الشخصيات السليمة سايكولوجيًّا لديها نتائج متقدمة في الانفتاح على الشعور ونتائج منخفضة في العدوانية والغضب.
    ويضيفون أن الأوجه الأخرى المصنَّفة عالميًا كانت الحنان والمشاعر الإيجابية والوضوح والتنافسية.
    ومن الأوجه التي قُيمت سلبيًا كانت الميل للاكتئاب والهشاشة النفسية.
    تقول بليدورن: «يميل الناس، سواء كانوا خبراء أم لا، إلى معرفة ما يجب أن تكون عليه الشخصية لتكون صحية»
    وتبعًا للبحث العلمي، يبدو أن تلك الصفات المفتاحية للشخصية يمكنها أن تساعدنا على التنبؤ بنتائج معينة؛ مثل الحالة الصحية للشخص، والثقة بالنفس والأداء الأكاديمي، وجودة العلاقات، والأداء في العمل.

    بعض النتائج المثيرة للاهتمام

    بالنظر إلى البيانات المجمَّعة من الجزء الثاني من الدراسة، أكَّد الباحثون أن المشاركين الذين حظوا بشخصيات صحية كانوا أكثر تكيفًا مع الحياة.
    كان لديهم ثقة أكبر بأنفسهم، شعور بالوضوح والتفاؤل، ومقت للعنف والسلوك غير الاجتماعي.
    كما أنهم كانوا أكثر قدرة على مقاومة المغريات، والسيطرة على سلوكهم، وركزوا على المهمة الموجودة بين أيديهم.
    ساعدت الباحثين الصفاتُ غير الصحية لدى بعض المشاركين، مثل النرجسية والسيكوباتية، على صنع فكرة أكثر تفصيلًا عن الشخصية الصحية.
    أظهرت النتائج أن الشخصيات الصحية أحرزت نتائج مرتفعة في الشعور بالاكتفاء الذاتي والمجد الشخصي، وبالرغم من أنها صفات مرتبطة بالنرجسية، إلا أنهم أحرزوا درجات منخفضة في مدى استغلالهم للآخرين.
    لاحظ المستكشفون اتجاهات مشابهة تُطبق على سمات السيكوباتية.
    فقد مال الأشخاص ذوو الشخصيات الصحية إلى إحراز درجات منخفضة في السمات المرضية، مثل السلوك الفاضح ولوم التأثيرات السلبية لأفعالهم على الآخرين.


      كما أحرزوا درجات مرتفعة في سمات أخرى أقل ضررًا مثل المناعة ضد التوتر والصراحة.

      العمر الحقيقي الذي يصبح فيه المرء راشدا

      هل يوجد عمر معروف للرشد حقًا؟ هل عندما نبلغ من العمر 18 عامًا؟ هذا هو العمر الذي يصير فيه المرء راشدًا بالقانون فقط. أو هل تصبح راشدًا بعد أدائك لبعض الشعائر المحددة مسبقًا مثل إنتهاء فترة المراهقة والاستقلال العقاري والزواج أو إنجاب الأطفال، إلخ. حسنًا، يمكن للعلم أن يجيب على هذا السؤال، ويبدو أن الحقيقة أقل وضوحًا مما نعتقد. يشير البحث العلمي إلى أننا لا نصبح راشدين بالكامل إلا بعد بلوغنا الثلاثين من عمرنا، مع العلم أن هذا السن يختلف من شخص لآخر تبعًا للبلوغ ونمو ضرس العقل وفقدان العذرية.
      يرجع سبب اختيار العلماء لعمر الثلاثينيات إلى مدى التغيير الذي حدث وتراكم خاصة في الدماغ ويكون في نهاية عمر المراهقة وبداية العشرينيات. على سبيل المثال، تستمر العصبونات في النمو والتطور والتواصل مع بعضها لتصبح أكثر صقلًا في العقد الثالث من العمر، حتى لو كانت معظم التغيرات تحدث في منتصف فترة المراهقة (ومن الممكن أن تستمر في النمو حتى عيد ميلادنا الثلاثين).
      تؤثر تلك التغيرات على السلوك وحتى على نزوع المرء إلى الإصابة بالأمراض العقلية مثل الفصام. ولنأخذ مثالًا على الفصام، متوسط عمر بدء المرض هو نهاية فترة المراهقة حتى بداية العشرينيات عند الرجال ونهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات عند النساء.
      العلماء يحددون العمر الحقيقي الذي يصبح فيه المرء راشدا فترة بلوغ الإنسان متى يصبح المرء راشدا انتهاء فترة المراهقة ما هي مرحلة الرشد
      يقول بيتر جونز، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كامبردج لأكاديمية الطب والعلوم في أكسفورد بالمملكة المتحدة: «ما نريد أن نخبركم به هو أنه من العبث أن نحدد عمرًا محققًا للانتقال من الطفولة إلى الرشد، إنه انتقال دقيق يحدث خلال ثلاثة عقود».
      أصبحت فكرة وصول المرء لسن الرشد عند 18 عامًا محل ريبة مؤخرًا، فقد نُشر مقال في (لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين – Lancet Child & Adolescent Health) العام الماضي يشير إلى أن فترة العمر التي نطلق عليها اسم «المراهقة» تستمر لفترة أطول مما نتوقع.
      جاء مصطلح «المراهقة» للمرة الأولى في ورقة علمية عام 1904 نشرتها عالمة السيكولوجيا ج. ستانلي هول بعنوان «المراهقة». عرَّفت هول الكلمة بأنها «المرحلة من العمر بين الطفولة والرشد».
      يربط الكثيرون هذه المرحلة بسنوات البلوغ، رغم إشارة بعض الباحثين إلى أنها من الممكن أن تبدأ في سن العاشرة عند بعض الفتيات عندما يبلغن، وتستمر حتى العشرينيات، إذ يستمر نمو وتطور الدماغ، بالإضافة إلى أن القوى الاقتصادية والاجتماعية (ارتفاع سعر الإسكان وسوق العمل غير المستقر وديون الطلبة) تمد من فترة «الاعتماد الجزئي» على الغير وهي فترة المراهقة.
      تقترح الأبحاث الحديثة لعلم الأعصاب أن وضع سن محدد للرشد هو طريقة قديمة للحكم على الأشياء. يوضح جونز: «لا توجد طفولة يليها رشد، إن الناس في مسار تطور مستمر».

      الجينات وراء خمسة من الاضطرابات النفسية

      الجينات وراء خمسة من الاضطرابات النفسية علاقة الجينات بالأمراض النفسية اضطراب نقص الانتباه فرط النشاط اضطرابات طيف التوحد اضطراب ثنائي القطب

      اكتشفت مجموعة من الأطباء الجينات التي تساهم في تطور مجموعة من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط Attention Deficit Hyperactivity Disorder)) أو ADHD، واضطرابات طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)، واضطراب ثنائي القطب (Biploar Disorder)، والاكتئاب (Major Depression Disorder)، وانفصام الشخصية Schizophrenia)).
      حلل مشروع بحث تعاوني نُفِّذ من قبل جامعة كوينسلاند زفريج ((The University Of Queensland and Vrije University في أمستردام أكثر من 400,000 فرد لتحديد الجينات وراء هذه الاضطرابات النفسية الخمسة. قال كريستل ميدلدورب ((Christel Middeldorp الطبيب النفسي في جامعة كوينسلاند إن عددًا من مجموعات الجينات حددت كل الاضطرابات الخمسة.
      قال البروفيسور ميدلدورب: «عرفنا قبل هذا التحليل أن الكثير من الاضطرابات النفسية تترابط مع بعضها البعض نظرًا لطبيعتها الوراثية؛ نرى عادة عددًا من أفراد العائلة مصابين باضطرابات نفسية في عائلة واحدة، لكن ليس بالضرورة الاضطراب نفسه.
      حققنا في ما إذا كانت مجموعات معينة من الجينات مسؤولة عن تطور عدد من الاضطرابات، إذ أن الجينات ليست فقط مترابطة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بل بالاضطرابات النفسية الأربعة الأخرى. تلعب هذه الجينات دورًا في نفس المسار البيولوجي أو أنها نشطة في نفس النوع النسيجي.
      تبين جليًا أن لدى الجينات المبينة في الدماغ تأثيرًا على الاضطرابات المختلفة، وبعض الجينات لها دور في جميع هذه الأمراض التي درسناها. بينت الدراسة أن مجموعة شائعة من الجينات تزيد من خطر الإصابة بكل الاضطرابات الخمسة».
      قالت الدكتورة آنق هاميرشلاغ Dr. Anke Hammerschlag)) المؤلفة التي قادت التجربة إن ذلك كان نتيجة الطرق البيولوجية التي تتشاركها الجينات في الدماغ. وقالت: «وجدنا أن هناك آليات بيولوجية مشتركة تعمل حول الاضطرابات التي تؤشر جميعها لوظائف في الدماغ.
      المشبك العصبي يلعب دورًا حيويًا أو أساسيًا؛ إذ إنه النقطة التي تصل بين الخلايا الدماغية حيث تتواصل الخلايا مع بعضها. وجدنا أيضًا أن الجينات الناشطة بشكل خاص في الدماغ مهمة، بينما الجينات الناشطة في الأنسجة الأخرى لا تلعب دورًا».
      يمكن لأدوية جديدة أن تستهدف بشكل محتمل هذه الطرق المشتركة. قالت الدكتورة هاميرشلاغ: «إن اكتشافاتنا خطوة أولى تجاه تطوير أدوية جديدة تكون أكثر فاعلية لعدد أكبر من المرضى بغض النظر عن تشخيصهم المحدد. هذه المعرفة قد تقودنا إلى نقطة أقرب في تطوير أدوية مفصلة فعالة».

      التفسير العلمي لتجربة الاقتراب من الموت ؟

      تجارب الاقتراب من الموت قد تنجم بسبب الخلط بين حالات الاستيقاظ والحلم داخل الدماغ

      أفادت دراسة جديدة شملت مشاركين من 13 دولة أن حوالي 10% من الأشخاص أبلغوا عن «تجارب الاقتراب من المَوت» مثل إحساس الخروج من الجسد. على الرغم من أن السبب الدقيق لهذه التجارب ما يزال لغزًا محيرًا، يقول مجرو الدراسة إن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بشذوذات محددة خلال النوم. تقترح نتائج الدراسة أنه قد يكون هناك صلة بين تجارب الاقتراب من الموت واضطرابات نوم حركة العين السريعة REM، وهي مرحلة من دورة النوم التي يكون فيها الحلم شديد النشاط وعادة ما يكون الشخص مشلولًا.
      وجد الباحثون أن تجارب الاقتراب من الموت كانت أكثر تكرارًا لدى الأشخاص الذين أبلغوا أيضًا عن أعراض اضطرابات نوم (REM)، مثل شلل النوم (عندما يشعر الشخص بأنه واعٍ ولكنه لا يستطيع التحرك) أو الهلوسة قبل النوم مباشرة.
      إحدى الفرضيات هي أن أدمغة الأشخاص الذين مرّوا بهذه التجارب قد تخلط بين نوعين من حالات الوعي: الاستيقاظ والحلم، وفقًا لما قاله باحث غير مشارك في الدراسة الجديدة.
      ومع ذلك أظهرت الدراسة الجديدة وجود ارتباط فقط ولم تثبت أنه يمكن لهذه الاضطرابات -التي يشير إليها الباحثون باسم «تطفل نوم REM على اليقظة»- أن تسبب تجارب الاقتراب من الموت.
      وقال مجري الدراسة الدكتور دانييل كوندزيلا (Daniel Kondziella) المتخصص في طب الأعصاب بجامعة كوبنهاجن: «تحديد الآليات الفزيولوجية الكامنة وراء تطفل نوم REM على اليقظة قد يعزز فهمنا لتجارب الاقتراب من المَوت».
      قُدمت الدراسة يوم السبت (29 يونيو/حزيران 2019) في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب في أوسلو – النرويج. كما نُشرت على موقع bioRxiv. ولم تُنشر بعد في مجلة خاضعة لمراجعة الأقران.

      تجارب روحية

      تعود تقارير تجارب الاقتراب من الموت إلى قرون مضت، ولكن لم يكن واضحًا تمامًا مدى شيوع هذه التجارب لدى عامة السكان.
      في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون بيانات 1034 شخصًا من 35 دولة، اختيروا باستخدام منصة التعهيد الجماعي عبر الإنترنت تسمى Prolific Academic، والتي تَدفَع للناس للمشاركة في الأبحاث.
      سُئل المشاركون عما إذا كانوا قد مرّوا بتجربة الاقتراب من المَوتأ م لا، وأعطي أولئك الذين قالوا نعم استطلاعًا مكونًا من 16 سؤالًا صُمم لتحديد وتوصيف تجاربهم في مجال الاقتراب من المَوت.
      بالمجمل أبلغ 289 شخصًا عن تجربة الاقتراب من المَوت، واعتبر 106 منهم أنهم مرّوا بتجربة «حقيقية» للاقتراب من الموت على أساس ردودهم على الاستطلاع.
      كانت الأعراض الأكثر شيوعًا التي أُبلغ عنها أثناء تجربة الاقتراب من الموت هي الإدراك غير الطبيعي للوقت وسرعة التفكير الفائقة والأحاسيس القوية بشكل استثنائي والشعور بالخروج من أجسادهم.
      قال حوالي نصف أولئك الذين أبلغوا عن تجربة «حقيقية» للاقتراب من الموت إن التجربة حدثت خلال موقف يهدد الحياة مثل حادث سيارة أو الغرق. لكن النصف الآخر قال إن التجربة حدثت خلال موقف لا يهدد الحياة، مثل الولادة أو الحزن الشديد أو القلق.
      ذكرت إحدى النساء إنه أثناء الولادة: «شعرت كأنني متّ للتو وذهبت إلى الجنة. سمعت أصواتًا وكنت متأكدةً من أنني لن أعود إلى الحياة. كان الأمر غريبًا. لم أتمكن من التحكم في جسدي».
      وقال مشارك آخر أبلغ عن حادثة غرق: «لقد شعرت وكأن روحي تُسحب من جسدي. كنت أطفو ورُفِعْت في الهواء».

      هل يوجد تفسير علمي لظاهرة الاقتراب من الموت ؟

      بالإضافة إلى ذلك، أبلغ 47% من الأشخاص الذين أبلغوا عن تجارب حقيقية للاقتراب من الموت أيضًا عن أعراض تطفل نوم REM (مثل شلل النوم أو الهلوسة قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ مباشرة)، مقارنة بـ 14% فقط من الأشخاص الذين لم يمرّوا بتجارب الاقتراب من الموت.
      يقول الباحثون إنه بالنظر إلى الصلة بين تجارب الاقتراب من المَوت وتطفل نوم REM، فيمكن لبعض تجارب الاقتراب من المَوت أن تعكس بداية مفاجئة لخصائص شبيهة بنوم REM في المخ.
      بمعنى آخر، قد يكون لدى الأشخاص الذين مرّوا بتجارب الاقتراب من المَوت «نوع مختلف من عمل الدماغ يخلط بين الاستيقاظ ونشاط REM (مثل الأحلام)»، وذلك وفق ما قال الدكتور كيفن نيلسون (Kevin Nelson)، أستاذ علم الأعصاب بجامعة كنتاكي والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة ولكنه بحث أيضًا في العلاقة بين تجارب الاقتراب من المَوت وتطفل نوم REM. «إن هذا الخلط قد يكون رد فعل المخ أثناء حالة الاقتراب من المَوت ».
      ومع ذلك، ما يزال سبب تجارب الاقتراب من الموت غير معروف بالضبط ومثيرًا للجدل. تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تكون ناجمة عن حَسَكَة spike [موجة كهربائية سريعة تشاهد أحيانًا في مخطط كهربية الدماغ] في النشاط الكهربائي في دماغ شخص متوفى. تشير دراسات أخرى إلى أن نقص الأكسجين قد يلعب دورًا.
      ويقول بعض الباحثين إنه قد يكون هناك الكثير مما لا يستطيع العلم شرحه في الوقت الحالي. على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشِرَت في عام 2014 في مجلة Resuscitation أن حوالي 2% من الأشخاص الذين عانوا من السكتة القلبية يمكنهم أن يتذكروا الأحداث التي تدور حولهم في الوقت الذي توقف فيه قلبهم، عندما لم يكن يجب أن يكون لديهم أي نشاط دماغي يمكن قياسه؛ وتحقق الطاقم الطبي من هذه الادعاءات.
      كان الدكتور سام بارنيا (Sam Parnia) مدير أبحاث الرعاية الحرجة والإنعاش في جامعة نيويورك والباحث الرئيسي في دراسة عام 2014، متشككًا في نتائج الدراسة الجديدة. لاحظ بارنيا أن التعريف الأصلي لتجربة الاقتراب من الموت مرتبط بتجارب الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، وهي ما لم تنطبق على الكثير من المشاركين في الدراسة.
      وقال بارنيا لموقع «لايف ساينس»: «يمكن للناس أن يمرّوا بتجارب لها ميزات مشابهة لتجارب الاقتراب من المَوت -مثل نوع من التجارب الروحانية- لكن تلك ليست تجارب الاقتراب من المَوت ».
      علاوةً على ذلك، أكد بارنيا على أن الرابط الموجود في الدراسة الحالية لا يثبت السبب والنتيجة. على سبيل المثال، قد تكون كل من اضطرابات نوم REM وتجارب الاقتراب من الموت أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة مثل أمراض القلب؛ لكن القائمين على الدراسة عند تحليلهم للنتائج لم يأخذوا بعين الاعتبار الشروط الأساسية.
      أخيرًا، لا تفسر النتائج سبب قدرة بعض الأشخاص على تذكر تجارب الاقتراب من الموت في وقت توقفت فيه عقولهم عن العمل أثناء توقف القلب.
      وقال بارنيا: «يدل ذلك على وجود الوعي حتى عندما لا يعمل الدماغ، وهذه مفارقة». وأضاف: «ومع ذلك، حتى لو كان هناك تفسير بيولوجي لتجارب الاقتراب من المَوت ، فإنه لا يقوض تأثيرها الروحي.»
      وكتب نيلسون في مقال نُشِرَ عام 2015 في مجلة Missouri Medicine: «يجب على الأطباء الترحيب بتجارب الاقتراب من المَوت مع إعادة طمأنة غير نقدية، ما يوفر ملاذًا آمنًا للمرضى الذين لديهم تجارب غالبًا ما تجلب المشاعر والذكريات الغامرة».

      مشاركة مميزة

      استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

        إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

      الأكثر مشاهدة