عائلة كنديـة تقـرر التخلي عن جميع وسائل التقنيــة التى
ظهرت بعـد العام 1986 !
فكـرة مُدهشة ، قــررتها اسرة كنديــة صغيــرة ، جعلت الكثير من وسائل
الاعلام الكندية والعالميـة تُسلط الضوء عليها ، وتناقش احتمــال توسيـع العمــل
بها ..
بليــر ماكميـلان ( 27 سنــة )
وصديقته مورجـان هما من قــررا هذه الفكــرة ، وهي العيــش بشكـل كامل كأنهما فى العام
1986 – سنة ميــلادهما – ، وعدم استخــدام أي وسائل تقنيــة – مهمــا كانت ضرورية
فى عصــرنا الحالي – بأي شكل من الأشكــال .. ولمــدة عام واحد على الأقل ..
جاء قرار ماكميـلان وصديقتــه
بهدف تشجيــع طفليهما الصغيــرين على اللعب خارج المنــزل ، والإبتعــاد عن آثار
العُزلــة الاجتمـاعية التى ربما تسببها التكنولوجيــا الحديثة ..
يقول الشــاب :
” لن يكــون لدينا هواتف نقالة
.. لا أجهزة كمبيـوتر ، أو حواسيب محمولة .. لا إنتــرنت ، لا فيسبوك .. لا شيئ من
ذلك ! .. لقد اعتــدت على اللعب فى الخارج دائمـاً فى طفولتي ، ولاحظت ان ابنـائي
يقضـون فترة طفولة مختلفة تماماً عن التى قضيتها !..
وبحسب صحيفة ” Torrento Sun ” الكنديــة ، فإن هذه
الفكــرة جالت فى خاطر الشاب وصديقته عندما لاحظـا أن طفليهما لا يستطيعان
الابتعــاد إطلاقاً عن اجهزة الايفون والآيبـاد ..ولا يهتمــون بقضاء الوقت في
المرح خارج المنــزل ..
إذن ، لا انتـرنت .. لا GPS .. لا هواتف ذكيــة ..
لا أجهزة لوحيــة .. لا قنــوات فضائية ( فقط قنوات التلفزيــون الكندي ) .. لا
خرائط غوغل .. لا شيئ !
وفي حال رغبتهم فى سماع
الموسيقى ، تستخــدم الاســرة أشرطة الكاسيـت ! .. أما فى حال رغبتهم فى الحصـول
على معلومة معينة ، فيقومون بالاطلاع على موسوعة تبــرع لهم بها أحد الجيــران ،
او سؤال أحد الاصدقــاء الذين لديهم شبكة انترنت ، ويمكنهم البحث عنها ! ..
رغم صعــوبة تصـوّر الحيــاة
بهذا الشكــل ، إلا أنـك – اذا تخيلتها قليـلاً – ربما تجدها حيــاة رائعة ومريحة
للأعصــاب إلى أقصى درجة ممكنـــة ..
ربما تكــون حيــاة مملة .. ولكن
المؤكد أنها ستكون أفضل ألف مــرة من الجحيم الذي نعيشه كل يــوم ، من وراء
سيــلان التقنية والمعلوماتية المحيط بنا من كل جانب
وهذا يذكرنا بـ فكرة التمرد على رذائل و قيود التقدم الحضارى التى ارادها الفيلسوف الفرنسى " جان جاك روسو "
كان الإنسان في حياته البدائية
متمتعاً بكل حرية ويمارس الفضيلة بالفطرة التي لا تعرف الحقد لهذا كان يعيش في
سعادة
ولكن بعد تجمع البشر وتقدم وازدهار
الحضارة بدأت تنتشر الرفاهية وهى عوامل تؤدى إلى فساد الأخلاق وانحلال المجتمع
وتفشى الرذيلة وظهرت ديكتاتورية الأثرياء الذين سيطروا على الفقراء ،وبذلك فقد
الإنسان حريته.
نادي روسو للرجوع إلى تلك الحياة
البدائية ليعود الإنسان إلى حريته.
• يقول
في كتابه " العقد الاجتماع "
“ولد
الإنسان حراً ولكنه مكبل بالأغلال ".
أراد روسو أن يحارب فكرة الحق الإلهى
المقدس فأعاد التفكير فئ طبيعة الحكم وتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكومين و توصل الى الطريقة الصحيحة التي أدت
لظهور نظام الحكم فى أي مجتمع انسانى و هي فكرة "العقد الاجتماعي" كان
الإنسان البدائي يعيش في حرية معتمدا على نفسه لكن الظروف الطبيعية أجبرته على
التعاون تدريجيا مع غيره من البشر مثل رحلات الصيد وصد غارات الحيوانات الوحشية.
ثم أتت مرحلة الزراعة التي ازداد
التعاون فيها.
ثم أتت مرحلة الصناعة التى تطلبت
الكثير من التعاون والتماسك .
رأى روسو آن الأفراد في بداية تجمعهم
اختاروا بعض الأفراد منهم ليتولوا مقاليد حكم الجماعة بشرط آن يضمن هؤلاء الحكام
المختارين توفير الحرية لأفراد المجتمع لأن الإنسان ولد حرا . و ينتهي إلى إننا
اجتمعنا باتفاقنا وتنازلنا عن بعض حقوقنا واختارنا من يتولى حكمنا بشرط أن يحافظ
لنا عن حريتنا أما لو خرج عن إرادة المجموع واعتدى على الحريات يحق للشعب أن يخلعه
ويختار حاكما غيره .
وهكذا حلل روسو الثورة ضد ا لحكام
المستبدين محطما فكرة الحق الالهى المقدس.
الديمقراطية
هي الوسيلة
الثانية للإصلاح عند روسو و هي تتصل بالجانب السياسي.
إذا كانت
التربية تهدف إلى محو رذائل الحضارة فالديمقراطية تهدف إلى محو مساوئ الحكم فهي
تهدف إلى تحقيق الحرية لكل الأفراد من خلال الديمقراطية لان الديكتاتورية تسلب
الأفراد حريتهم لان الأقلية هى التي تسيطر على الأغلبية.
بينما
الديمقراطية تمنحهم الحرية لأن الهيئة الحاكمة جاءت وفقاً للعقد الاجتماعي و يجوز
الخروج على الهيئة الحاكمة إذا خرجت عن إرادة الشعب .
ويرى روسو أن
الديمقراطية بمعناها الصحيح لن تتحقق وإنما هو يحاول الاقتراب منها قدر الإمكان .
الديمقراطية
الحرة لها مساؤى مثل سرعة تغير الحكومات وكثرة الحروب الأهلية ولكن بالرغم من هذه
المساوئ يفضل روسو الديمقراطية.
فهل كان روسو على حق ..؟! :)