17‏/02‏/2016

الفوبيا

لكل منا مخاوفه المرضية
أغورافوبيا ، الفوبيا الاجتماعية ، الفوبيا المرتبطة بشيء من الأشياء . . . إنها مخاوف عادية يمكن أن تتفاقم ويختل تناسبها مع موضوعاتها إلى حد أن تشل حركاتنا وأفعالنا.
بقلم : جان لويس بيدينيالي و باسكال برتاني
الفوبيا La Phobie من اليونانية Phobos [خوف] هي خوف دائم ومتواتر ومزعج من شيء أو موضوع ما [ قد يكون حيوانا ] أو من وضعية معينة [ كأن يتواجد المصاب وسط حشد من الناس] مما يصيبه بالرعب. الفوبيا ظاهرة جد عادية ، لكنها تغدو ظاهرة مرضية عندما تضع حدودا لأنشطة الحياة اليومية وحسن الحال. وقد ابتدأ الطب النفسي بوصف بعض هذه المخاوف في نهاية القرن 19 أغورافوبيا Agoraphobie ( الخوف من أماكن التجمعات البشرية : حشد ـ متجر …الخ) [1871] Claustrophobie ( هي الخوف من الفضاءات والأماكن المغلقة أو الأعالي) [1879] éreutophobie ( الخوف من الاحمرار خجلا) [1896] ، ولقد وضع كل من سيجموند فرويد [1895] وبيير جاني [1903] نظريات سيكولوجية لأسباب وأصول هذه المخاوف ، ثم تم تحديدها من قبل( DSM و  CIM ) فصنفت في إطار ” الإضطرابات الرهابية” .
ميكانيزمات الفوبيا
  1. مواجهة موضوع أو شيء أو وضعية تحدث حالة الجفول والهلع Panique (رؤية ثعبان على سبيل المثال).
  2. خوف من الشيء أو الوضعية يستمر ويدوم حتى عند عدم حضورهما [ ” حيث يعاش الموضوع أو الوضعية عن طريق الفكر ” ] أو يتم تخيلهما؛ ” عندما أفكر في ثعبان أشعر بالرعب، حتى ولو أنه غير موجود أمامي ” ].
  3. رد الفعل المتمثل في الرعب الشديد عند مصادفة الموضوع أو الوضعية ” إن قلبي يرجف بشدة، وأرتعد، وأحس بدوار في رأسي، ويتلاشى الواقع من تحت قدمي، وأشعر أنني سأفقد الوعي. . إنني خائف جدا “.
  4. التحاشي أو الفرار [ أتحاشى وأتجنب الأماكن والكتب والأفلام التي توجد بها تعابين ].
  5. بعد مواجهة الشيء أو الوضعية أو تحاشيهما وتجنبهما، تظل هنالك ذكريات مرعبة وأحاسيس فقدان القيمة أو الخجل والضعف.
  6. الحماية بفضل أشخاص [ ” موضوعات ضد – فوبية contraphobique “] أو المواجهة [ الهروب إلى الأمام ] مع حركية زائدة عن اللزوم إن لم تكن احتكاكا مقصودا ( التحدي) .
وعادة يتم تجميع المخاوف في ثلاثة تصنيفات أو صنافات [ DSM.IV ] :
  • أغورافوبيا Agoraphobie : وهي الخوف من الأماكن والوضعيات التي يصعب الإفلات منها أو ضمان النجدة في حالة الجفول : التواجد وسط حشد من الناس أو في متجر كبير أو أماكن مفتوحة…
  • الفوبيا الخاصة Spécifique وتتعلق بالأشياء : حيوانات ـ وسط طبيعي ( رعد ، ماء ، أعالي . . ) دم ، شوكة الطبيب ، حادثة اصطدام ، أمراض ، وسائل النقل ، أنفاق ، جسور ، مصاعد ، أسفار جوية ، سياقة السيارة ، أماكن مغلقة ، الضجيج القوي والأشخاص المقنعون ( بالنسبة للأطفال ).
  • الفوبيا الاجتماعية La Phobie sociale وتتمثل في الخوف من احمرار الوجه خجلا (éreutophobie) أو من الكلام أو الشرب أو الأكل أو الكتابة في مكان عام.
الأسباب المفترضة الثلاثة
  • عضوية Somatiques : هنا يتم تجريم الموصلات النورونية Neurotransmetteurs : النورادرينالين وخاصة السيروتونين ، ومن ثمة فإن أجزاء متعددة من الدماغ تساهم في معالجة العواطف ستكون متورطة.
  • معرفية Cognitives: يتم تعلم الفوبيا والاحتفاظ بها عن طريق عمليات التشريط وعن طريق الأفكار. إن الرهاب ينطلق بفعل حدث خطير ( أو الرضوض الصغيرة والمتكررة ) عن طريق محاكاة السلوكات العائلية أو عن طريق المبالغة وتضخيم الرسائل التربوية المقلقة. ويمكن أن يوجد أيضا كخاصية من خصائص الشخصية ، إنه يرتبط بشكل ثانوي بشيء ( منبه ) هذا الذي يصبح بفعل عملية التشريط موضوع الرهاب والهلع ( جينة الرهاب ): غنه منذاك يحدث الخوف باعتباره خطرا حقيقيا. ومتى ما تم هذا الترابط بين الطرفين ، فغن الفوبيا يتم تدعيمها عن طريق خطاطات تفكيرية : استباق وتوجس رهابي ، تركيز الانتباه على الخطر ، حذر وانتباه مفرطان ومضخمان  Hyper vigilance ، بناء سيناريوهات كارثية ( الخلط بين المتوقع والمؤكد )  استنتاجات وتعميمات اعتباطية ، أخطاء في التأويل ، عمليات تحاشي وتجنب المخاطر ( تؤدي إلى ارتفاع درجة الرهاب).
  • الأصل اللاواعي واللاشعوري : لقد ابتدأ اهتمام التحليل النفسي بالمخاوف من خلال تحليل فرويد لمخاوف الصغير هانس ( 1905) ، هذا الطفل ذو الخمس سنوات والذي هو في صراع أوديبي مع أبيه ، يحول عدوانيته وهلعه ويسقطهما على الجياد التي يتحاشاها : حيث أضحى الجواد بديلا عن الأب الذي يرهبه. إن الفوبيا نمط من أنماط تحويل الرعب والهلع : إنها توطين وتمثيل لرعب سابق ، إنها انتشار للخوف غير قابل للتحديد [ الرعب هو خوف بدون موضوع ، وعن طريق الفوبيا يتحول إلى ” خوف ” من شيء يحاول المريض تحاشيه وتجنبه].إن طبيعة وأصل الرعب يمكن أن يتغيرا : رعب ناجم عن رغبة ، رعب هو إعادة إنتاج لصدمة سابقة ، رعب الإخصاء ، أشكال مبكرة من الرعب [ ” بدائية ” مصيبة بانهيارات عصبية ، اضطهادية حسب ميلاني كلين ). إن الفوبيا حسب التحليل النفسي إذن هي نقل الرعب وتحويله إلى موضوع يقوم بينه وبين سبب المشكل النفسي رباط معين. إن موضوع الفوبيا هو ممثل الصراع اللاشعوري غير المحلول ، وهو يمتلك معنى فرديا مرتبطا بتاريخ المريض.
وترتبط المخاوف باضطرابات أخرى تشترك معها ( Co morbidité ) : اضطرابات رهابة أخرى ، شخصية هروبية ، اضطرابات مزاجية ( الانهيار العصبي ) . إنها يمكن أن تقود نحو استهلاك ( الكحول ، المهدئات ، السموم ) مع إمكانية التعرض لخطر الإفراط والإدمان. إنها تتسبب في العديد من الإعاقات ( صعوبات تهم الحياة الأسرية والمهنية وأوقات الفراغ ) وتولد مشاكل اجتماعية ومالية وتبرما وسخطا دائمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

تجربة الفئران

  هو إيه ممكن يحصل لو جبنا شوية فئران وحطيناهم في مكان يشبه الجنة، ويكون متوفر فيه كل ما لذ وطاب للفئران ..؟! بمعني إن ميكنش لهم أي أعداء من...

الأكثر مشاهدة