اتبعوا السيناريو التالي: ارتبطت إحداهنّ برجلٍ سيطر عليها جرّاء "مطاردته" لها بشكلٍ مثير، حتى أصبحت#الرومنسية بينهما أمراً محسوماً. غمرها برسائل #الحب، والورود، والعشاء على ضوء الشموع، والوعود بأن يحبّها إلى الأبد. لكن، ويا للأسف، تبيّن أن "للأبد" في باله تعني سبعة أشهر.
اكتشفت أنه يخونها، ويواعد ليس امرأةً واحدة أخرى، بل ثلاث نساء. فتحوّلت متعتُها الشديدة منذ بداية العلاقة إلى ألمٍ يومي. وهي الحالة التي انطلقت منها صحيفة "النيويورك تايمز" لتتحدث عن مفهوم الشر في علم النفس.
لّطت الصحيفة الضوء على "مرجعية المضطربين عقلياً"، وهي لائحة تساعد الأطباء النفسيين الجنائيين في تقييم ما إذا كان أحدهم متشدداً ومضطرباً عقلياً، وقد يقترف أعمالاً شريرة متكررة و#جرائمعنفية.
والصفات التي يتشاركها المضطربون عقلياً هي التالية:
مواضيع ذات صلة
طلاقة
كاريزما قصوى
بحاجة دائماً إلى أن يفعل شيئاً
مشاعر ترفع من قيمة الذات
كذِب مرَضي
تعرُّض للملل
عدم توافُر عاطفي
في حال تمثّلت هذه الصفات في شريكك، مثلما تمثّلَت في الشخص نفسه الذي بدا جاذباً ورومنسياً، عليك أن تتعلّم الدرس، وهو أن تتطلع إلى طبع الشريك، وليس إلى شخصيته. من أهم الصفات التي يتطلع المرء إليها في شريكه هو الطبع القوي والجاذب.
المجرم الأميركي تشارلز مانسون، وزعيم الاتحاد السوفياتي جوزف ستالين، ورئيس الحكومة الإيطالية الزعيم الفاشي بنيتو موسوليني، اعتُبروا جميعهم متحمّسين وذوي كاريزما وجاذبين وأذكياء. ولكن هذه الصفات التي يتمناها كل شخص في شريكه لا تعني أنهم يشكلون شركاء جيدين في العلاقات الرومنسية. قد يكون شريكك يشبه جوزيف استالين، اكتبي وصيتك حالاً.
وفقاً للبيانات الصادرة حديثاً عن علماء النفس التي نشرت في Journal of Personality and Social Psychology، فإن 1% إلى 4% من سكان الأرض هم مرضى نفسيون، ويمكن أن تكون الميول النفسية المرضية في الشخص خفية ومن الصعب جداً اكتشافها، الا أن تأثيرها يمكن أن ينعكس سلباً علينا عبر الاحتكاك بهؤلاء الأشخاص يومياً.
ولهذا السبب، سنقدم لكم في هذا الموضوع أبرز العلامات التي تدل أن الشخص مريض نفسياً:
المشاعر
لا يمتلكون مشاعر، هم غير قادرين على الكشف عن مشاعرهم الحقيقية، وقد لا يشعرون أبداً بأحزان ومآسي غيرهم.
النوم
ينامون أقل من الناس العاديين، لأنهم متحمّسون باستمرار، ومن الصعب عليهم أن يهدأوا.
الشعور بالذنب
يحبون أن يُشعروا الآخرين بالذنب ولا يعترفون بأخطائهم، يحرفون كلام الآخرين ويقلبون القصة على الآخرين. هم يتمتعون بذلك.
الشخصية
يمتلكون كاريزما قوية وشخصيتهم ساحرة، يحبون أن يبقوا في الأضواء ودائماً يلفتون الأنظار. يُشعرون الآخرين بالود ويجاملونهم في الكلام.
النرجسية
دائماً يحبون الحديث عن أنفسهم، ويذكرون إنجازاتهم مقابل فشل غيرهم. هذا يتيح لهم جذب الأنظار والحصول على الاهتمام.
الكذب
الكذب متواصل عندهم، وهم ينجحون دائماً في ذلك، ولا يشعرون بالقلق إذا انكشف أمرهم، لأنهم سيقنعون الآخرين بكذبة جديدة.
المسؤوليات
هم اشخاص غير مسؤولين إجمالاً، وينكرون دائماً أفعالهم وعواقبها، ويلومون من حولهم. لا يمكنك الاعتماد عليهم.
القواعد
يحبون كسر القواعد والقوانين، لأنهم يعتبرون أنفسهم أفضل من أي قانون، ويشجعون من حولهم أيضاً على كسرها. لا يهتمون بالحدود التي يجب أن توضع لهم.
تمكنت أخيراً من تأمين مقابلة عمل لوظيفة تتوق للحصول عليها. مبارك لك. أنت تعي الآن أنّ أمامك فرصة واحدة فقط لإثارة إعجاب صاحب العمل، لكن كيف تفعل ذلك بالضبط؟، بالأخذ بالاعتبار كل النصائحالمتضاربة والقواعد المتغيرة لكيفية الحصول على عمل، من غير المفاجئ أن يرتبك الباحثون عن العمل حول الطريقة الأفضل للتحضير والأداء في مقابلة العمل.
ما يقول الخبراء
تقول أحد النصائح الشائعة عليك أن تكون “الممسك بزمام الأمور” في المقابلة. لكن جون ليز، وهو أخصائي في استراتيجية المسار المهني ومؤلف كتاب “خبير المقابلة: كيف تحصل على الوظيفة التي تريدها” (The Interview Expert: How to Get the Job You Want) وكتاب “مقابلة العمل: أهم الأجوبة على أصعب الأسئلة” (Job Interviews: Top Answers to Tough Questions) يرى أنّ هذه النصيحة مضللة: “زمام الأمور في يد الشخص الذي يُجري المقابلة معك. واجبك أن تكون مفيداً قدر الإمكان”. ويوافقه في ذلك كلاوديو فيرنانديز-أراوز، الاستشاري الأول في مؤسسة إيغون رندر الدولية (Egon Zehnder International) ومؤلف كتاب “قرارات العظماء” (Great People Decisions) فيقول: “عليك أن تساعد من يجري المقابلة معك كي يقوم بالأمور الصحيحة بما أنّ معظم هؤلاء لا يتبّعون أفضل الممارسات”. وبحسب فيرنانديز-أراوز الذي أجرى مقابلات مع أكثر من 20,000 مرشح لوظيفة عمل على مدى 26 عاماً كاستشاري في البحث عن مرشحين، فإنّ معظم من يُجرون المقابلات يقعون في شرك تحيزات غير مقصودة ويضعون جلّ تركيزهم على الخبرة بدل الكفاءة. من هنا، يمكن اعتبار مسؤوليتك هي أن تحرص على ألا يحدث ذلك. وإليك كيف.
حضّر، ثم حضّر، ثم حضّر
يعرف معظم الناس أنّ عليهم التحضير للمقابلة قبل التوجه إليها، لكن فيرنانديز-أراوز وليز يتفقان على أنّ معظم الناس نادراً ما يقومون بذلك. يقول فيرنانديز-أراوز: “لا يوجد شيء اسمه تحضير كاف. عليك أن تعرف قدر الإمكان عن الشركة وهيكليتها وثقافتها والتوجهات ذات الصلة في صناعتها، بالإضافة لبعض المعلومات حول من يجري المقابلة”. كما يُنصح أيضاً بإجراء بحث عن التحديات المميزة لهذه الوظيفة. سيُمكّنك هذا من إظهار أنّ لديك ما يلزم للاضطلاع بالدور.
ضع استراتيجية
قبل التوجه إلى غرفة المقابلة، قرر ما هي الرسائل الثلاث أو الأربع التي تريد تمريرها لمن يجري المقابلة معك. يجب لهذه الرسائل كما يؤكد فيرنانديز-أراوز “أن تُظهر الرابط بين ما حققته وما هو مطلوب منك من أجل النجاح في الوظيفة أو في سياقها”. بدوره يقول ليز: “أنّ الطريقة الأفضل لفعل ذلك تكون بتحضير روايتك مسبقاً، حيث أنه للقصص قدرة في الإقناع أقوى من قدرة الأدلة أو البيانات”. ويجب أن تكون قصصك دقيقة ومثيرة. لذلك، احرص على أن تكون افتتاحياتها جيدة، قل مثلاً: “سأخبرك كيف أنقذت شركتي في إحدى المرات”. ومن ثم احفظ قصصك عن ظهر قلب. اعرف من أين ستبدأ وكيف ستنتهي بحيث تستطيع إلقاء قصصك دون أن تبدو متعثراً في حديثك أو آلياً في طريقة كلامك. وحيثما أمكن، استخدم إحدى قصصك للإجابة عن أحد أسئلة المقابلة.
ركز على إمكانياتك
يقول فيرنانديز-أراوز: “لا وجود أبداً لمرشح مثالي، وأنت لن تكون استثناء”. بدل القلق بشأن مواطن الضعف في سيرتك الذاتية، أو جعل من يجري المقابلة يقلق بشأنها، ركز على إمكانياتك، فذلك مؤشر أفضل بكثير للشكل الذي سيكون عليه أداؤك مستقبلاً. يقول فيرنانديز-أراوز: “إذا لم تكن إنجازاتك الماضية على صلة مباشرة بالوظيفة التي تتقدم لها، وكنت قد أظهرت سابقاً قدرة كبيرة على التعلم والتأقلم مع متغيرات الظروف، فعليك أن تشرح ذلك بوضوح”. مثلاً، إذا كانت مقابلتك بشأن وظيفة دولية، ولم يكن لديك ذلك النوع من الخبرة، اشرح لمحاورك أنّ قدرتك على التأثير في أشخاص من أقسام مختلفة، كالمبيعات والإنتاج، يدل على القدرة التي تمتلكها في التعامل مع أنواع مختلفة من الأشخاص ومن ثقافات متنوعة.
احرص على إتقان الثلاثين ثانية الأولى
الانطباعات الأولى مهمة. يشير ليز إلى دراسة في علم النفس بيّنت أنّ الآخرين يكوّنون آراءهم عن شخصيتك وعن ذكائك في الثلاثين ثانية الأولى من المقابلة. يقول ليز: “طريقة حديثك ودخولك الغرفة ومدى ارتياحك كلها أمور على قدر كبير من الأهمية”. يبدأ الأشخاص الذين يُؤدّون جيداً في المقابلات بالتحدث بوضوح لكن ببطء، ويسيرون بثقة ممعنين التفكير في ما يستندون إليه من “دعائم” حتى لا يبدو عليهم الاضطراب. ويقترح ليز أن تتدرب على دخولك مرات عديدة. بإمكانك تسجيل فيديو لنفسك وتشغيله لاحقاً دون صوت كي ترى على وجه الدقة كيف تُقدم نفسك. ويمكنك من ثمّ إجراء التعديلات المناسبة. وينطبق الأمر نفس على المقابلات عبر الهاتف. استخدم الثواني الثلاثين الأولى من المحادثة لتقدم نفسك على أنك شخص واثق، متحدثاً بصوت هادئ على الهاتف.
لا تكن على طبيعتك
يصف ليز النصيحة التي تدعوك لأن “تكون على طبيعتك” بأنها “خطأ واضح”. ويقول: “المقابلة أداء ارتجالي متدرّب عليه تحاول فيه أن تقدم أفضل نسخة عن نفسك”. قدم أكبر قدر من الحماس والشغف في المقابلة. لكن لا تبالغ في الترويج لنفسك، لأن هناك فائضاً من المعروض في سوق المواهب، وأصبح أصحاب العمل يدركون أنّ الناس يبالغون في وصف خبراتهم ومهاراتهم. لذا “إذا كنت ستدلي ببيان حول ما يمكنك إنجازه، فاحرص على أن تدعم قولك بأدلة قوية”. كما ينصح ليز.
كن مستعداً للأسئلة الصعبة
يقلق الكثير من الناس حول كيفية الإجابة عن أسئلة تتعلق بانقطاع خلال مسيرتهم في العمل أو عمل قضوا فيه وقتاً قصيراً أو أية شوائب أُخرى في سيرتهم الذاتية. مرة أُخرى، الوسيلة الأفضل هي التحضير مسبقاً. يقترح ليز وضع ثلاثة خطوط دفاعية. أولاً، جهز إجابة بسيطة ومباشرة ولا تتطرق لكثير من التفاصيل. ثانياً، حضر أجوبة إضافية بحيث يكون لديك شيء إضافي تقوله إن استمر محاورك في توجيه أسئلة عن الموضوع. مثلاً، إذا كنت لم تتم شهادة دراسية كانت ستساعدك في الوظيفة، كن مستعداً للإجابة عن سؤال أولي ربما يُطرح عليك بقول شيء مثل: “أحسست أنّ من الأفضل التوجه مباشرة إلى الحياة العملية”. وإذا ضغط محاورك أكثر فكن مستعداً لتقديم مستوى آخر من التفاصيل بقول مثلاً: “فكرت ملياً في الأمر. عرفت أنه سيكون لقراري دلالات سلبية، لكنني شعرت أنني سوف أتعلم أكثر في دنيا العمل”. يقول ليز: “المهم هنا ألا تسمح بأن تُجرّ بعيداً في هذا الحوار إلى نقطة لا يعود لديك إجابات ذكية”.
كن مرناً
حتى مع القيام بأفضل التحضيرات، لا يمكن أبداً توقع مجريات المقابلة. يقول ليز: “عليك أن تُطلق رادارك في الغرفة. يعرف المرشح الجيد كيف يعدّل أداءه بحيث يتلاءم مع مختلف الظروف”. اسأل نفسك: هل عليّ تقديم إجابات أفضل؟، هل علي تحسين نبرة صوتي؟، هل عليّ أن أسكت؟، يقول ليز: “يحب الكثير ممن يجرون المقابلات أن يسمعوا صوتهم وهم يتحدثون، وعليك أن تحرص على تحقيق ذلك لهم”. إذاً، تأقلم مع الظروف.
عندما لا تسير الأمور جيداً
هناك أوقات يبدو فيها جلياً أنّ المقابلة لا تسير على ما يرام. لعل من يجري المقابلة غير متفاعل أو ربما تتعثر في إجاباتك عن أسئلة مهمة. قاوم الرغبة بالتحسر على ما يحدث، فهي “طريقة مؤكدة لتضييع الفرصة” كما يقول ليز. بدل ذلك، ركز على ما يحدث في اللحظة. “ركز على الإجابة عن الأسئلة الحالية كما لو كانت المقابلة بدأت لتوها” بحسب ليز أيضاً. كما يمكنك أيضاً إعادة توجيه الحوار من خلال الإقرار بالوضع، كأن تقول مثلاً “لست متأكداً أنني أعطيك ما تحتاجه من إجابات” وانظر كيف يكون رد محاورك. “فعليك فقط أن تحرص أنك لا تدع الفجوة تتسع بينك وبين محاورك” كما يؤكد ليز.
مبادئ عليك تذكرها
تذكر:
أن تبحث قدر المستطاع عن مؤهلات الوظيفة مسبقاً.
أن تجهّز قصصاً موجزة توضح قدرتك على القيام بالعمل.
أن تتدرب على الثواني الثلاثين الأولى في المقابلة، فهي الأهم.
تجنب:
أن تصاب بالذعر إذا أحسست أنّ المقابلة لا تسير على ما يرام، وركز على الإجابة عن السؤال التالي.
أن تحاول التنبؤ بكيفية سير المقابلة، كن مستعداً للتأقلم مع ما يحصل في غرفة المقابلة.
أن تجيب على السؤال الصعب دفعة واحدة، بل احتفظ بالتفاصيل من أجل الأسئلة اللاحقة المرتبطة بالسؤال.
قبل 3 سنوات، تقدمت هيفاء لوظيفة في مجال التعليم والتطوير في أحد الوكالات الحكومية. وبما أنّ الوظيفة كانت في واشنطن العاصمة في حين كانت هي تعيش في نيويورك، جعل مدير التوظيف المقابلة في شكل مكالمة هاتفية. تحضيراً للمقابلة، أجرت هيفاء بحثاً عن المؤسسة ودرست جيداً الوصف الوظيفي للعمل. تقول هيفاء: نظرتُ في الكلمات المفتاحية وأمعنت التفكير بها من منطلق خبرتي الخاصة وكيفية ارتباطهما، وحاولت التفكير في السبب الذي يجعلني أراها مثيرة للاهتمام وما يمكنني أن أقدمه”.
عندما بدأت المقابلة، علمت هيفاء أنّ هناك ثلاثة أشخاص على الخط وأنّ كلاً منهم سيقوم بتوجيه أسئلة سلوكية إليها. كانت تعرف أنّ عليها التفاعل مع كل من يجرون المقابلة على وجه السرعة. تقول هيفاء: “حاولت تخيلهم جالسين في مكاتبهم بحيث أستطيع الحصول على صورة ذهنية لأشخاص حقيقيين”. وعندما كانت تُسأل سؤالاً، كانت تستخدم اسم الشخص المحاور في جوابها. ومن ثم كانت تسألهم إذا كانوا يريدون مزيداً من التفاصيل مستخدمة أسماءهم. ومع ذلك، كان صعباً معرفة ما إذا كانت قد نجحت في تكوين رابط معهم. تقول هيفاء: “لم أكن أستطيع رؤية وجوههم، أو رؤية ما إذا كانوا، مثلاً، يمررون ملاحظات لبعضهم البعض في الغرفة”. لكن محاولاتها للتفاعل معهم أثمرت، فبعد مضي بضعة أسابيع على المقابلة حصلت على عرض للعمل.
دراسة حالة رقم 2: غيّر الاتجاه عندما إلا تكون الأمر سائرة جيداً
حصل مازن مؤخراً على ترقية، وأخذ يُجري مقابلات مع أشخاص لملء وظيفته السابقة كمساعد تسويق.كانت الوظيفة تتطلب مهارات قوية في التأثير والمبيعات بما أنّ المهمة الأساسية كانت فيها تتضمن الاتصال بالتنفيذيين وإقناعهم بالاجتماع لمناقشة خدمات الاستشارات لدى الشركة.
في إحدى المقابلات، كان أحد المرشحين، ولنسمّه سامر، يتجه نحو الفشل وكان مازن يتوق لإنهاء المقابلة. يقول مازن: “لم يستطع إقناعي أنّ لديه ما يلزم للتأثير بأحدهم كي يوافق على عقد اجتماع”. وبينما كان يُنهي المقابلة، سأله مازن إن كان لديه أي أسئلة. قال سامر أنّ لديه سؤالاً ومن ثم سأل “هل لديك أي شكوك حول مقدرتي على القيام بهذا العمل؟”. يقول روتيغر “تفاجأت كم كان السؤال مباشراً ولكنني أجبت بأنه نعم كان لدي شكوك”. ومن ثم أخبر سامر السبب الذي كان يجعله يراه غير قادراً على القيام بالعمل. طلب سامر الإذن للرد على كل هاجس من هواجس مازن، وفعل ذلك على أفضل ما يتمناه مازن. يقول مازن: “ما فعله سامر هو أنه بذلك الهجوم المعاكس الذي شنّه على اعتراضاتي تمكّن من تسويق نفسه لي وأظهر بالضبط المهارات التي كنت أبحث عنها”. نُقل سامر إلى المرحلة التالية من المقابلات ليحصل في النهاية على الوظيفة.
في ندوة أقيمت فى إحدى كليات الإدارة جاء دور أحد الضيوف، وهو رجل أعمال معروف ليلقى كلمته لطلبة السنة النهائية، بدأ الرجل كلمته قائلاً: لم يكن لدى وقت كاف لكتابة كلمة منمقة أو تحضير عرض تقديمى، لكنى سأحاول فى الخمس دقائق القادمة أن أعطيكم خلاصة خبرتى لو ساعدتمونى فقط، من يريد أن يساعدنى فليرفع يده عالياً...
هنا رفع عدد قليل من الحضور أياديهم بشىء من التردد، بينما امتنع الآخرون...
فأكمل رجل الاعمال كلامه: حسناً... هذه هى حالة "التراخي" الناتج عن الملل أو عدم الثقة، احترسو فالتراخي فى العمل قد يضيع عليكم فرص كبيرة...
ثم أخرج من جيبة ورقة وقال: هذا شيك بألف دولار أخذته من إدارة الكلية مقابل تعليمكم شىء جديد، وسوف أمنحه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة...
وعندما وضع توقيعه على الشيك بدأ جميع الحضور باللاهتمام، ورفع أياديهم عالياً...
فأكمل الرجل قائلاً: كان هذا هو "التحفيز"، لن تستطيع القيام بأي عمل ما لم تحفز العاملين معك...
في الدقيقة التالية كان كل واحد من المشاركين يحاول أن يفوز بالشيك فينظر لمن حوله ويحاول أن يجعل يده أعلى منهم...
تدخل رجل الأعمال مرة أخرى: هذه هي "المنافسة"، قدو تبدو صعبة وشرسة لكنها في النهاية تجعل الجميع فى وضع أفضل...
قام أحد الشباب معترضاً: هذا ليس عدل، أنا أقصرهم قامة وهذا يجعلني فى موقف سيّء...
فرد رجل الأعمال: نعم، لديهم "ميزات تنافسية" مؤقتة ومحدودة، لا تجعلها تحبطك، استمر، من قال أن الحياة عادلة؟؟؟
بضعة ثوانى من المنافسة بهذا الشكل حتى قام نفس الشاب فوقف فوق المقعد ورفع يده فأصبح أعلى كثيراً من باقى المنافسين...
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "التفكير خارج الصندوق" الذي يستطيع أن يجعلك فى موقع الريادة، لكنك لن تستمر فيه إلا لحظات...
وفعلاً سرعان ما بدأ الجميع فى تقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد ورفع أياديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى، ثم بدأ البعض فى وضع أشياء فوق المقاعد حتى يصلو لمستويات أعلى...
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "التحسين المستمر" الذى سيضمن لك البقاء فى المنافسة...
لحظات أخرى من المنافسة الشرسة حتى اتفق ثلاثة من الشباب أن يتعاونوا بأن يحمل بعضهم بعض حتى يكون أول واحد منهم فى أعلى نقطة ثم يتقاسموا الجائزة فى حالة فوزهم، وهكذا وصلوا لارتفاع غير مسبوق...
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "العمل الجماعي" الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة ويصل الى الشراكات الكبيرة والتكتلات الاقتصادية العملاقة...
بالطبع تكونت فرق أخرى من باقى المشاركين ولم يبقى أحد يعمل منفرداً، فأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من الفرق المتنافسة، وكل فريق يحاول أن يتبع أساليب مختلفة ليتفوق على المنافسين، وعندما بدت كل الفرق فى مستويات متقاربة جداً... أسرع شاب من أحد الفرق ليعيد ترتيب زملائه فيضع الأكثر وزناً فى الأسفل والأقل فى الأعلى، ثم يشرح لهم وضعهم بين باقى الفرق، ويبث فيهم الحماس لاقتراح افكار جديدة حتى تمكن فريقه من تحقيق فارق كبير فى مستوى الارتفاع...
فصاح رجل الأعمال: تلك هي "القيادة"، لن يصل أي عمل إلى مستوى عالمي بدون قائد بارع...
وهنا انتهت الخمس دقائق، فشكر رجل الأعمال الفريق الفائز، ثم وضع الشيك فى جيبه، وهم بالانصراف، وعندما طلب منه الفائزون الشيك...
قال بهدوء: هذا هو الدرس الأخير، "لا تصدق أبداً أنه بإمكانك أن تتعلم مجاناً"، أنا رجل اعمال جئت لأبيع لكم خبرتي، وهذا الشيك من حقي، هذا هو مبدأ "الكل يكسب (All Win)"..
كلنا نعلم المقولة الشهيرة أن من يجلس خارج الأحداث يرى أفضل ممن هو قابع داخلها، أو كما تقال باللغة العامية (اللي بره.... يشوف أحسن).
ولكن هل فكرنا ولو لمرة واحدة لماذا أعطيت الأفضلية لمن هو خارج الأحداث عمن هو داخلها؟هل فكرنا لمرة واحدة في هذا التناقض كون من هو جالس داخل الأحداث ويتفاعل بها لايستطيع أن يرى أفضل ممن هو خارج الأحداث ويجلس في مقعد المتفرج؟عندما نجلس لمتابعة مباراة كرة قدم بين الفريق الذي نشجعه وفريق منافس فإن كل منا في لحظة يتحول إلى مدرب قدير خبير له باع في التدريب ووضع التشكيلات ورسم خطط اللعب بالإضافة إلى تحولنا إلى نقاد رياضيين متمرسين نطلق العنان إلى سهام النقد اللاذعة لتنطلق من ألسنتنا لتصيب من تصيب ونحن على قناعة شديدة بصحة رأينا لأننا نرى مالا يستطيع أن يراه المدرب المسؤول عن تدريب الفريق ووضع التشكيل والخطة بل المسؤول الأول والوحيد عن النتيجة أمامنا.إنها المفارقة الشديدة بين أفضلية الرؤية التي تمتعنا بها كنتيجة مباشرة لجلوسنا في مقاعد المتفرجين وهي الأفضلية التي لم تتح لمن يتحملون المسؤولية عن خطط الأداء والهيكل التنفيذي ومؤشرات النجاح، بل يتحملون التبعية الثقيلة عند الإخفاق بينما مازال من يشاهد يتمتع بأفضلية الرؤية والتحليل والنقد وتوزيع المسؤوليات.... عجبت لك يازمن..!!!التعامل مع المدير العصبي يحتاج لحلقات ولهذا السبب ستكون هذه الزاوية للعدد القادم تكملة لما سنتناوله في هذا العدد.
الرؤية من خارج الأحداث
إن أفضلية الرؤية التي يتمتع بها من يجلس خارج نطاق الأحداث هي أفضلية أتيحت لنا بفضل موقعنا من الأحداث حيث نستطيع دائمًا أن نرى صورة عامة متكاملة للأحداث الجارية أمامنا ومايحيط بها من مؤثرات أو إطارات محددة لمدى الرؤية تمامًا كمن ينظر إلى صورة تم وضعها داخل إطار خشبي منمق فهو يستطيع رؤية تفاصيل الصورة بالإضافة إلى تفاصيل الإطار الذي تم وضعها فيه، بل قد يمتد الأمر إلى رؤية تفاصيل الحائط الذي تم تثبيت اللوحة عليه ولكن في نفس الوقت فإن عناصر الصورة نفسها والتي تعطي في تكوينها البعد الجمالي لهذه الصورة التي نجلس نحن في الخارج لنشاهدها لا تستطيع أبدًا رؤية تفاصيل الإطار المنمق أو الحائط من حوله في حين أنها ترانا ونحن ننظر إليها ولكنها لن تستطيع أن ترى ما نراه لأننا نجلس في الجهة المقابلة بحيث نرى الصورة والتفاصيل المحيطة بها في نفس المستوى.ولايتوقف الأمر فقط عند أفضلية الموقع، ولكن هناك بعد آخر قد أتيح لنا من خلال موقعنا من الأحداث ألا وهو ميزة الهدوء النسبي الذي توفر لنا كنتيجة لعدم وجود مسؤولية مباشرة تقع علينا عن النتائج ونحن نجلس في الجهة المقابلة لمحور الأحداث وهو ما يجعلنا في موقف أقل عصبية ممن هم داخل الحدث ومطلوب منهم الأداء والاجتهاد وتحمل النتائج أيضًا. وبمعنى أكثر وضوحًا، فإن المشاهد لمباراة كرة القدم عادة ما يبدأ المباراة بهدوء وأريحية بما يتيح له تحليل التشكيل والخطة قبل المباراة ووضع ملاحظاته التي قد تصيب في بعضها وتخفق في البعض الآخر ولكن بطبيعة الأمر فإنه لن يتذكر بعد انتهاء المباراة إلا ماقد أصاب من ملاحظاته فقط والتي عادة ماتكون بخصوص إخفاق الفريق وليس نجاحه لأن النجاح له مئة أب، حيث إن إسهامات عامل غرف الملابس قد ساعدت في تحقيق النجاح ولكن الإخفاق له أب واحد لأن كل منا لايرى خطأه ولكن يرى قصور الآخر في تنفيذ مهمته.
قرارات المدير غير مفهومة
يجب ألا تستغرب أبدًا عندما تجد مديرك يأتي بقرارات غير مناسبة بالنسبة لك أو غير مفهومة لموظفي الإدارة كلها والذين يتحولون في هذه اللحظة إلى متفرجين يجلسون ليشاهدوا ويعلقوا ويضعوا ملاحظاتهم فإن أصاب المدير في قراراته التي لم تكن مفهومة، وقف كل منا ليثبت أنه كان يعلم تمامًا أن هذه الخطة ستنجح وأنه قد نفذ ماطلب منه.... ولهذا نجحت الخطة.أما إذا لم يوفق المدير في قراراته وكان هناك إخفاق، وجدنا المشهد المألوف للموظفين العباقرة الذين حباهم الله بالبصيرة النافذة وهم يؤكدون أنهم كانوا يعلمون أنه لن ينجح وقد حاولوا كثيرًا التلميح بهذا المضمون ولكن للأسف لم يسمع لهم أحد ولا يتبقى إلا أن نسمعهم وهم يقولون وبصوت عال... يستاهلوا.فهل يستغرب الآن من المدير الذي مر بحياته الكثير من لحظات النجاح ومثلها من لحظات الإخفاق أن نراه عصبيًا ومنفعلاً لأسباب نعلمها أو لا نعلمها؟فهل يستغرب الآن من المدير الذي يعلم أنه يجلس في مقعد المسؤولية بينما الكل من حوله يجلس أو سيجلس في مقعد المشاهد ليحلل وينتقد ويبارك أو يتشفى، ألا يكون لديه الوقت الكافي لشرح كافة الأمور وأن يكتفي فقط بإظهار مفردات خطة العمل لتنفيذها قبل انتقادها.عندما سئل وزير الإسكان المصري السابق المهندس حسب الله الكفراوي عن مايقال عنه من أنه كان دكتاتورًا في أثناء فترة توليه الوزارة، فقد أجاب الإجابة المثلى لمن قبل المسؤولية وأراد تنفيذها بأعلي نسبة حرفية ممكنة عندما قال: أنا ديمقراطي لأقصى حد عند اتخاذ القرار... ولكنني الدكتاتور الأوحد عند تنفيذه.نعم، هذا هو المدير المسؤول الذي يجب أن يشارك من حوله في أي قرار سيأخذه. ولنضع مئة خط تحت..... سيأخذه، لأنه إن هو قرر أن يشارك من حوله في قرار تم اتخاذه لضاعت المسؤولية وضاعت المهمة.. بل وضاعت هيبة المدير بالتبعية.
يجب عليك تقبل مديرك على أي حال
عندما يكون مديرك هادئًا ودودًا ذا أريحية فهذا ليس معناه أن القاعدة التي ذكرناها سابقًا خاطئة ولكن معناها أن هذا المدير يتمتع بالخبرة التي تبقيه لأطول فترة ممكنة متحكمًا في جهازه العصبي بحيث لا تنفلت أعصابه بسرعة ولكن كن على يقين أنها إن انفلتت فستكون ذات عواقب شديدة تطبيقًا للمبدأ الصحيح أن اتق شر الحليم إذا غضب.لهذا سواء كان مديرك عصبيًا بطبيعته أو هادئًا في انتظار لحظة انفجار، فإنه يتحتم عليك اتباع الوصايا العشر التالية في التعامل مع المدير عند إظهار عصبيته بغض النظر عن توقيت إخراجها لأن المهم هو كيفية التعامل مع المدير وليس تقييم مزاجه وأسلوب إدارته ونهج سيطرته على جهازه العصبي طالما كان هو المدير وأنت المرؤوس الذي يتحتم عليه التعامل مع المدير أيًا كان أسلوبه وسواء قبلته أو لم تقبله.
تأكد أن مديرك يعلم من بواطن الأمور مالاتعرفه أنت الآن
من منا تخيل نفسه وهو يقود طائرة؟معظمنا سافر وطار من بلد لبلد وجلس في الطائرة سواء في المقاعد الوثيرة في الدرجة الأولى أو في المقاعد العملية المخصصة لرجال الأعمال أو حتى في مقاعد العامة ليتمتع كل منا بمزايا الدرجة التي ركب فيها أثناء رحلته بغض النظر عما يقدم من مزايا للدرجة التي تليه. وأعتقد أن الكثير من المسافرين يشغلون أنفسهم عادة إما بالقراءة أو بمشاهدة بعض البرامج التليفزيونية أو سماع الموسيقى أو العمل على الكمبيوتر أو بالتحدث إلى الجوار.ولكننا جميعًا وأيًا كانت الوسيلة التي نستخدمها لقضاء رحلتنا لا نفكر أبدًا في هوية قائد الطائرة ومهاراته وإمكاناته طالما أن الرحلة تسير بهدوء وسلامة كل شيء تحت السيطرة.ولكن ماذا يحدث عندما نبدأ في الاصطدام ببعض العوائق كأن نطلب شيئًا من المضيفة لا تستطيع تلبيته؟عادة ما نبدأ في طلب المشرف لبث شكوانا واستدعاء خبراتنا التي اكتسبناها من سفرتنا المتتالية وعقد المقارنة بين ما يقدم هناك وما يقدم هنا بل وقد يصل الأمر إلى وضع الحلول بناء على خبرتنا وممارستنا في ركوب الطائرة وليس في قيادتها أو خدمتها أو ضيافتها ولكننا بالطبع لدينا من الخبرة مايؤهلنا للحكم على مستوى الأداء وبالتالي وضع البدائل التشغيلية أيضًا.ولكن تصوروا أن يكون هذا الاصطدام مع قائد الطائرة..تصوروا أننا لم نعجب بطريقة قيادة قائد الطائرة وتحكمه في اتزانها وضغط الهواء وصعودها وهبوطها وما إلى غير ذلك.هل سيصل بنا الأمر إلى تقييم طريقة أداء وإمكانيات وخبرة قائد الطائرة والبدء في وضع الاقتراحات نحو طريقة أداء أفضل وأننا لو كنا مكانه لقمنا بعمل ذاك وتلك. هل مررنا ولو لمرة واحدة بهذه التجربة الفريدة من انتقاد قائد الطائرة أثناء إحدى الصعوبات الجوية - لاقدر الله.أعتقد اعتقادًا يقينًا أننا حتى وإن مررنا بهذه التجربة فإننا لن نجنح أبدًا إلى الاستسلام لفكرة انتقاد ووضع الحلول البديلة لقائد طائرة أبدًا وذلك لسببين رئيسين:أولاً: لأننا عندما تكون حجم المشاكل المحيطة لا ترقى لأن تكون مسألة حياة أو موت فإننا نستطيع أن ننتقد ونعلق ونستدعي خبراتنا وذكرياتنا لإعطاء النصح بناء عليها وهو ما لا يكون أبدًا عندما يكون الخطر متعلقًا بأرواحنا وسلامتها بيد الله سبحانه وتعالى ثم هذا الرجل الذي يقودنا إلى مصيرنا.ثانيًا : لأننا وبنسبة الأغلبية لا نمتلك الخبرة العملية لقيادة طائرة حتى وإن كنا نقرأ عنها أو نلعبها على البلاي ستيشن.إن قائد الطائرة يعلم تقريبًا كل صغيرة وكبيرة على متن طائرته حتى وإن لم يكن هو من يقوم بالضيافة أو بالإشراف على طاقم الضيافة ولكنه يعلم كيف يستطيع مراقبة أدائهم ومستوى خدماتهم حتى وهو في غرفة القيادة. إنها الخبرة التي توفرت له من خلال ساعات طيران طويلة اكتسب من خلالها الخبرة العملية في إدارة طائرته وطاقمها وهو ما لا يتيحه أبدًا الخبرة النظرية وإلا ما كان مطلوبًا منه أن يقضي عدد ساعات طيران قبل أن يصبح قائد طائرة.ولكي تتضح لنا الصورة، فإننا يجب أن نتأكد من أنه كل ميسر لما خلق له وأن كل إنسان له مستويان من العلم، مستوى العلم التطبيقي الذي جمعه من خبرات تراكمية من الممارسة العملية في مجال تخصصه وهو مايساعده على الترقي في هذا المجال. ولكن يوجد أيضًا المستوى الآخر من العلم النظري المستمد من القراءة والاطلاع والمشاهدات ومناظرة خبرات الآخرين وهو مايساعده على تكوين شخصيته وتفتيح مداركه للانتقال إلى مستويات إدارية تعتمد في جزء منها على خبرته العملية في مجاله ولكنها تعتمد في الجزء الأكبر على شخصيته الإدارية التي استطاع صقلها وتأهيلها لتقنع صاحب القرار بمؤهلاته لأن يصبح في موقع المسؤولية الإدارية.وبمعنى أكثر وضوحًا، فإن المدير عادة ما يتمتع بالخبرة العملية في مجاله والتي تؤهله لأن يفهم آليات العمل وكيفية قيام كل فرد من موظفيه بعمله إجمالاً وكيفية الربط بين أفراد الهيكل الوظيفي في إدارته ليؤدوا كفريق عمل واحد. كما أنه يتمتع بهذا الحس الإداري الذي يؤهله ليتواصل مع الإدارات الأخرى ويبدأ في استشعار مناطق التداخل بين الإدارات المختلفة ونقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف وهو مايولد عنده هذا التحسس من الدخول في منطقة معينة قد تكون مقبولة من جميع العاملين بالإدارة وغير مفهوم على الإطلاق سبب واحد لعدم الخوض في هذه المنطقة.. ولكنه هو من لديه السبب لأنه يعلم مالايعلمه موظفوه.إنها مايطلق عليها في العموم.. السياسة.إن المدير بحكم كونه في موقع الإدارة وهو بطبيعة الحال موقع المسؤولية، فإنه يكتسب مع الوقت خبرة السياسة في التعامل بحيث يعلم متى يستطيع أن يؤجل قرار ومتى يستطيع أن يعجل به وفق مجريات سياسية قد لا يعلمها الكثير ممن حوله ولكن عدم علمهم هذا لايعني على الإطلاق عدم صحة القرار ولكن يعني بمنتهى الوضوح.... أنه قد يرى ما لانراه نحن.عندما تقف في الطابق الثالث فإنك تستطيع الحكم بمنتهى القوة عما يدور في الطابق الثاني الذي تستطيع رؤيته وتقييمه ولكن من الصعب أن تحكم على مايحدث في الطابق الرابع إلا من خلال حدسك وتكهنك بما قد يحدث، أما من يقف في الطابق الخامس فإنه يستطيع بسهولة تقييم الطابق الرابع وتقييمك أنت وماتراه في الطابق الثاني.إنه ببساطة يرى مالا تراه أنت ويعلم مالاتعلمه أنت.. وهو مايؤهله لاتخاذ القرار الذي لن تستطيع أنت تقيمه إلا بعد أن ترى مايراه وتعلم مايعلمه وهو مايتطلب أن تقف أنت في مكانه. ولكن احذر لأنه قد يحدث أثناء ترقيك للطابق العلوي أن يرتقي مديرك إلى الطابق الأعلى وتظل له الأفضلية في مساحة الرؤية التي لن تتوفر لك ويبقى الحال على ماهو عليه... وعلى المتضرر اللجوء إلى الصبر والحنكة وإعادة قراءة هذا المقال.
لا تفقد أعصابك وتذكر أن المدير مسؤول
في إحدى المنافسات الكروية وفي مباراة حاسمة كان لابد من الفوز بها لتحقيق البطولة، قرر المدرب عدم الاستعانة بلاعبه الأشهر الذي يعلق الجميع عليه الأمل في تحقيق الفوز وذلك لأن هذا اللاعب لديه درجة من الخشونة في الركبة تظهر بوضوح عند اللعب على ملاعب النجيل الصناعي وهو ماقد يؤدي إلى إصابة مزمنة لهذا اللاعب الخلوق المتميز تبعده نهائيًا عن الملاعب.وقامت الدنيا ولم تقعد عندما أعلن عن التشكيل وهو لا يتضمن اللاعب الأمل.الجمهور يصب جام غضبه على المدرب المغرور الذي صورت له نفسه أنه يستطيع تحقيق النصر بأي لاعبين طالما كان هو المدرب والنقاد قد عقدوا جلسات تحليلية لسلوك هذا المدرب في المباريات الحاسمة ليؤكدوا أنه مدرب مغرور يعتقد في نفسه أكثر مما يعتقد في اللاعبين وأن مايهمه هو أن يحقق المجد لاسمه قبل تحقيق الفوز لفريقه.وبدأت المباراة والجميع قد وصل إلى حد الانفجار العصبي حتى أصبح زئير الجمهور مع كل فرصة ضائعة يلقي بظلاله على أداء اللاعبين الذين وصل لهم هذا الشد العصبي غير المسبوق ليتسابقوا في تضييع الأهداف بالرغم من سيطرتهم على مجريات الأمور ولتنتهي المباراة بالتعادل الذي قد يقصي الفريق عن تحقيق البطولة.ولكم أن تتخيلوا كم التعصب والانفجار الذي يمكن أن يحدث من الجميع بعد هذه النتيجة والمطالبة بإقصاء هذا المدرب الذي لا يعلم كيفية التعامل مع هذه المباريات الحاسمة والذي أعماه غروره عن الاعتراف بقدرة لاعبيه ولم ير إلا قدرته على الإدارة وتصديقه أنه يمكنه تحقيق الانتصار بأي لاعبين.وتوالت التحليلات والاتهامات من النقاد والجمهور على المقهى في آخر ربع ساعة ضيع الفريق سبع فرص. لو كان اشترك فيها بس لمدة ربع ساعة كان جاب جولين. يعني هوه كان حيموت لو لعب. ماكانوا حطولوا كورتيزون زي كل اللاعبين التانيين.ما هوه لو مدرب بجد كان حضره من أسبوعين للماتش ده موش سابه لغاية لما بقي موش قادر يلعب.أما المانشتات الصحفية فكانت كلها تتحدث عن المدرب الذي فقد قدرته على الإدارة: يبدو أن الزمن قد ولى ويجب أن يتم الآن الاستعانة بمن يستطيع التعامل مع النجوم لا إطفاءهم. إنها معادلة القوة التي أطاحت بغرور من صدق في قوته وحده. لقد حقق مايكفي من بطولات ويجب الآن إعطاء الفرصة لمن يستطيع الحفاظ على هذه البطولات.في المقابلة التليفزيونية التي تمت مع المدرب لمواجهته بما يقال من آراء الجمهور والنقاد والمطالبة بإقالته، كان رد المدرب مفاجأة للجميع بالشكل الذي لم يستطع أحد الرد عليه، بل وصل الأمر إلى اعتذار بعض النقاد في اليوم التالي، فضلاً عن مداخلات الجمهور على الهواء التي تحولت بنسبة180 درجة عندما تحدث المدرب بمنتهى العقلانية ليرد على محدثه الذي كان يبلغه بطلب الجميع بإقالته.. وكان رده هكذا:لقد سمعت كل ما قيل ورأيت كم العصبية المبالغ فيها من الجميع وأتصور لو أنني تعاملت بالمثل معهم لكنت تشاجرت مع العشرات أو أصبت أو قتلت أحدهم ولما كنت معك الآن.لماذا أْعطوا لأنفسهم الحق في أن يصلوا لهذا الحد من العصبية ولم يتخيلوا أنني كنت واقعًا تحت ضغط نفسي هائل لايعلمونه هم وأنا أفكر فيما هو أهم بالنسبة لي كإنسان قبل أن أكون مديرًا فنيًا لهذا الفريق.هل الأهم هو تحقيق فوز وبطولة من بطولات يكتظ بها خزانة النادي حتى ولو كان الثمن أن نفقد لاعبًا موهوبًا وإنسانًا خلوقًا مثل هذا اللاعب.هل البطولة أهم من الإنسان؟ لقد قضيت وقتًا طويلاً أحاول أن أستجمع قوتي لأخذ هذا القرار الذي أعلم أنه سيفتح على بوابات جهنم من النقد والانتقاد والويل والثبور ولكنني كنت أفاضل بين قراري كإنسان وقراري كمدير.لو كنت أخذت قرار الإشتراك ولعب اللاعب وأحرز لكنت الآن المدرب القدير ولو لعب ولم يحرز لما طالتني كل هذه السهام لأن اللاعب سيتحمل المسؤولية أو على أقل تقدير سيشارك فيها.لكنني ماكنت لأقبل أن أحقق انتصارًا إداريًا مقابل التضحية بإنسان حتى ولو كان الثمن إقالتي من الفريق. أنا من أتحمل نتيجة قراري وأنا سعيد بهذا القرار وأكيد أن اللاعب سيستطيع تحقيق بطولات عديدة مع الفريق وهو سليم ولكنني أتعجب من مستوى العصبية التي يتحدث بها الجميع وأريدهم أن يفكروا في كم الضغط العصبي الذي واجهته وأنا آخذ هذا القرار أو عندما كنت أشاهد إخفاق الفريق في إحراز أهداف أو عندما رأيت علامات الأسى في عيون الجمهور، فإن كانوا هم قد إنتابهم كل هذا القدر من العصبية لنتيجة قرار أخذته أنا، فمابالهم بي وأنا آخذ هذا القرار وأرى نتائجه أمامي بل وأسمع سبابي بأذني منهم.وأعتقد أن الكثير من القراء والمتابعين لأجواء مباريات كرة القدم سيستطيعون أن يتعرفوا على المدرب واللاعب ولكن هذا ليس بموضوعنا في هذا المقال.إنني أتحدث عن الحالة التي نصل إليها عندما نتأثر بنتيجة قرار أخذه شخصًا آخر وبخاصة إن كانت هذه النتيجة تؤثر فينا أو علينا بشكل أو بآخر وننسى أو نتناسى أن متخذ هذا القرار يعيش وسط حالة من عدم الإتزان النفسي لأنه هو من يعلم بأسباب اتخاذ هذا القرار وهو من يستطيع عقد المقارنة بين لو كنت فعلت هذا أو لم أفعل هذا، كما أنه هو المسؤول عن تبعات هذا القرار وإخفاقاته بالإضافة إلى أنه مطالب بمواجهة كل من لهم علاقة بهذا القرار لتبريره أو الاعتراف بخطئه.فإن كنا قد وصلنا لهذا الحد من العصبية كنتيجة لقرار أخذه غيرنا، فالأجدر بنا على ماأعتقد أن نلتمس العذر إن وجدنا مديرنا في حالة مزاجية عصبية عند اتخاذ قرار ما لأنه سيواجه كل ماواجهه هذا المدرب وقت الإخفاق، أما في حالة النجاح فبطبيعة الحال سيكون هو المدير الذي لايشق له غبار ويصبح كل منا شاهد إثبات على عبقرية هذا المدير.الغريب في هذا الموضوع أنه في اليوم التالي لهذا الحديث التليفزيوني قامت الصحف بإعادة تقييم المباراة وتوصلت إلى أن هذا المدرب استطاع أن يقود فريقه إلى أن يسيطر على مجريات المباراة وأن اللاعبين أضاعوا مايزيد عن عشر فرص محققة وهو مايعني أن المدرب قد عمل ماعليه واستطاع أن يضع الخطة التي أوصلت الفريق إلى منطقة إحراز الأهداف وأنه لولا الضغط العصبي الذي تم وضع اللاعبين فيه نتيجة استهجان الجمهور لاستطاع الفريق تحقيق الفوز.لماذا لانصدق في أن كل منا يعمل وفق ماتمليه عليه رؤيته الفنية والإدارية وأن مسؤولية كل منا عن قراره ستدفعه بكل تأكيد لأخذ القرار الذي سيصبح هو مسؤولاً عنه وقت الإخفاق وأن لكل منا دوافع خفية يراها هو وحده من خلال موقعه تجعله يتخذ القرار الذي يعتقد أنه صحيح بل وتضعه تحت ضغوط جبارة قبل وأثناء وبعد اتخاذ هذا القرار وهو مايتطلب منك أن تعطي لمديرك العذر إن هو فقد أعصابه وقت اتخاذ قرار ما قبل أن تفقد أنت أعصابك كنتيجة لهذا القرار.
إن القدر الذي يخرج منه البخار.. لايصل أبدًا لحد الغليان
يخطئ الكثير منا عندما يتصور أن نظام التكييف يعمل فقط بناء على ضخ هواء بارد إلى داخل المكان المغلق الذي يجب إحكام غلقه حتى يمكن تبريد المكان والوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة. وهذا الاعتقاد الخاطئ ناتج عن تصديقنا لما تراه أعيننا عند الضغط على الريموت كنترول ووضع درجة الحرارة على20 درجة مئوية بمايولد عندنا الإحساس أن جهاز التكييف سيدفع بكم الهواء البارد الذي سيصل بدرجة الحرارة إلى ما قمنا بضبطه عليه.ولكن حقيقة الأمر أن نظام التكييف يعمل وفق نظرية بسيطة للغاية يعلمها أغلبنا ولكن يغفل تطبيقها في معظم الأحيان ألا وهي نظرية فارق درجات الحرارة. بمعنى أنه من أجل إيصال درجة حرارة المكان إلى درجة20 درجة مئوية فإن هذا يعني أن فارق درجة الحرارة بين ما نضخه من هواء بارد والهواء الساخن الموجود أساسًا في المكان يجب أن يكون20 درجة مئوية. وهو مايعني أننا نعمل أساسًا على تقليل درجة الحرارة وليس استبدالها وهو مايعني بشكل أوضح ضرورة تفريغ المكان من الهواء الساخن حتى نستطيع ضخ هواء بارد مكانه.ولهذا نجد أن معظمنا يقوم بفتح شبابيك السيارة قبل تشغيلها لتقليل درجة الحرارة داخلها بما يساعد على سرعة تبريد الجو داخلها بعد تشغيل مكيف السيارة. لأننا إن لم نفعل ذلك فإن الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة سيستغرق وقتًا طويلاً نكون خلالها قد قمنا بالتعرق وفقدان السيطرة على أعصابنا وصولاً إلى التشكك في قدرة جهاز التكييف والرغبة في إصلاحه أو تبديله.ولكنني أؤكد أن هذه النظرية بكامل أبعادها نستطيع تطبيقها على أي إنسان في أي موقف أو أي منصب. إنها نظرية الإفراغ.كلنا نتعرض لضغوط في حياتنا بعضها يتم التعامل معه في حينه بحيث ننتهي منها وتأثيرها على جهازنا العصبي في لحظتها إما بقبولها أو بالتعامل معها وإيقاف كم الضغوط المتولدة عنها. ولكن يبقى البعض الآخر الذي لانستطيع الانتهاء منه في حينه وهو مايمثل حجم الهواء الساخن داخلنا والذي يجب طرده أولاً إذا أردنا أن نصل بدرجة حرارة انفعالتنا إلى الدرجة التي نريدها.أيًا كانت قدرة كل منا في قبول الضغوط المتولدة حولنا من ملابسات في العمل أو متطلبات حياتية أو مشاكل عائلية أو حتى صراعات كروية رياضية، ولكنها في النهاية تظل تمثل ضغوطًا على جهازنا العصبي الذي له قدرة احتمال معينة يبدأ بعدها في الانفجار مهما صغر حجم الضغط المسبب للانفجار لأننا وببساطة قد استنفدنا كامل قدرتنا بما تم اختزانه من ضغوط داخلنا يصعب معها قبول أي ضغط آخر مهما كان تافهًا أو هامشيًا.لذا كان علينا جميعًا قبول فكرة قدر الماء الذي يجب ترك منفذ بسيط لخروج البخار منه حتى لايصل الماء بداخله إلى درجة حرارة الغليان وهو ما قد يؤدي إلى الانفجار بالتبعية إن هو لم يجد منفذًا لخروج بخار الغليان منه إلا بتفجير نفسه ومن حوله.فقط تقبل فكرة كون مديرك عصبيًا لأن هذا هو ما سيتيح له إفراغ ما بداخله من الضغوط، وهو ما يعني أنه سيتمكن من قبول المزيد من الضغوط الأخرى حال وقوعها وابدأ في التعامل مع هذا الأمر بشكل من الإيجابية بحيث لا تقف عند موضع عصبيته بل تجاوزها بإعطائه الحق في هذه العصبية وكن على يقين أنك عندما تخبر إنسانًا عصبيًا بأنه محق في عصبيته هذه فإنه يهدأ في داخله ويصبح أكثر استعدادًا للبحث عن البدائل المتاحة حتى وإن لم يظهر ذلك الاستعداد.إنها المعاملة النفسية لإنسان وصل إلى حد الانفجار وعدم قبولنا لوصوله لهذا الحد سيمثل ضغطًا آخر صغيرًا جدًا قد يؤدي إلى حدوث الانفجار بالفعل. لذا وجب علينا أولاً أن نحتوي هذا الانفلات العصبي بإظهار نوع من القبول الوقتي حتى يحدث الإفراغ العصبي المطلوب ثم نبدأ من بعدها في التواصل والشرح والطلب.
لماذا لاتهتم بما أنت مسؤول عنه فقط من تنفيذ قرارات مديرك
إن الطبيعة البشرية حقًا غريبة جدًا في تكوينها وتناقضاتها وبخاصة عندما نتأرجح من جهة إلى أخرى في نفس الموقف. عندما يجلس أحدنا ليفكر في أمر ما يعارضه أو لايوافقه أو يؤرقه أو أيًا كان موقفه منه، فإن العقل البشري دائمًا مايعمل وفق ما يراه ويسمعه قبل أن يكون وفق ما يعتقده ويصدقه.إنها الرغبة الدفينة داخل كل واحد منا أن يطلق العنان لردة فعله بدلاً من التحكم في فعله أو بمعنى أوضح، أنها ميولنا الشخصية والنفسية لنجعل من ردة أفعالنا سبيلاً للرد على أي فعل من الآخر بدلاً من أن نتعب أنفسنا في ضبط أفعالنا والتحكم في انفعالتنا لإجبار الآخر على التحكم في انفعالاته. إن العقل البشري يعمل عادة على تحليل مايراه من الآخرين قبل أن يعمل على تحليل مانراه من أنفسنا وذلك لسبب بسيط جدًا أن أعيننا ترى غيرنا ولاترانا.لذا فإن الصورة التي تنقلها أعيننا لعقولنا هي صورة حقيقية نرى أبعادها أما صورتنا نحن أمام أنفسنا فهي صورة تخيلية تحليلية يتم تكوينها بناء على مدى صدقنا مع أنفسنا وقدرتنا على رؤية أخطائنا قبل أخطاء الآخرين، أي أن عقولنا عادة ما تعمل وفق الصورة التي تنقلها لنا أعيننا. أما أن نطالب عقولنا أن تعمل وفق الصورة التخيلية التي نصنعها نحن لأنفسنا وتنسى الصورة الحقيقية التي تنقلها لنا أعيننا فإن هذا الأمر ليس بالسهل فسيولوجيًا.لذا نجد أن كل واحد منا يهتم دائمًا بتحليل مايراه من الآخرين وما هو مطلوب منهم قبل أن يهتم بما هو مطلوب منه أولاً بالشكل المرضي الذي يجعلنا نذهب في انفعالاتنا إلى تحليل أفعال الآخرين سواء كانوا تابعين لنا أو كنا نحن تابعين لهم وننسى في أثناء ذلك ماهو مطلوب منا في الأساس من مهام ومسؤوليات. الأمر الذي يعطينا بالتبعية الشعور الدائم بأننا مظلومون وغير مقدرين حتى ونحن مقصرين في تناول مهامنا ومسئولياتنا. إنها الرغبة الدفينة داخل كل واحد منا بالشعور بالاضطهاد وأنه ضحية الظروف التي لو تغيرت وتم إعطاؤه الفرصة فقط ليقول رأيه لما كان ماقد كان.إننا جميعًا نعلم تمام العلم أن الأمور تجري حسب مقدراتها، ولكننا دائمًا مانحاول أن نثبت لأنفسنا أننا ضحية هذه المقدرات حتى نستطيع أن نستسلم لطبيعتنا البشرية لتصديق ماتراه أعيننا قبل أن نحكم عقولنا في تصرفاتنا وانفعالاتنا التي أدت إلى أن نرى مانراه من أمور قد نرفضها في مجملها أو قد نجعلها سببًا لفشلنا في تناول مهامنا.عندما تكون هناك بيئة مؤسسية مبنية على هيكل إداري منظم، فإن كل شخص يتم اختياره ووضعه في مكانه بناء على تقييم من الإدارة العليا لمؤهلات هذا الشخص الفنية والإدارية والشخصية. وسواء كان هذا التقييم انفعاليًا أو فنيًا أو احترافيًا أو شخصيًا... إلا أنه سيظل في النهاية تقييم تم استخدامه من الإدارة العليا كأساس لبناء هذا الهيكل الإداري وهو ماسيتم المحاسبة عليه في النهاية.لذا كان المطلوب من كل فرد في هذا الهيكل الإداري والمؤسسي أن يهتم بماهو مطلوب منه وأن يؤدي مسؤولياته في المقام الأول بشكل احترافي بغض النظر عن قناعته الشخصية باحترافية هذا الهيكل المؤسسي وذلك لسبب بسيط جدًا نعلمه جميعًا كنوع من أنواع البديهيات الإدارية ولكننا نغفل تطبيقه ألا وهو أن محددة المسؤوليات التنفيذية لن تقف أبدًا عند المدير ولكنها سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي يجب أن يلتزم بها الكبير قبل الصغير حتى وإن ظلت المسؤولية المجمعة ملقاة على كاهل هذا المدير ولكنك تظل مسؤولاً عن أداء مهامك الوظيفية سواء قبلت أسلوب مديرك في الإدارة أو رفضته.... فهذه مشكلتك أنت.لهذا كان واجبًا عليك أن تعلم أن أي إخفاق منك في تناول مسؤولياتك بينما تعمل أنت على تحليل مستوى أداء من هم دونك أو حتى أعلى منك مرتبة، فإن هذا الإخفاق سيكون سببًا رئيسيًا يستطيع مديرك أن يستخدمه وقتما يشاء ليبرر إخفاقه هو في تنفيذ مخطط مسؤولياته. بل إن الأمر قد يصل إلى تعليق كامل الفشل عليك بحيث يصبح الحل لهذا المدير - الذي تم اختياره من قبل الإدارة العليا - هو في إقالتك لأنك أنت من تسببت في هذا الفشل.فقط إعمل ماعليك وما هو مطلوب منك لأن هذا هو دورك والتزاماتك الوظيفية التي تتقاضى عليها راتبك، أما رضاك أو عدمه عن مستوى أداء مديرك فهو ليس بمبرر على الإطلاق لأن تمتنع عن أداء التزاماتك وإلا كان الحل البحث عمن يستطيع أداء هذا الدور الوظيفي... وهو مايعني أن تكون إقالتك هي الحجة التي سيعلق عليها أي إخفاق لشخص آخر
عندما قرر الاتحاد الدولي لكرة التنس حرمان بطلة التنس ماريا شارابوفا مؤقتاً من اللعب لمدة سنتين، بعد إخفاقها في تحليل للمنشطات في الدم في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، أجرت النجمة الرياضية تحولاً مفاجئاً في سيرتها المهنية، فقد سجلت للدراسة في كلية هارفارد للأعمال.
كان ذلك بمثابة صاعقة مدوّية، حتى لشارابوفا نفسها، على ما يبدو. فكما كتبت على حسابها على موقع تويتر في يونيو/حزيران لأكثر من 3.38 مليون من معجبيها: "لست متأكدة كيف حدث ذلك، ولكنها هارفارد! بأحرّ الشوق لكي أبدأ تلك الدورة الدراسية!".
وقد اتّبع آخرون ممن سجلوا للدراسة مطامحهم الأكاديمية أيضاً، ورضوا بمراكز دراسية في بعض أفضل الجامعات في العالم، ومن بينهم مغني الراب إل.إل.كول جَي والممثل تشانينج تيتوم.
لكن ما لا يذكره بعض هؤلاء المشاهير من تفاصيل على موقع تويتر هو أن هذه الدورات الدراسية ليست مشابهة بالضبط للشهادة التقليدية التي تمنحها هارفارد في إدارة الأعمال، وهي ماجستير إدارة الأعمال. إذ تقبل هارفارد ما يقرب من 12 طالبا فقط من بين كل 100 شخص يتقدم للدراسة فيها.
أضف إلى ذلك أن تلك الدورات الدراسية التي يحضرها المشاهير لا تستمر لأكثر من أسبوعين. في الحقيقة، لم تدم الدورة الدراسية التي حضرتها شارابوفا، في إدارة الاستراتيجية العالمية، أكثر من أسبوع واحد. لذا، فما ضرورة ذلك؟
استقطبت صفوة كليات إدارة الأعمال، بما فيها هارفارد، المهتمين بالمال والأعمال منذ زمن طويل، وخاصة ممن يريدون تطوير مهاراتهم في مجالات أكثر، وتوسيع شبكة علاقاتهم، وشحذ ما لديهم من سمات تنافسية.
لكن بخلاف المناهج المنتهية بدرجة جامعية أو درجة دراسية أعلى، تعد متطلبات القبول المتعلقة بالعديد من برامج التعليم المخصصة للتنفيذيين قليلة نسبيا، إذ يمكن لنسب القبول في الدرجات العلمية التقليدية أن تكون أكثر صرامة، لتصل إلى سبعة في المئة فقط من عدد المتقدمين، وتتطلب معدلاً تراكمياً يقترب من الدرجة النهائية، إضافة إلى درجات الامتحان الذي يعقد قبل القبول في تلك المستويات العليا للتعليم.
أيهمك ذلك؟ ستظل بحاجة إلى سنين عديدة من الخبرة المناسبة في المجال المطلوب وموارد مالية وفيرة.
ولأن كثيراً من صفوة كليات إدارة الأعمال، بما فيها جامعتي ستانفورد، وكولومبيا، إضافة إلى كلية لندن للأعمال، والمعهد العالي لدراسة الأعمال في برشلونة بإسبانيا، تقدم عروضاً مشابهة؛ فإنه يمكنك اختيار دورة دراسية تلائم مكان إقامتك، وجدول عملك، وليس تطلعاتك المهنية فقط.
وفي هذا الشأن يقول مايكل ماليفاكيس، عميد التعليم التنفيذي بجامعة كولومبيا: "ليست بنفس صرامة الحصول على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من إحدى كليات النخبة".
ويضيف: "نراجع بجدية أوراق كل المتقدمين للدراسة بدوراتنا، عليهم أن يحتفظوا بسجل جيد في الإدارة التنفيذية، ولكن الأمر لا يتعلق كثيراً بالاستعداد الأكاديمي."
علاقات أوسع مقابل ثمن أكبر
تكلف الدورات، في جامعة هارفارد، ما يتراوح بين 4500 دولار أمريكي لدورة من ثلاثة أيام لتصل إلى 7 آلاف دولار أمريكي لدورة من ثمانية أسابيع، ويقوم بالتدريس فيها أساتذة جامعيون ممن يحاضرون في مناهج الدراسة الجامعية والعليا في الجامعة. (في الغالب، تقام برامج خاصة في بلدان أخرى.)
بالنسبة لمن يملك الإمكانية للإنفاق بتباهٍ ـ أو المحظوظين بما فيه الكفاية ليحصلوا على تمويل من أرباب عملهم ـ تمثل إقامة شبكة من العلاقات جزءاً مهما مما يجذب الناس إلى تلك الجامعة العريقة.
كان هذا حال جون هاسي، البالغ 38 عاماً والذي حصل على دورة لإعداد القادة بجامعة هارفارد في أوائل هذا العام، استهدفت إداريين تنفيذيين في المجالات الأكاديمية، وكانت نفقاتها قد دُفعت من قبل الجهة المسؤولة عن توظيفه، وهي جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية.
لا يزال هاسي يتواصل مع حفنة من زملائه في الدراسة، وانضم إلى مجموعة ’لينكد إن‘ لخريجي هارفارد في مجالات تعليم المديرين التنفيذيين، وهو ما يأمل أن يكون مفيداً في يوم من الأيام إذا ما قرر تغيير عمله، وبحسب قوله: "لن أدع نفسي أضحوكة. لن أخبر أحداً بأني داومت بجامعة هارفارد، لكني تعلمت أموراً من أساتذة جامعة هارفارد."
كانت برامج ودورات تعليم التنفيذيين، بالنسبة لكليات إدارة الأعمال، مربحة منذ زمن طويل. وتتطلب الكثير منها وسائل أقل مما تتطلبه مناهج الدراسات الجامعية والعليا.
تُجرى بعض دورات التعليم التنفيذي خارج الحرم الجامعي، وقد تصمم عروضها بما يلائم موظفي الشركات. وقد شكلت إيرادات تعليم التنفيذيين في كلية هارفارد للأعمال 168 مليون دولار أمريكي من بين الايرادات الكلية البالغة 707 مليون دولار أمريكي خلال عام 2015، وفقا إلى التقرير المالي للجامعة.
ويشعر الذين يحضرون في هذه الصفوف أنها أشبه بأجواء المؤتمرات واللقاءات التداولية أكثر من كونها عودة إلى أيام الدراسة الجامعية.
وغالباً ما يقضي المشاركون فيها كامل اليوم في صف واحد يحضره أساتذة الجامعة ليدرسوا موادا في جلسات منفردة. وتُحدّد فرق العمل خلال اليوم، وغالباً ما تشمل دراسة ومناقشة قضايا تجارية ومالية.
وعندما داوم هاسي في دورته المكونة من أربعة أيام في جامعة هارفارد، أقام طلبة الدورة البالغ عددهم أربعون شخصاً في السكن الجامعي مع زملائهم في الغرف، وتناولوا الإفطار في قاعة تناول الطعام. وخلال الأمسيات، كان تناول طعام العشاء أقرب إلى فرصة لتطبيق الآداب الراقية الخاصة بتلك الجامعة، إضافة إلى تناول عشاء رسمي في السكن السابق لرئيس جامعة هارفارد.
شهادة ماجستير "مزيفة"
أما من يلتزمون بالدوام في دورات أطول، تُعرف بدورات الإدارة المتقدمة، فيمكنهم تعلم أمور أقرب إلى شهادة ماجستير إدارة الأعمال، حيث تتوفر فرص لإقامة علاقات صداقة أوثق، وصلاحية شبه كاملة، ليُعتبروا ضمن خريجي الجامعة، ما عدا إجراءات القبول المتشددة.
ومن بين خريجي الدورات الأطول لجامعة هارفارد، وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، وراتان تاتا، الرئيس السابق لشركة "تاتا" الهندية، وهي الشركة القابضة لمجموعة تاتا.
ويقيم المشاركون في تلك الدورات الدراسية التي تنظمها هارفارد في السكن الجامعي لمدة ثمانية أسابيع، يراجعون خلالها أكثر من 130 قضية تجارية ومالية، ويدرسون في صفوف ذات أيام دراسية كاملة لمدة ستة أيام في الأسبوع.
يقيم كل مشارك في غرفة نوم بها حمام خاص، ولكنهم يتشاركون في المطبخ وغرفة الجلوس، حسبما يقول رانجاي غولاتي من كلية هارفارد للأعمال. وبعد نهاية الدرس، يقضي المشاركون عادة ثلاث ساعات إضافية لتداول مشاريع جماعية تساعد أكثر في إقامة وتطوير العلاقات فيما بينهم.
ويمكن لخريجي الدورات والمناهج الأطول أن يحضروا الفعاليات الخاصة بالتواصل وإقامة العلاقات العامة، وهو ما يتاح لخريجي الجامعة الذين أكملوا برامج ماجستير إدارة الأعمال.
وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، يُقبل كل من يحضر على الأقل 18 يوماً، من منهاج أو دورة لشهادة غير جامعية، ضمن قائمة البريد الألكتروني للخريجين وترسل إليه الدعوات لحضور لقاءات دولية، ويمنح صلاحية الاطلاع على دليل الخريجين، حسب قول ماليفاكيس. وتقدم جامعة هارفارد امتيازات مشابهة.
ولكن هذه الدورات لا تستقطب فقط عمالقة الصناعة الناشئين. خلال العقد الأخير أو نحوه، تغيرت ملامح حاضري برامج التعليم التنفيذي لتشمل محترفين بدون مؤهلات تقليدية، غير تلك التي تتوفر لدى الشركات، حسب قول إداريي تلك الدورات.
على سبيل المثال، قبل أربع سنوات، بدأ المعهد العالي لدراسة الأعمال في برشلونة في عرض "دورة متقدمة في الإدارة في مجال الإعلام والترفيه"، وتتألف من أربع وحدات يستمر كل منها خمسة أيام، خلال فترة تمتد عشرة أشهر، وتقام في نيويورك، ولوس أنجليس، وبرشلونة.
ويأتي المشاركون فيها من شركات ناشئة في مجال الإعلام، أو شركات الترفيه الجديدة، ممن يتطلعون إلى تعلم "الخلاصات التجارية"، كما تقول إيدون جونسدوتير، المدير العام لتعليم الاداريين التنفيذيين في كلية إدارة الأعمال التابعة للمعهد العالي لدراسة الأعمال في برشلونة.
وتضيف: "هؤلاء كوّنوا أنفسهم بأنفسهم ولم يتمكنوا من بناء ذلك الأساس الراسخ."
هل يستحق الأمر؟
في الوقت الذي يمكن فيه لدورات تعليم الإداريين التنفيذيين أن تساعدك في النجاح في مركزك الحالي، فإن تكاليفها لا تفيد الباحثين عن عمل، حسب قول خبراء في مجال التوظيف. فالباحث عن عمل جديد قد لا يريد التفاخر بإنفاقه على دورات حصل عليها من جامعات كبيرة.
فمن الممكن لهؤلاء تحصيل المعرفة عن طريق التعرف على محترفين في ذلك المجال، أو التسجيل في برامج التدريب التي تقام في أجواء غير أكاديمية، كما يقول بوول ماكدونالد، المدير التنفيذي الأقدم لدى شركة "روبرت هاف إنترناشينال" الاستشارية للموارد البشرية.
ويضيف: "إذا كنت تتوق للحصول على شهادة، فجميل أن تنال واحدة ولكن دون أن تكلف نفسك كثيراً".
وحسب قوله، من جهة أخرى، قد يكون من اللافت للنظر أن تدرس لسنتين لتنال شهادة ماجستير إدارة الأعمال من إحدى كليات الصفوة.
ويقول الطلبة إن الإدمان على التعلم أمر وارد. ويأمل هاسي، في نوفمبر/تشرين الثاني، أن يداوم في دورة للاقتصاد السلوكي بكلية يال للإدارة. كما يخطط لدفع مبلغ 6,850 دولار أمريكي، على نفقته الخاصة، لدورة أخرى مدتها ثلاثة أيام.
وبالنسبة لهاسي، تتجاوز النفقات ذلك الثمن المدفوع على الدورات التي تمنحه أفقاً ومنظوراً عالمياً. ويقول: "إنها خطوة أعلى من مجرد حضور مؤتمر ما. إنها طريقة راسخة للتعلم وأراها تستحق ذلك."
والنصيحة المفيدة هنا: لا تتورط في دورة تدريبية تعتمد فقط على اسم كبير، حسبما يقول ماكدونالد. ويمكنك أن توجّه أسئلة بشأن أساتذة الجامعة الذين سيدرّسون تلك الدورات، وعدد الطلبة المشاركين، والمواضيع المحددة التي ستشملها الدراسة، وكذلك الاطلاع على الفرص المتاحة لإقامة وتقوية العلاقات الاجتماعية التي ستحصل عليها في نهاية الدورة.
إضافة إلى ما ذُكر، من المهم أن تقيّم نوع المعارف التي ستشملها الدورة مقارنة بالفجوات المهنية التي تعاني منها.
ويقول هاسي: "يمكن أن تسحرك نشرة أو مقالة تطلع عليها عن المشاهير، لكن إن لم تنقّب عما ورد فيها، فقد تنفق الكثير من المال ثم تشعر بعدم الرضا".