09‏/09‏/2018

الأب المتسلّط

أن الأب المتسلط مرفوض من الأبناء وتشير إلى أن التسلط فى الأسرة هو استخدام الأهل للسلطة فى توجيه سلوك الأبناء فتجدهم يظهرون حب السيطرة وإلقاء الأوامر، ويتوقعون أن يبدأ الجميع بتنفيذ ما يطلب منهم دون اعتراض، وغالباً ما يرفض الشخص المتسلط النقاش، ولا يسمح به إلا من أجل الموافقة على رأيهم وغالبا ما يلجأ الأب المتسلط إلى المبالغة فى متابعة كل كلمة أو حركة يقوم بها الابن مع فرض أوامر وقوانين صارمة تعقبها تعليقات سلبية وتدخل الأب فى كل تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة وقد يعتبره أولاده إنسان بلا عواطف ولا يستوعب أى نقاط ضعف لدى ابنه.

 أن الآباء يقومون بهذا السلوك بدافع الحرص والتوجيه للأبناء، وقد اتجهت الأبحاث النفسية إلى أن التسلط هو المثير الأول لدوافع الكراهية والغضب لأنه يكون مقروناً بالقسوة فى المعاملة وهو سلوك لا يتفق مع حب وحنان الوالدين، فالابن الذى يشعر بالتسلط من قبل والده يتولد لديه الشعور بالاضطهاد والقهر ومن جراء هذه القسوة لا يمكن للابن أن يكون شخصية مستقلة ويظل يعانى سلوكاً قلقاً فى شبابه بين رغبته فى الاستقلال وبين تأثره بشخصية والده المستبدة التى كثيراً ما تترك أثارة على نفسه وعلى مستقبلة.

إضافة إلى أن الابن الذى يمارس والده عليه التسلط يميل إلى العدوانية وحب التسلّط مع زملائه فى المجتمع الخارجى؛ فيما عرف بإعادة أنتاج القهر وذلك بسبب الحاجة إلى التفريغ لما يلاقيه من تسلط، أو تقليد لما يراه من سلوكيات والديه.

وتنبه علم النفس إلى ضرورة الاعتدال فى تربية الصغير دون الإفراط فى مراقبته فالسلطة دون إيذاء هى التى يقبلها الأبناء ويردون عليها بالاحترام والثقة ولا ننكر أهمية أن يكون الأب حازماً فالحزم مطلوب والحدة مقبولة فى بعض مراحل تربية الأبناء وخصوصاً الذكور ولكن دون استعمال مفردات قاسية أو توبيخ يشعر الطفل بالدونية والتعاسة فكل ذلك يدمر نفسية الابن ويقضى على نمو شخصيته فيتحول إلى السلبية التى تدفع الأب إلى مزيد من التسلط.‏

ولعلاج هذه التسلطية فى رب الأسرة يجب أن يراجع الأب المواقف التى يعامل أبناءه فيها بتسلط، ويدرك هو ويقول، إن هذا الأسلوب الذى أمارسه مع ابنى، هو نفس النمط الذى كان والدى يمارسه معى وكنت أرفضه؟؟!!! 

هنا يجب أن تعيد الحوار مع ابنك كما تقول الدكتورة هبة وإعطاءه الفرصة للتحدث وإبداء الرأى بحرية دون مقاطعته وسماعه بتفهم وأقدم له النصح وأضرب له أمثلة من الحياة وإذا لم يقتنع اتركه فترة يفكر بهدوء ثم كرر المناقشة مرة أخرى فى وقت لاحق وإذا لم يقتنع أبدى له رأيك بصراحة وهدوء واترك له حرية الاختيار مع تحميله مسئولية ما يفعل.

فشخصية أولادنا المتوازنة هى هدف أساسى من أهدافنا التربوية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة