28‏/10‏/2019

الشخص المتسلط





علم النفس الإجتماعي ومع تطوره بدأ يعارض فكرة إن الأسباب كلها اللي بتؤدي في النهاية للحصول على شخصية مُتسلطة بتكون بسبب التربية والأسرة، لأن كمان في عوامل وظروف خارجية كتير بيتعرض ليها الفرد معظم الوقت، وممكن جدًا إنها تؤثر في سلوكياته وشخصيته.


الأشخاص دول غالبًا مش بيميلوا للعمل في السياسة أو مجالات الأنشطة الإجتماعية، ومع ذلك فهما بيُفضلوا جدًا فكرة اتباع القائد ”القوي“ أو ”الصالح“ من وجهة نظرهم.

الشخصية المتسلطة ما هي إلا شخصية تم قمعها وتعرُضها للتسلط من أشخاص آخرين زي الأب والأم مثلًا، وبيبدأ الشخص مع كل مرة بيتعرض فيها للعقاب أو الأذى النفسي بسبب الشخص المُتسلط تتراكم جواه رواسب نفسية كبيرة، بتدفعه في النهاية لاحتمالات إن هو نفسه يصبح شخصية متسلطة.



الأشخاص المُتسلطين بيكونوا مهووسين بالسيطرة على عالمهم الداخلي والخارجي، فتلاقيهم دايمًا بيتعاملوا على إن كل حاجة سهلة وبسيطة لكنها في نفس الوقت غير مرنة وجامدة ولا تقبل أي حلول غير اللي هما شايفينها من وجهة نظرهم، ولازم الآخرين يلتزموا بنفس القيم والأخلاقيات والقواعد والعادات والتقاليد.


الشخصية المتسلطة هي بالضرورة شخصية معقدة، عندها ميل لإظهار وفرض ثقافة معينة على باقي الناس، وبالتالي إصدار الأحكام على الآخرين المختلفين، وده لإنهم بيشوفوا اللي هما مقتنعين بيه كحق بيّن، مفيش أي حد يقدر يخالفه، والمشكلة إنهم غالبًا بيتعاملوا بشئ من العدوانية وأحيانًا التوحش في مواجهة الأشخاص المختلفين!


الأب المتسلط يستنقص البر من الأبناء مهما بلغ ظنا منه أن ذلك يدفع الابن للبر أكثر، وفي الحقيقة أن ذلك ينقص الحب وقد يدوم البر معه بشكل الواجب



أنواع الشخصية المتسلطة


من أشهر المقاييس المُستخدمة للتعرُف على نوع الشخصية المتسلطة ودرجتها هو مقياس كاليفورنيا واللي بيحاول يقيس مقدار التحيُز للافكار وجمود الفكر، وبيتقسم لتسع عوامل وهما :
التسلط بالتقاليد:

 وده غالبًا هتلاقيك قابلته كتير أوي، شخص بيعاني من الالتزام الصارم بالعادات والتقاليد المُجتمعية، ودي بيميل ليها أفراد الطبقة المتوسطة من المجتمع، ودول اللي بيربوا أولادهم على طاعة واحترام السُلطة سواء كانت سُلطة سياسية أو اجتماعية حتى.

الرضوخ التسلطي:

 وده نوع من القبول بسيطرة السُلطة والهجوم على الأفكار المُتمردة والمعارضة، اعتبره أبوك يا أخي!

العدوان التسلطي:

 وده ميل لإدانة كل من يخالف القواعد التقليدية، وغالبًا بيتم فرض الرأي عن طريق العنف سواء عنف جسدي أو لفظي. وده دايمًا بيكون شخص شايف كل التصرفات المخالفة ليه تصرفات غير لائقة، وماينفعش حد زيه صاحب خلُق ومبدأ يكون مع الأشخاص المختلفين دول.

رفض العاطفة: 

دول أشخاص بيرفضوا الضعف والعاطفة، بمعنى تاني بيميلوا للأشخاص المُعبرين عن القوة والسُلطة، زي مثلًا فكرة تفضيل بعض الأشخاص في علاقاتهم الاجتماعية لأصحاب النفوذ زي رجال الأعمال مثلًا عن الأساتذة الجامعيين.


تسلط اللسان

نجد أن أصحاب هذه الشخصية غالباً ما يقومون بسب وشتم ولعن الأخرين بصورة مبالغة ، تبالغ في تجريح مشاعر الأخرين بخبيث الكلام ، ولا تعطي لأحد فرصة في الرد أو التبرير .


الإيمان بالخرافات والنمطية: 

ودول أشخاص مؤمنين جدًا بالأمور الخفية والغيبيات، وبيعتقدوا إنها فعلًا حقائق، يعني مثلًا الأشخاص اللي ممكن يوقفوا حياتهم كلها عشان عرّاف قالهم حاجة سيئة هتحصل وهكذا بقى. الأشخاص دول ممكن يهاجموا بشدة المختلفين معاهم ويشوفوا إنهم مش بيتمتعوا بنفس السمو الروحي والعلم ببواطن الأمور.

القوة والسيطرة: 

ودول الأشخاص المُنشغلين دايمًا بالهيمنة والسيطرة على الآخرين.

السلطة التدميرية: 

ودول أشخاص بيميلوا للسخرية من باقي البشر المختلفين، وتدميرهم على الأقل على المستوى النفسي وممارسة التنمر مع الآخرين.
boys-laughing-and-pointing-at-african-american-boy-with-arms-crossed
في النهاية الشخصية المتسلطة ما هي إلا نتاج لحلقة مُفرغة من التسلُط، وفي وسط المجتمع اللي بنعيش فيه حاليًا. التسلُط هو السمة الأساسية، المدير في الشغل بيتسلط على الموظف، اللي بيروح البيت عشان يتسلط على مراته، اللي بدورها بتتسلط على أولادها، اللي بيمارسوا تسلطهم على اخواتهم الأصغر أو حتى على حيوان ما، وفي ظل منظومة عادات وتقاليد بتحكمنا، فللأسف كلنا وبشكل ما أو بآخر، عبارة عن شخصيات متسلطة.


طرق التعامل مع أصحاب الشخصية المتسلطة



ليس من السهل التعامل مع الأشخاص المتسلطين فهم يميلون للتلاعب بمشاعر الآخرين ومحاولة عزلهم، ولكن لحسن الحظ هناك العديد من الطرق للتعامل مع هذه النوعية من الأشخاص من خلال محاولة الحفاظ على رصانتك وتجنب ردود الفعل الغاضبة، ومن ثم الشروع في وضع بعض الحدود في التعامل وعدم السماح للشخص المتسلط بدفعك خارج مساحتك الآمنة، والعمل على التعامل مع مشاعرك والاعتناء بنفسك وعدم السماح لهذا الشخص باستنزافك.

التعامل في المواقف الصعبة

  1. 1
    تجنب التصرف على نحو مخطئ. يميل الأشخاص المتسلطون إلى ترقب ردود أفعال الآخرين كما أنهم لا يستجيبون للمقاومة أو الانتقاد على نحو جيد، فإذا حدث وتصرفت أنت بعنف على سبيل مقاومة النار بالنار فإن العواقب عادة ما تكون وخيمة، ولهذا حاول أن تتصرف بهدوء.[١]
    • على سبيل المثال إذا ما قام حبيبك أو زوجك بمجادلتك بشأن ضرورة تعليق منشفته في مكانها عقب الاستحمام، يجب عليكِ إذن أن تتحلي بالهدوء وأن تحاولي نقاشه وفتح أبواب الحوار فيما بينكما بدلاً من فقدان التحكم بأعصابك.
    • جرّبي قول: "أنا أفهم أنك ترغب في أن تكون المناشف معلقة على الحامل ولكنني أفضل أن أضعها على النحو الفلاني، ولكنني مستعدة لتعليقها إذا ما قمنا بتغيير ــــــــ أو يمكننا تعليقها مع ترك تلك المساحة لك."
    • حافظي على هدوئك وتمسكك بموقفك إذا ما كنتي تحاولين تغيير اتفاق سبق إبرامه مؤخرًا، قومي بتذكيره كالآتي: "لقد اتفقنا أن نفعل ذلك الأسبوع الماضي، هل تتذكر؟"
  2. 2
    حاول إظهار بعض التعاطف. جرّب أن تفكر في مصدر التصرفات المشينة التي يقوم بها الطرف الآخر، حيث أن الأشخاص المتسلطين عادة ما يعانون من بعض المشاكل العاطفية، ولهذا تساعدك محاولة فهم طبيعة تصرفاتهم في فهم أصل تسلطهم. حاول أن تفهم الدوافع وراء محاولات هذا الشخص للتصرف بتحكم وتسلط.[٢]
    • على سبيل المثال إذا ما واجهتك حبيبتك التي تعيش معك بنفس المنزل قائلة: "لماذا تقوم بالرد على الهاتف قبل قيامك بتنظيف الفوضى؟" وهذا بسبب تركك لبعض المغلفات على منضدة المطبخ لبضع دقائق من أجل الرد على الهاتف.
    • لا تُعتبر الفوضى هي المشكلة الأساسية هنا، وإنما كون حبيبتك التي تتصرف بشكل متسلط قد تكون عانت من بعض المشاكل العميقة مثل الوالدين المتسلطين أو القلق أو تعرضها لبيئة عملت على تأصيل هذا النوع من التصرفات.
    • حاول أن تتفهم لماذا تسبب ترتيب أفعالك في إثارة حفيظتها، هذا لأن في أغلب الوقت ستجد نفسك لا ترى أن هناك مشكلة على الإطلاق على عكس الطرف الآخر.
    • على سبيل المثال اسألها: "هل هناك سبب معين لضرورة قيامي بالتنظيف قبل الرد على الهاتف؟"
    • أو اخبرها: "أنا أعرف أنكِ لا تحبين الأغلفة، ولكن كان علي الرد على الهاتف للضرورة، والآن سأقوم بعملية التنظيف بما أنني انتهيت."
  3. 3
    ارفض الجدال. يميل الأشخاص المتسلطون إلى الخوض في الجدالات المحتدمة التي لا طائل منها، فهم يشعرون بالحاجة لضرورة الانتصار، ولهذا حاول أن تمنع عنهم هذه اللذة من خلال الامتناع التام عن الخوض في أي جدال.[٣]
    • يمكنك رفض المجادلة ببساطة من خلال قول: "أنا أعتقد أنه من الضروري لنا مناقشة هذا الأمر، ولكن يجب أن نفعل ذلك عندما يهدأ كلانا بعض الشيء، ما رأيك في مناقشة الأمر غدًا؟"
    • يتوجب عليك على المدى الطويل أن تقوم بالتعامل مع المشاكل الدفينة في علاقاتك وأن تقوم برسم بعض الحدود الخاصة بك.
  4. 4
    حافظ على رصانتك بقدر الإمكان. احذر الغضب عند التعامل مع شخص متسلط لأن هذا النوع من الأشخاص يحب إثارة حفيظة الآخرين من أجل كسر عزيمتهم، ولهذا اعمل على تحجيم رد فعلك بقدر الإمكان بدلاً من التصرف على نحو مبالغ فيه.[٤]
    • تنفس بعمق عند التعامل مع شخص متسلط وفكر في بعض الأمور التي تعمل على تهدئتك أثناء حديثك معهم مثل التفكير في الجلوس على شاطئ البحر.
    • قم بالرد ببعض العبارات غير المحددة إذا ما اضطررت لفعل ذلك من أجل أن تمنح نفسك مزيدًا من الوقت، على سبيل المثال: "أنا غير متأكد بخصوص هذا الشأن، دعني أفكر بعض الوقت."

جزء2
وضع الحدود الواضحة في التعامل

  1. 1
    تذكر حقوقك الأساسية. تذكر أن لديك بعض الحقوق الأساسية في أي موقف كان وأنك لن ترغب أبدًا في التنازل عن هذه الحقوق لمجرد تعاملك مع شخص متسلط، حيث يتسبب هذا النوع من الأشخاص في الدخول إلى رأسك ودفعك لنسيان حقوقك الأساسية في التعامل مثل حق التعامل باحترام.[٥]
    • لكل شخص الحق في التعامل على نحو محترم وله الحق أيضًا في التعبير عن آرائه المتعددة، والحق في الرفض دون الشعور بالذنب.
    • إذا كنت تتعامل مع شخص متسلط لمدة طويلة فمن المرجح أن تكون نسيت هذه الحقوق البسيطة، ولهذا احرص على تذكير نفسك بها عند التعامل مع هذا الشخص وابدأ في وضع بعض الحدود بينكما.
    • على سبيل المثال يتسبب حبيبك المتسلط في إشعارك بالذنب لكونكِ تفضلين الخروج الليلة مع الأصدقاء بدلاً من الجلوس بالمنزل ومشاهدة فيلم ما، على هذا الأساس قومي بتذكير نفسكِ أن لديكِ الحق في الرفض واختيار ما ترغبين فعله، واشرعي في وضع بعض الحدود فيما بينكما بشأن التعامل.
  2. 2
    اخبر نفسك أنك الشخص المتحكم في زمام الأمور. يُعتبر التحكم في زمام الأمور هو الخطوة الأولى في رسم الحدود، حيث أنك لديك القدرة في التحكم في استجابتك لتصرفات الطرف الآخر السلبية، كما أن لديك الكثير من الاختيارات فيما يتعلق بوضع حدود التعامل.[٦]
    • عادة ما يتصرف الأشخاص على نحو اضطراري عند التعامل مع الأشخاص المتسلطين حيث يتقبلون أفعالهم وفي بعض الأوقات يحاولون اجتنابهم بشكل تام إلى درجة عدم الذهاب لبعض المناسبات العائلية لمجرد تجنب رؤية هذا الشخص.
    • تحرر من هذه الأنماط وفكر على هذا النحو: "أنا المتحكم في زمام الأمور، أنا أرفض أن أكون الضحية"، قرر أن الوقت قد حان للتأكيد على استقلاليتك ولطلب الاحترام الذي تستحقه.
  3. 3
    كُن واضحًا بشأن حدود التعامل. يقوم الشخص المتسلط بدفع الحدود بينه وبين الآخرين ويستمتع بكسر هذه الحدود، ولهذا احرص على توضيح حدود التعامل بينك وبين هذا الشخص واخبره أي من التصرفات مقبولة وأي منها غير مقبول.[٧]
    • حدد ما الذي تتقبله وما الذي ترفضه. هناك بعض القواعد البسيطة التي قد تقبل اتباعها مثل مكان وضع الملابس أو الأطباق المتسخة، ولكن هناك بعض الأمور التي يكون من الصعب التسامح معها وتقبلها.
    • فكري في القواعد التي يسنها الشخص دون سبب منطقي على الإطلاق، على سبيل المثال قد يرغب حبيبك في أن تقومي بإغلاق هاتفك أثناء خروجكما في موعد غرامي وهو الأمر المقبول، ولكن من غير المقبول وغير المنطقي أن يطلب منكِ فعل ذلك أثناء جلوسكما بالمنزل على سبيل المثال.
  4. 4
    اعمل على توضيح الحدود بشكل مباشر. احرص على وضوحك أثناء التحدث بشأن حدود التعامل، بل يمكنك تجربة كتابتها وتقديمها للشخص المتسلط من أجل الوضوح التام بشأن الأمور التي تتقبلها والأمور التي ترفضها في المستقبل.[٨]
    • حاول أن تتسم الحدود التي تطلبها بالوضوح والمباشرة حيث يميل الأشخاص المتسلطون إلى محاولة تجاهل رغباتك أو فهمها على نحو خاطئ.
    • على سبيل المثال كوني واضحة مع حبيبك المتسلط واخبريه بالحدود التي ترغبين في وضعها كالآتي: "أنا لن أستطيع أن أضع هاتفي جانبًا طوال الوقت وبخاصة عند وجودنا بالمنزل أغلب الأيام، ولكنني لا أمانع إغلاقه عند خروجنا في موعد غرامي أو عند مشاهدتنا لفيلم ما سويًا، ولكنني لن أغلقه طوال الوقت، يجب أن تفهم ذلك من الآن وصاعدًا."
  5. 5
    تصرف بحزم عند الحاجة. يميل الأشخاص المتسلطون لرفض الحدود على نحو سريع، ولهذا يجب أن تُذكر نفسك أنهم يستمتعون بدفع الأشخاص خارج مساحاتهم الآمنة، وبناء على هذا يجب عليك أن تتصرف بشكل حازم أثناء تذكيرهم بالحدود التي ترغب في اتباعها وأن توضح لهم عواقب عدم احترامهم لهذه الحدود.[٩]
    • لا يعني التصرف بحزم أن تتصرف بعنف، وإنما يعني التصرف على نحو محترم ورصين والقيام بتذكير الطرف الآخر بكونه خرق بعض الحدود. افعل ذلك مع الحفاظ على هدوئك على قدر الإمكان.
    • على سبيل المثال إذا ما قام حبيبك بقول: "أنا هنا بالمناسبة، وتصرفك هذا وقح" وذلك بسبب قيامك بالرد على رسالة نصية من صديق أثناء مشاهدتكما للتلفاز.
    • تجنبي الرد حينها بشكل غاضب مثل قول: "لا تبالغ فأنا أتحدث مع أحدهم"، حيث أن هذه النوعية من الردود تتسبب في تصعيد الموقف. في المقابل حافظي على هدوئك واخبريه بالآتي على نحو محترم: "لقد اتفقنا من قبل أنك لا تحتاج إلى انتباهي الكامل في مثل هذه الأوقات، ولهذا أنا أقوم بالرد على رسائلي، دعني الآن استكمل ما أفعله وسأعاود المشاهدة معك."

جزء3
التعامل مع التسلط على نحو مشاعري

  1. 1
    اجعل توقعاتك تتسم بالواقعية. لا يتغير الأشخاص المتسلطون على نحو سهل حتى مع وضع الحدود المرغوب فيها، وبناء عليه يجب أن تجعل توقعاتك تجاه الشخص تتسم بالواقعية وألا تتوقع منه التغيير على نحو كبير، فمن المرجح استمرار الصراعات مع هذا الشخص.[١٠]
    • لا يمكنك تغيير شخص آخر حتى مع محاولتك العمل على تغيير تصرفاتهم عن طريق الإشارة لمدى ضررها، لن يتغير الشخص المتسلط إلا إذا رغب هو بذلك، ولهذا يتوجب عليك دائمًا تذكيره بالحدود باستمرار ومحاولة عرض انتقادك له بشكل سلس.
  2. 2
    تذكر أن الأمر غير شخصي. احرص على تذكير نفسك عند التعامل مع شخص متسلط أن الأمر غير شخصي وأنه لا علاقة له بك على الإطلاق، فهذا التسلط ينبع عادة من بعض المشاكل النفسية الدفينة مثل الشعور بعدم الأمان. هذا يعني أنك لا تتصرف على نحو خاطئ على الإطلاق وإنما الطرف الآخر هو من يميل للتحكم وحسب.[١١]
    • قم بتذكير نفسك بسبب تصرف هذا الشخص على نحو متسلط إذا ما كنت على دراية بالأسباب، وأن الأمر لا علاقة له بك على الإطلاق.
    • على سبيل المثال: "أنا أعلم أن والدي يتصرف على نحو متطلب فيما يتعلق باختياراتي المهنية، ولكن الحقيقة هي أن والده أيضًا تصرف معه على هذا النحو ولهذا فهو لا يثق باختياراتي، ولكن الأمر لا علاقة له بي على الإطلاق."
  3. 3
    اعتنِ بنفسك. احرص على الاعتناء بنفسك وبخاصة إذا ما كنت تتعامل مع شخص متسلط على نحو دوري، أو إذا ما كنت تعيش مع شخص متسلط. تذكر أن الاعتناء بالذات من الأمور الهامة عند التعامل مع شخص متسلط قد يدفعك لتجاهل احتياجاتك الشخصية على حساب احتياجاته.[١٢]
    • تذكر أنه من حقك الاعتناء بنفسك من خلال التدرب وتناول الطعام الصحي وممارسة هواياتك والأنشطة التي تحبها وتتسبب في إسعادك.
    • خصص بعض الوقت لاحتياجاتك الشخصية حتى إذا ما اضطررت للتخلي عن نقدك للطرف الآخر. على سبيل المثال: اعملي على تذكير حبيبك المتسلط بأنه يتوجب عليكِ الاستيقاظ مبكرًا ولهذا لن تتمكني من النوم في نفس موعد نومه المتأخر كما يرغب هو.
  4. 4
    قلل من التعاملات. يُعتبر تجنب الأشخاص المتسلطة هو الحل الأمثل لعدم التعامل معهم، ولهذا حاول تقليل تعاملاتك معهم بقدر الإمكان من أجل جعل الأمور أسهل بالنسبة لك.[١٣]
    • حاول أن تقتصر الوقت الذي تقضيه مع الشخص المتحكم في منزلك على وقت تناول الوجبات وبعض الأوقات القصيرة التي تتقابلان فيها.
    • اعمل على تحجيم وقت التعامل مع الشخص المتسلط في محل عملك إلى وقت العمل وحسب، واحرص على تقصير المحادثات معهم واختيار المشاريع التي لا تتطلب منك العمل معهم في الفريق.
    • اعمل على قصر التعاملات مع أفراد العائلة المتسلطين على بعض المناسبات العائلية مع الحفاظ على المكالمات الهاتفية قصيرة.
  5. 5
    ابتعد إذا ما لزم الأمر. لا بأس في التخلي عن هذه العلاقة إذا ما تسببت لك في ضرر نفسي بالغ، فهناك بعض الأشخاص على غير استعداد للتغيير، ويستمرون في خرق حدودك وإيذائك نفسيًا، ولهذا يجب عليك أن تبتعد عن هذه النوعية وأن تتذكر أن الحياة قصيرة.

تحذيرات

  • تجنب وصول العلاقات إلى مستوى الإيذاء النفسي بسبب تسلط أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة، ولا بأس من التخلي عن هذه العلاقات إذا ما لم تتمكن من التأقلم معها أو مقاومتها.

البحث عن الأسباب

قد ينعكس السلوك السلطوي على الشخص نتيجة مروره بفترات من الظلم والقمع في إحدى المراحل العمرية ، فيأتي السلوك المتسلط كنوع من التفريغ السلبي لتلك المرحلة ، وعادة ما تكون هذه المرحلة هي مرحلة الطفولة ، ويمكن أن نلاحظ وجود شخصيات متسلطة عند العيش مع شخصيات ضعيفة الشخصية ، فمثلاً عندما يكون الزوج ضعيف الشخصية نجد الزوجة متسلطة الرأي والشخصية ، لذلك نجد أن وجود شخصية متسلطة يرجع لأسباب مختلفة يمكننا البحث عنها ومعرفتها 



التجاهل والابتعاد

يفضل عدم التعامل مع الشخصية المتسلطة وتجاهل جميع ما يصدر عنها ، وعدم انتقادها ، أو حتى معاتبتها ، وانتهاز الفرص عندما يغلب الهدوء عليها في محاولة لإبداء الرأي .


الحزم والمواجهة

في حال عدم القدرة على التعامل مع هذه الشخصية بعد تطبيق جميع الحلول ، تبقى المواجهة هي الحل الأمثل لإيقاف الشخصية المتسلطة عن حدها فالأمر لم يعد يحتمل .


ما هي سمات النمط التسلطي في التربية؟


يتصف النمط التسلطي في التربية أو أسلوب التربية المتسلط من خلال الإخضاع الدائم للآخرين و الأوامر الناهية والنقد غير البناء للآخرين والعتاب أو اللوم المستمر وعدم الاعتراف بإنجازات الآخرين والتقليل من قيمتها وتبخيسها. الأمر الذي يفقد الآخرين الثقة بأنفسهم وبما يستطيعون إنجازه، وقد يصل بهم الأمر إلى العجز المتعلم، أي يفقدون القدرة على المبادأة ويستسلمون ولا يعودون يقدمون الإنجازات والأفكار طالما أن نتيجة عملهم معروفة لهم مسبقاً، أي طالما يعرفون أن نتيجة عملهم لن تحقق لهم الاعتراف والنتيجة الاجتماعية والمادية المرغوبة لاتقدر الأعمال ولكن تقف عند الأشخاص .


كيف تؤثر على المحيطين (الأبناء)؟


الأسلوب التسلطي في التربية هو أسلوب قمعي وجامد، يفقد الأبناء القدرة على التفكير الحر وعلى اكتساب الخبرة الحياتية المهمة من أجل النمو، ويجعل الأبناء عاجزون عن تقرير ما يرونه مناسباً في الأوقات الحرجة لأنهم لم يتعلموا كيفية التعامل مع المشكلات الحياتية، إذ كان هناك دائماً من يقرر عنهم بغض النظر عن رغباتهم وإمكاناتهم وقدراتهم الذاتية. كما ويقود إلى نمو شخصيات باردة انفعالياً، لا تأخذ مصالح الآخرين بعين الاعتبار، وغير قادرة على فهم وجهات النظر الأخرى وعاجزة عن إدراك أن الحياة ليست سوداء دائماً ولا بيضاء دائماً وأن الناس ليسوا أشراراً بشكل مطلق ولا أخيار بشكل مطلق.


التربية المتسلطة تقود إلى فقدان الثقة بالنفس وتقود إلى الطاعة العمياء دون إعمال العقل بالتصرفات والخضوع الكامل والخوف الدائم والإحساس بالنقص والقصور والرعب تجاه كل ما يرمز للسلطة، وبالتالي يظل مثل هؤلاء الأشخاص عاجزون عن التعبير عن حاجاتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة، ويتقبلون الرأي الصادر عن مصدر السلطة كالمدير في العمل مثلاً دون نقاش وبغض النظر عن منطقيته أم لا، ولكنهم في لا شعورهم يظلون كارهين للسلطة وكل ما يرمز لها. وعن هذا النمط من التربية يخرج التطرف بكافة أشكاله الديني منه أم السياسي والعنف كحل متطرف للمشكلات الحياتية، كنوع من الرفض العلني أو المغطى للقمع الأساسي في التربية.


ما الفرق بين الشخصية المتسلطة والشخصية القوية؟


الشخصية المتسلطة شخصية غير مرنة وضعيفة في أعماقها تتستر خلف جمودها وسلطويتها من أجل قمع الآخرين وعدم إظهار ضعفها، إنها شخصية عاجزة عن النقاش المرن والديمقراطي وعاجزة عن تقبل الآخرين وتقبل الحقائق كما هي. إنها تعيش في قوقعة تحمي نفسها منها. أما الشخصية القوية بالمعنى الذي نفهمه فليس لها علاقة بالشخصية المتسلطة. الشخصية القوية هي الشخصية الواثقة من نفسها وتتعامل مع الأحداث والناس بمرونة، قادرة على تقبل آراء الآخرين وطرح وجهة نظرها وتناقشها من حيث منطقيتها وفائدتها وقادرة على تقبل الآخرين حتى وإن كانوا مختلفين عنها، وتتقبل أن لكل إنسان طريق يختاره. الشخص الذي يتمتع بشخصية قوية قادر على قيادة الناس بالإقناع وليس بالقهر والقوة. الشخصية القوية ليست بحاجة لإخفاء ضعفها من خلال تسلطها. إنها تحترم إمكانات الآخرين وتفسح لهم المجال للإبداع والإنجاز وإن فشلوا فهي لا تبخسهم حقهم وإنما تحثهم وتشجعهم على الإنجاز والمحاولة مرة أخرى.



هل الشخصية المتسلطة شخصية مريضة تحتاج إلى علاج؟


الشخصية المتسلطة شخصية تحمل في خصائصها سمات مرضية، وعلاجها صعب لأن اضطرابات الشخصية بشكل عام عبارة عن اضطرابات لا يشعر بها صاحبها بأنها غريبة عنه، إنها جزء من سماته…جزء من أناه وبالتالي فإن العلاج لهذه الحالات مختلف عن علاج الأشكال الأخرى من الاضطرابات النفسية المعروفة.




ما هو دور الوراثة والمحيط في تكوينها؟


نمط الشخصية، أي شخصية، عبارة عن نمط مكتسب من خلال التربية، فالإنسان لا يولد متسلطاً أو ديموقراطياً أو متسامحاً. والشخصية المتسلطة شخصية تعرضت في طفولتها إلى تربية صارمة وقسرية ولم تتعلم في طفولتها النمط المتسامح والدافئ والمتعاطف من التربية، ربيت على الصرامة والقسوة والعنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة