25‏/11‏/2017

الميتافيزيقا – ما وراء الطبيعة | Metaphysics

نتيجة بحث الصور عن ‪gif Metaphysics‬‏

“الميتافيزيقيا هي البحث عن الأسباب الباطلة لما نؤمن به غريزياً، غير أنّ البحث عن هذه الأسباب لا يقلّ غريزيةً عنها.” – ف. هـ. برادلي (F. H. Bradley) (1)
الميتافيزيقيا هي فرع من الفلسفة، وتشمل علم الوجوديات (Ontology) وعلم الكونيّات (Cosmology). تستخدم الميتافيزيقيا بكثرة بمعناها “الركيك” للإشارة إلى خرافات العصر الجديد والمفاهيم غير التجريبية، كطاقة (تشي (2)Chi) و(برانا (3)Prana)، بكونها متوازنة، ومنسجمة، ومتناغمة، ومنتظمة وغير محظورة، إلخ. ورغم أن الميتافيزيقا بمعناها الركيك هي الأكثر شيوعًا في قاموس المشككين، فنحن هنا مهتمّين بالمعنى القوي للميتافيزيقيا.
يستخدم مصطلح “ميتافيزيقيا” غالبًا لتوريث الأفكار والنظريات، مثل ماهية الأنواع الحقيقية من المخلوقات، وطبيعة هذه المخلوقات والمفاهيم واللغة المستخدمة للتفكير والتحدّث أو الكتابة بشأن هذه المخلوقات. كمثالٍ على ذلك، فإنَّ نظريّة العقل من الممكن أن تكون نظريّةً ميتافيزيقيّة مهتمّةً بالظواهر العقليّة والمفاهيم المتعلّقة بها، كالمعرفة، والأفكار، والوعي، والذاكرة، والنوايا، والحوافز، والمنطق، إلخ.
ومع ذلك، فإن الميتافيزيقيا تشير عادةً إلى نظريّات الواقع الواسعة، كالمادّية والثنائية، والمسائل الواسعة المتعلقة بطبيعة الواقع.
لماذا يوجد هنالك شيءٌ عِوضًا عن اللاشيء؟ هل هنالك إرادةٌ حرّة؟ أم أنّ كل فعلٍ محدّدٌ بأسباب؟ هل تمّ خلق الكون؟ أم أنّه موجودٌ بشكلٍ دائم؟ هل توجد هنالك مخلوقات روحيّة؟ هل هنالك حياةٌ بعد الموت؟ ما هي طبيعة الكون، والمادّة، والسببية، إلخ؟ إن هذه كلها عبارةٌ عن أسئلةٍ ميتافيزيقية!
قد يتّفق أغلب الفلاسفة على أنَّ الإدّعاءات الميتافيزيقية غير علمية وأنّ الحالات الميتافيزيقية المتناقضة لا يمكن اختبارها تجريبيًّا لتحديد الخاطئ منها. فعلى سبيل المثال، إنّ المادّية (Materialism)(4) والثنائية (Dualism)(5) نظريّتان متناقضتان، ولكن كلتاهما متماسكتان وثابتتان بحكم الخبرة، ولا يوجد هنالك حدثٌ تجريبي يمكنه دحض أيٍ منهما.
غالبًا ما يقال بأنّ الفلسفة الحديثة تبدأ مع ديكارت (Descartes) (6)، حينما تحوّل تركيز الفلسفة إلى الأسئلة المعرفية، كالأسئلة المتعلّقة بأصل المعرفة، وطبيعتها وحدودها. إنّ التكهّن الميتافيزيقي بشأن أنواع الواقع، والذي ساد على الفلسفة الغربية في أحد الأزمان، قد فتح الطريق تدريجيًا نحو التحليلات الدقيقة لما يمكن افتراضه بشكلٍ معقول وإعطاء ما نعرفه عن كيفية قيامنا بتجربة الواقع وكيفية قيامنا بإنتاج أفكارٍ عن الواقع.
يعطي الفلاسفة أسبابًا متنوعًة لتفضيل معتقدٍ ميتافيزيقيٍّ معينٍ على معتقدٍ آخر. قد يعتقد أحدهم بأنَّ نظريته الخاصة أكثر تماسكًا من نظريّةٍ منافسةٍ له، أو أن معتقده الخاص لديه قدرةً أكبر على التفسير أو يحتاج لافتراضاتٍ أقل من غيره. وقد يجادل البعض بأن معتقداتهم الميتافيزيقية تتلائم بشكلٍ أفضل مع ما هو معروف من التخصصات الأخرى، كالعلم، أو التاريخ أو علم النفس. بينما ينتقد البعض النظريّات المنافسة لهم لكونها بعيدة الاحتمال كثيراً؛ أي قد تكون ممكنة ولكن لا يمكن تصديقها.
نتيجة بحث الصور عن ‪gif Metaphysics‬‏
يدافع البعض عن معتقدهم الميتافيزيقي من خلال جذب الآخرين لنتائج ذلك المعتقد، لكونه،على سبيل المثال، يعطي أملاً بالحياة الآخرة أو لمعنى الوجود. بينما يرى آخرون بأنّ مثل هذه الاعتبارات ليس لها صلة بحقيقة الادعاءات، وتشير إلى أن الاعتقاد مبني على الرغبة عِوضًا عن الأسباب المنطقية الجيدة.
ولأنّ المعتقدات الميتافيزيقية المتماسكة لا يمكن دحضها، لذلك نرى بعض الفلاسفة أحيانًا يتمسّكون بنظريّاتهم الميتافيزيقية أكثر من ميولهم الشخصيّة وبمزاجاتهم عِوضًا عن الأدلّة والبراهين.
فيعتبر البعض أنّ الميتافيزيقيا تمثّل أعلى المراتب في الطبيعة البشرية، وهي المحفّز لمعرفة وفهم طبيعة الكون الذي وجدنا أنفسنا فيه بينما نمضي قدمًا نحو نهايتنا المحتومة. بينما يعتبر البعض الآخر أن الميتافيزيقا، وعلى وجه الخصوص الميتافيزيقيا التكهّنية حول الوقائع غير التجريبية والمتعالية، بكونها هراءً. ربّما كان كانط (Kant) (7) محقًا حينما قال أنه بالرغم من أننا لا يمكننا أبداً أن نأمل جواباً لأسئلتنا الميتافيزيقية، فلا نستطيع أيضًا أن نساعد بالسؤال عنها بأيّ حالٍ من الأحوال.

هوامش

(1) ف. هـ. برادلي (F. H. Bradley) – فرانسيس هيربرت برادلي، فيلسوف بريطاني.
(2) تشي(Chi)  – الطاقة المادّية أو طاقة الحياة عند الحضارة الصينية.
(3) برانا(Prana)  – طاقة الحياة في الفلسفة الهندية.
(4)المادّية (Materialism) – وجهة نظر ميتافيزيقية تنص على وجود مادّة واحدة فقط في الكون وأن تلك المادّة طبيعية وجوهرية.
(5) الثنائية(Dualism)  – عقيدة ميتافيزيقية تنص على وجود مادّتين أو نوعين مميزين من المخلوقات في الكون، أحدهما مادّي والآخر روحي.
(6) ديكارت (Descartes) – رينيه ديكارت، فيلسوف وعالم رياضي فرنسي.
(7) كانت (Kant) – إيمانويل كانت، فيلسوف ألماني.

المصدر

Robert Caroll, “metaphysics”, Skeptic dictionary viewd at: 30-3-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة

مشاركة مميزة

الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) : محرك التغيير في عالم الأعمال

  مقدمة في عالم الأعمال اليوم، يتزايد الحديث عن الابتكار التدميري (Disruptive Innovation) كقوة محركة للتغيير والتحول في القطاعات المختلفة. ي...

الأكثر مشاهدة