22‏/10‏/2018

كيف تتميّز في مقابلة العمل؟

تابعنا على لينكد إن
تمكنت أخيراً من تأمين مقابلة عمل لوظيفة تتوق للحصول عليها. مبارك لك. أنت تعي الآن أنّ أمامك فرصة واحدة فقط لإثارة إعجاب صاحب العمل، لكن كيف تفعل ذلك بالضبط؟، بالأخذ بالاعتبار كل النصائحالمتضاربة والقواعد المتغيرة لكيفية الحصول على عمل، من غير المفاجئ أن يرتبك الباحثون عن العمل حول الطريقة الأفضل للتحضير والأداء في مقابلة العمل.
ما يقول الخبراء
تقول أحد النصائح الشائعة عليك أن تكون “الممسك بزمام الأمور” في المقابلة. لكن جون ليز، وهو أخصائي في استراتيجية المسار المهني ومؤلف كتاب “خبير المقابلة: كيف تحصل على الوظيفة التي تريدها” (The Interview Expert: How to Get the Job You Want) وكتاب “مقابلة العمل: أهم الأجوبة على أصعب الأسئلة” (Job Interviews: Top Answers to Tough Questions) يرى أنّ هذه النصيحة مضللة: “زمام الأمور في يد الشخص الذي يُجري المقابلة معك. واجبك أن تكون مفيداً قدر الإمكان”. ويوافقه في ذلك كلاوديو فيرنانديز-أراوز، الاستشاري الأول في مؤسسة إيغون رندر الدولية (Egon Zehnder International) ومؤلف كتاب “قرارات العظماء” (Great People Decisions) فيقول: “عليك أن تساعد من يجري المقابلة معك كي يقوم بالأمور الصحيحة بما أنّ معظم هؤلاء لا يتبّعون أفضل الممارسات”. وبحسب  فيرنانديز-أراوز الذي أجرى مقابلات مع أكثر من 20,000 مرشح لوظيفة عمل على مدى 26 عاماً كاستشاري في البحث عن مرشحين، فإنّ معظم من يُجرون المقابلات يقعون في شرك تحيزات غير مقصودة ويضعون جلّ تركيزهم على الخبرة بدل الكفاءة. من هنا، يمكن اعتبار مسؤوليتك هي أن تحرص على ألا يحدث ذلك. وإليك كيف.
حضّر،  ثم حضّر، ثم حضّر
يعرف معظم الناس أنّ عليهم التحضير للمقابلة قبل التوجه إليها، لكن فيرنانديز-أراوز وليز يتفقان على أنّ معظم الناس نادراً ما يقومون بذلك. يقول فيرنانديز-أراوز: “لا يوجد شيء اسمه تحضير كاف. عليك أن تعرف قدر الإمكان عن الشركة وهيكليتها وثقافتها والتوجهات ذات الصلة في صناعتها، بالإضافة لبعض المعلومات حول من يجري المقابلة”. كما يُنصح أيضاً بإجراء بحث عن التحديات المميزة لهذه الوظيفة. سيُمكّنك هذا من إظهار أنّ لديك ما يلزم للاضطلاع بالدور.
ضع استراتيجية
قبل التوجه إلى غرفة المقابلة، قرر ما هي الرسائل الثلاث أو الأربع التي تريد تمريرها لمن يجري المقابلة معك. يجب لهذه الرسائل كما يؤكد فيرنانديز-أراوز “أن تُظهر الرابط بين ما حققته وما هو مطلوب منك من أجل النجاح في الوظيفة أو في سياقها”. بدوره يقول ليز: “أنّ الطريقة الأفضل لفعل ذلك تكون بتحضير روايتك مسبقاً، حيث أنه للقصص قدرة في الإقناع أقوى من قدرة الأدلة أو البيانات”. ويجب أن تكون قصصك دقيقة ومثيرة. لذلك، احرص على أن تكون افتتاحياتها جيدة، قل مثلاً: “سأخبرك كيف أنقذت شركتي في إحدى المرات”. ومن ثم احفظ قصصك عن ظهر قلب. اعرف من أين ستبدأ وكيف ستنتهي بحيث تستطيع إلقاء قصصك دون أن تبدو متعثراً في حديثك أو آلياً في طريقة كلامك. وحيثما أمكن، استخدم إحدى قصصك للإجابة عن أحد أسئلة المقابلة.
ركز على إمكانياتك
يقول فيرنانديز-أراوز: “لا وجود أبداً لمرشح مثالي، وأنت لن تكون استثناء”. بدل القلق بشأن مواطن الضعف في سيرتك الذاتية، أو جعل من يجري المقابلة يقلق بشأنها، ركز على إمكانياتك، فذلك مؤشر أفضل بكثير للشكل الذي سيكون عليه أداؤك مستقبلاً. يقول فيرنانديز-أراوز: “إذا لم تكن إنجازاتك الماضية على صلة مباشرة بالوظيفة التي تتقدم لها، وكنت قد أظهرت سابقاً قدرة كبيرة على التعلم والتأقلم مع متغيرات الظروف، فعليك أن تشرح ذلك بوضوح”. مثلاً، إذا كانت مقابلتك بشأن وظيفة دولية، ولم يكن لديك ذلك النوع من الخبرة، اشرح لمحاورك أنّ قدرتك على التأثير في أشخاص من أقسام مختلفة، كالمبيعات والإنتاج، يدل على القدرة التي تمتلكها في التعامل مع أنواع مختلفة من الأشخاص ومن ثقافات متنوعة.
احرص على إتقان الثلاثين ثانية الأولى
الانطباعات الأولى مهمة. يشير ليز إلى دراسة في علم النفس بيّنت أنّ الآخرين يكوّنون آراءهم عن شخصيتك وعن ذكائك في الثلاثين ثانية الأولى من المقابلة. يقول ليز: “طريقة حديثك ودخولك الغرفة ومدى ارتياحك كلها أمور على قدر كبير من الأهمية”. يبدأ الأشخاص الذين يُؤدّون جيداً في المقابلات بالتحدث بوضوح لكن ببطء، ويسيرون بثقة ممعنين التفكير في ما يستندون إليه من “دعائم” حتى لا يبدو عليهم الاضطراب. ويقترح ليز أن تتدرب على دخولك مرات عديدة. بإمكانك تسجيل فيديو لنفسك وتشغيله لاحقاً دون صوت كي ترى على وجه الدقة كيف تُقدم نفسك. ويمكنك من ثمّ إجراء التعديلات المناسبة. وينطبق الأمر نفس على المقابلات عبر الهاتف. استخدم الثواني الثلاثين الأولى من المحادثة لتقدم نفسك على أنك شخص واثق، متحدثاً بصوت هادئ على الهاتف.
لا تكن على طبيعتك
يصف ليز النصيحة التي تدعوك لأن “تكون على طبيعتك” بأنها “خطأ واضح”. ويقول: “المقابلة أداء ارتجالي متدرّب عليه تحاول فيه أن تقدم أفضل نسخة عن نفسك”. قدم أكبر قدر من الحماس والشغف في المقابلة. لكن لا تبالغ في الترويج لنفسك، لأن هناك فائضاً من المعروض في سوق المواهب، وأصبح أصحاب العمل يدركون أنّ الناس يبالغون في وصف خبراتهم ومهاراتهم. لذا “إذا كنت ستدلي ببيان حول ما يمكنك إنجازه، فاحرص على أن تدعم قولك بأدلة قوية”. كما ينصح ليز.
كن مستعداً للأسئلة الصعبة
يقلق الكثير من الناس حول كيفية الإجابة عن أسئلة تتعلق بانقطاع خلال مسيرتهم في العمل أو عمل قضوا فيه وقتاً قصيراً أو أية شوائب أُخرى في سيرتهم الذاتية. مرة أُخرى، الوسيلة الأفضل هي التحضير مسبقاً. يقترح ليز وضع ثلاثة خطوط دفاعية. أولاً، جهز إجابة بسيطة ومباشرة ولا تتطرق لكثير من التفاصيل. ثانياً، حضر أجوبة إضافية بحيث يكون لديك شيء إضافي تقوله إن استمر محاورك في توجيه أسئلة عن الموضوع. مثلاً، إذا كنت لم تتم شهادة دراسية كانت ستساعدك في الوظيفة، كن مستعداً للإجابة عن سؤال أولي ربما يُطرح عليك بقول شيء مثل: “أحسست أنّ من الأفضل التوجه مباشرة إلى الحياة العملية”. وإذا ضغط محاورك أكثر فكن مستعداً لتقديم مستوى آخر من التفاصيل بقول مثلاً: “فكرت ملياً في الأمر. عرفت أنه سيكون لقراري دلالات سلبية، لكنني شعرت أنني سوف أتعلم أكثر في دنيا العمل”. يقول ليز: “المهم هنا ألا تسمح بأن تُجرّ بعيداً في هذا الحوار إلى نقطة لا يعود لديك إجابات ذكية”.
كن مرناً
حتى مع القيام بأفضل التحضيرات، لا يمكن أبداً توقع مجريات المقابلة. يقول ليز: “عليك أن تُطلق رادارك في الغرفة. يعرف المرشح الجيد كيف يعدّل أداءه بحيث يتلاءم مع مختلف الظروف”. اسأل نفسك: هل عليّ تقديم إجابات أفضل؟، هل علي تحسين نبرة صوتي؟، هل عليّ أن أسكت؟، يقول ليز: “يحب الكثير ممن يجرون المقابلات أن يسمعوا صوتهم وهم يتحدثون، وعليك أن تحرص على تحقيق ذلك لهم”. إذاً، تأقلم مع الظروف.
عندما لا تسير الأمور جيداً
هناك أوقات يبدو فيها جلياً أنّ المقابلة لا تسير على ما يرام. لعل من يجري المقابلة غير متفاعل أو ربما تتعثر في إجاباتك عن أسئلة مهمة. قاوم الرغبة بالتحسر على ما يحدث، فهي “طريقة مؤكدة لتضييع الفرصة” كما يقول ليز. بدل ذلك، ركز على ما يحدث في اللحظة. “ركز على الإجابة عن الأسئلة الحالية كما لو كانت المقابلة بدأت لتوها” بحسب ليز أيضاً. كما يمكنك أيضاً إعادة توجيه الحوار من خلال الإقرار بالوضع، كأن تقول مثلاً “لست متأكداً أنني أعطيك ما تحتاجه من إجابات” وانظر كيف يكون رد محاورك. “فعليك فقط أن تحرص أنك لا تدع الفجوة تتسع بينك وبين محاورك” كما يؤكد ليز.
مبادئ عليك تذكرها
تذكر:
  • أن تبحث قدر المستطاع عن مؤهلات الوظيفة مسبقاً.
  • أن تجهّز قصصاً موجزة توضح قدرتك على القيام بالعمل.
  • أن تتدرب على الثواني الثلاثين الأولى في المقابلة، فهي الأهم.
تجنب:
  • أن تصاب بالذعر إذا أحسست أنّ المقابلة لا تسير على ما يرام، وركز على الإجابة عن السؤال التالي.
  • أن تحاول التنبؤ بكيفية سير المقابلة، كن مستعداً للتأقلم مع ما يحصل في غرفة المقابلة.
  • أن تجيب على السؤال الصعب دفعة واحدة، بل احتفظ بالتفاصيل من أجل الأسئلة اللاحقة المرتبطة بالسؤال.
دراسة حالة رقم 1: تواصل مع محاورك في المقابلة
قبل 3 سنوات، تقدمت هيفاء لوظيفة في مجال التعليم والتطوير في أحد الوكالات الحكومية. وبما أنّ الوظيفة كانت في واشنطن العاصمة في حين كانت هي تعيش في نيويورك، جعل مدير التوظيف المقابلة في شكل مكالمة هاتفية. تحضيراً للمقابلة، أجرت هيفاء بحثاً عن المؤسسة ودرست جيداً الوصف الوظيفي للعمل. تقول هيفاء: نظرتُ في الكلمات المفتاحية وأمعنت التفكير بها من منطلق خبرتي الخاصة وكيفية ارتباطهما، وحاولت التفكير في السبب الذي يجعلني أراها مثيرة للاهتمام وما يمكنني أن أقدمه”.
عندما بدأت المقابلة، علمت هيفاء أنّ هناك ثلاثة أشخاص على الخط وأنّ كلاً منهم سيقوم بتوجيه أسئلة سلوكية إليها. كانت تعرف أنّ عليها التفاعل مع كل من يجرون المقابلة على وجه السرعة. تقول هيفاء: “حاولت تخيلهم جالسين في مكاتبهم بحيث أستطيع الحصول على صورة ذهنية لأشخاص حقيقيين”. وعندما كانت تُسأل سؤالاً، كانت تستخدم اسم الشخص المحاور في جوابها. ومن ثم كانت تسألهم إذا كانوا يريدون مزيداً من التفاصيل مستخدمة أسماءهم. ومع ذلك، كان صعباً معرفة ما إذا كانت قد نجحت في تكوين رابط معهم. تقول هيفاء: “لم أكن أستطيع رؤية وجوههم، أو رؤية ما إذا كانوا، مثلاً، يمررون ملاحظات لبعضهم البعض في الغرفة”. لكن محاولاتها للتفاعل معهم أثمرت، فبعد مضي بضعة أسابيع على المقابلة حصلت على عرض للعمل.
دراسة حالة رقم 2: غيّر الاتجاه عندما إلا تكون الأمر سائرة جيداً
حصل مازن مؤخراً على ترقية، وأخذ يُجري مقابلات مع أشخاص لملء وظيفته السابقة كمساعد تسويق.كانت الوظيفة تتطلب مهارات قوية في التأثير والمبيعات بما أنّ المهمة الأساسية كانت فيها تتضمن الاتصال بالتنفيذيين وإقناعهم بالاجتماع لمناقشة خدمات الاستشارات لدى الشركة.
في إحدى المقابلات، كان أحد المرشحين، ولنسمّه سامر، يتجه نحو الفشل وكان مازن يتوق لإنهاء المقابلة. يقول مازن: “لم يستطع إقناعي أنّ لديه ما يلزم للتأثير بأحدهم كي يوافق على عقد اجتماع”. وبينما كان يُنهي المقابلة، سأله مازن إن كان لديه أي أسئلة. قال سامر أنّ لديه سؤالاً ومن ثم سأل “هل لديك أي شكوك حول مقدرتي على القيام بهذا العمل؟”. يقول روتيغر “تفاجأت كم كان السؤال مباشراً ولكنني أجبت بأنه نعم كان لدي شكوك”. ومن ثم أخبر سامر السبب الذي كان يجعله يراه غير قادراً على القيام بالعمل. طلب سامر الإذن للرد على كل هاجس من هواجس مازن، وفعل ذلك على أفضل ما يتمناه مازن. يقول مازن: “ما فعله سامر هو أنه بذلك الهجوم المعاكس الذي شنّه على اعتراضاتي تمكّن من تسويق نفسه لي وأظهر بالضبط المهارات التي كنت أبحث عنها”. نُقل سامر إلى المرحلة التالية من المقابلات ليحصل في النهاية على الوظيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

استراتيجيات الانطلاق الناجح للشركات الناشئة - من الفكرة الى التنفيذ

  إذا كنت ترغب في تعزيز خطوتك الأولى في عالم ريادة الأعمال، أو إذا كنت تمتلك فكرة لمشروع ناشئ وترغب في تحويلها إلى شركة ناجحة، أو لديك شركة ...

الأكثر مشاهدة