11‏/03‏/2020

علاقة البنت بابوها والولد بامه ؟




كل فتاة بأبيها معجبة، جملة يرددها الكثيرون من الناس على مسامعهم آذانهم، فغالباً ما يقال أن "البنت بأبيها معجبة" و "أن الولد حبيب أمه"، لذلك نجد الآباء دائماً يميلون ويحنون إلى أبنائهم من الفتيات باعتباره أنه سندهن وعزوتهن وحاميهن وأنهن أمانة يحملونها في عاتقهم حتى يجدوا الشخص المناسب ليسلمونها إليه فيرعاها ويحفظها.
وبالرغم من أن الكثير من الأسر تردد مقولة "هم البنات حتى الممات" يبقى حنان الأب يتدفق على ابنته حتى بعد زواجها، فكل ما يتمناه هو أن يرعاها ويكون أماناً وعوناً لها ودائماً ما تحلم الفتاة بزوج يكون نسخة مصغرة عن والدها الحنون وبناء على ذلك ترسم خطوطها وأحلامها محاولة جعل شريكها شبيه تماماً لوالدها، وهو ما ينطبق تماماً على الأم وابنها إذ تجد فيه السند والعون والقوة.
مخالفة
لا شك أن الميول المخالف يعتبر أمراً طبيعياً، حيث تشير الدراسات أن الأبن يحتاج لكلا والديه منذ نعومة أظفاره، وفي مختلف مراحله، وعندما يصل سن الثالثة يبدأ في إدراك الفروق بين الجنسين، ويبدأ بالاستيعاب بأن والداه ليسا من نفس الجنس، فللأم صفاتها وملامحها وللأب صفاته وملامحه، ثم يميل إلى الجنس المخالف وهي الطبيعة التي خلق الله بها الانسان.  لكن هذا الميل لا يعد ميلاً جنسياً، وكل ما يحتاجه الطفل هو أن يرى الحب والدفء والحنان والاعجاب، فهي النواة التي تشكل اتجاهاته أمام الجنس الآخر، وحب الوالد من الجنس المخالف يساهم في تعزيز ورسم صورة الذات لدى الابن ويقوي مفهومه الايجابي تجاه ميوله نحو أمه أو اخته.
ويظهر أثر الحب على الأبن من خلال تقدير الأب وحبه لابنته ففكرة تقبله لها يشعرها بأنها فتاة لطيفة وذكية ومقبولة من الجنس الآخر، وهو ما يجعلها تحب نفسها وتبني على أساسه شخصيتها واحساسها بأنها محبوبة من كل صديقاتها، ونفس ذلك ينطبق على الابن المحب لأمه التي تبادله الاحترام والتقدير لشخصه.
نصائح
وحتى يربى الابن والفتاة ضمن جو نفسي أفضل يجب على الوالدان بعد قرار الانجاب أن يهيئو نفسياً لاظهار حبهما وعطائهما ودفئهما للجنسين، وأن يكونا على وعي ودراية كاملة بأن هذا سيشكل شخصية طفلهما من اتجاهات وميولات نحو الجنس الآخر. فالأولاد بحاجة إلى الحب والعطاء، لينشؤا النشاة الصحيحة محبين متقبلين قادرين على تحقيق طموحاتهم والنجاح في مجتمعهم. ولا شك أن مشاعر ميل الأبناء إلى الجنس الآخر توقظ مع بداية سن المراهقة، حيث تبدأ لدى الأبناء رغبة في الاستقلالية وتكوين الهوية الخاصة بهم فيحاولون الانفصال وجدانياً عن أبويهم، وتقديم نفسهم كأشخاص جدد إلى العالم، وبقدر الميراث الذي يحظون به من حب وعطاء ومودة في صغرهم يكون نجاحهم أكبر وأعظم في تحقيق مطالب هذه المرحلة وتكوين الهوية الصحيحة السوية، لذلك يجب الدعم واعطائهم الكمية الكافية لذلك.
كما ويجب الحذر من منع تقديم الحب والاحترام لهم، والافراط بالقسوة والسيطرة والمراقبة، لأن ذلك يؤدي إلى اغلاق المنابع الطبيعية لديهم ويقتل أفكارهم وطموحاتهم، فعلى الوالدان تقبل توجه الابن إلى العالم الخارجي واعطائهم الفرصة الكافية لتكوين صداقاتهم من كلا الجنسين وفرصة التعامل مع مدرسيهم وتركه لحل مشاكلهم بأنفسهم.
ولا بد أن يعلم الآباء أن وظيفة الحب والتقدير والدعم، تكون بتقليل التعليقات على أشكالهم سواء سميناً أوقصيراً أوطويلاً وغيرها من التعليقات التي تؤدي به إلى التردد وقلة الثقة بالنفس. بل يجب التواجد وسط الأبناء وتعزيزهم واعطائهم الفرصة لكي يتشبعو منهم معنوياً ومادياً حتى يربو مراهقة صحيحة وسليمة.









رعاية الأطفال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة