لا تدع نرجسيتك تخرج عن السيطرة.
في كل يوم، يقوم هؤلاء –الذين يتسمون بالنرجسية المفرطة- بتصرفات قد تلحق بهم المشكلات. عادة ما يصبحون غاضبين، متهربين من أداء واجباتهم، و يستخدمون اللغة الجنسية في التعبير عن آرائهم. وبخاصةً إن كانوا من هؤلاء النرجسيين “حاملي الألقاب”.
يتسآل الكثير من النقاد عما إذا كان مجتمعنا يعاني من نرجسية مفرطة، دفعته لتبني تلك الأفعال النفعية الغريبة التي تزج بالمجتمع في الطريق المظلم. وسواء كان هذا صحيحًا أم لا، فمن المؤكد أننا نشهد في الأيام الأخيرة الكثير من الأشخاص الذين يميلون للتعظيم من قدر أنفسهم، الذي من الممكن جدًا أن يقودهم إلى انهيار شديد على المستوى العام.
يبدو أن الشخصيات العامة خاصةً أكثر عرضة للتفكير بعقلية نرجسية. وإذا تم ذلك، فإنهم يدخلون فيما اصطلح عليه “فقاعة النرجسية”، التي تعني أنهم يفقدون إحساسهم بالمسئولية تجاه تصرفاتهم. وإذا فكرت في هذا الأمر ستجده منطقيًا.
أولاً، حتى تصبح إحدى الشخصيات العامة فلابد أنك كنت تسعى للفت الانتباه بطريقة أو بأخرى، حتى وإن كان هذا في إطار الخدمة العامة. ومن المثير للسخرية، أنك بمجرد أن تصبح شخصية عامة فإنك تحصل على حاشية من المداهنين، تحميك من العامة أنفسهم، وهذا هو السبب الثاني للدخول في فقاعة النرجسية. فأنت لست مضطرًا لمواجهة ضغوطات وصراعات الحياة اليومية؛ هناك من يفعل هذا بدلاً منك. السبب الثالث وراء الانزلاق في فقاعة النرجسية، هو التركيز الإعلامي؛ لو كانت كل أفعالك تحت بؤرة الضوء –بغض النظر عن قدر عدم أهميتها- فمن السهل أن تظن أن كل ما تفعله مهم ومثير ومسلٍ. رابعاً، يُحاط الشخصيات العامة دائماً بالمعجبين المتوددين –والمعجبات المتوددات بالطبع، وبهذا الإغراء المستمر المقرون بالتزلف والتملق، يصبح من السهل أن تنجرف الشخصيات العامة للكثير من المغامرات العاطفية و الجنسية البائسة.
خامساً، يمتلك الشخصيات العامة الناجحة من الرياضيين أو السياسيين أو الممثلين -ما يكفيهم من أموال لشراء أي شيء يريدونه وفي أي وقت. وهذه القدرة على إرضاء كل رغباتهم و خيالاتهم تعزز لديهم صفات الاندفاع والإهمال، التي تؤدي إلى الكساد المالي إن لم يتم مراقبتها.
النوع الأول من ضحايا النرجسية، هم المشاهير الذين سطع نجمهم بسرعة -كفعل النيازك، وليس النجوم. هؤلاء عادة لا يملكون الوقت الكافي لإدراك هذا الأمر، أو النضج العاطفي الكافي (إذا كانوا من المراهقين الصاعدين) فلهذا يصعُب عليهم التأقلم مع هذه الظروف الجديدة البراقة.
يدخل النوع الثاني فقاعة النرجسية أبطأ قليلاً، فعلى مر السنين يكتسب هذا الشخص شعورًا بالأهمية والحصانة الناتجة عن سمعته وشهرته الواسعة، التي تجعله يتوقع أن يتم معاملته معاملة خاصة في أي مكان يذهب إليه، وعادة ما يحصل على ذلك بالفعل.
شكسبير (المعروف بحكمة الرأي) اختلق مصطلح “فقاعة الصيت”، في حوار شخصية “جاكس” المزاجية، في مسرحية “كما تشاء”. كما استخدم شكسبير شخصية “مولفوليو” لتجسيد مخاطر هذا الأمر، في مسرحيته “الليلة الثانية عشر”.
يقول مولوفوليو “البعض يولدون عظماء، والبعض يصبحون كذلك، والبعض الآخر لديه تعطش للعظمة”، ويؤمن مولفوليو –النرجسي الكبير- خطأً- أن هذه الجملة صيغت من أجله هو خصيصًا. و على هذا الأساس فإنه يستمر في تنصيب نفسه في مكانة مجتمعية لا تجلب له سوى السخرية والاستهزاء من المحيطين به، وسيكون سقوطه حتميًا و قاسيًا جدًا. إن كنت تسعى للدخول في هذه الفقاعة، فكل ما عليك فعله هو أن تؤمن جدًا بعظمة شخصيتك، وعندها ستبدأ رحلتك اللامنتهية من اللاشئ.
ومن المثير للسخرية، أن حتى الأطباء النفسيين أنفسهم ليسوا محصنين من الانزلاق في فقاعة الشهرة والصيت؛ على سبيل المثال، في عام 2008 يبدو أن الدكتور “فيل ماك جرو” وقع ضحية النرجسية عندما استطاع أن يشخص المغنية المشهورة بريتني سبيرز على الملأ، وشعوره بالحصانة المطلقة قاده لفعل هو يعرف جيدًا أنه اختراق لخصوصية أحدهم.
الباحثون القائمون على دراسة النرجسية، يعلمون أن النرجسية نوعان: المتكلف، و سريع التأثر بالنقد. يظهر النرجسيين المتكلفين تعظيمًا واضحًا لذواتهم. أما النوع سريع التأثر بالنقد، فإنه يتحسس جدًا من رفض الآخرين له، و أكثر قابلية للشعور بالخجل، و لا يقومون بأفعال تظهر خيالاً متكلفًا.
قام عالمو النفس الإسرائليون “أفي بيسير” و”بياتريس برايل” بعمل تجربة على مجموعة من البالغين و سألوهم بعض الأسئلة لجعلهم يتخيلون نوعين من التهديد: مجموعة تتخيل تهديدات تخص الإنجازات الوظيفية، ومجموعة أخرى تتخيل تهديدات تخص علاقاتهم الشخصية.
على سبيل المثال طُلب من مجموعة “الإنجازات الوظيفية” قراءة هذا السيناريو:
“مؤخراً، تم فتح باب الترقية بشكل استثنائي لموظف واحد فقط، و أنت تنافس على هذه الفرصة، و تريدها بشدة، و من ثم دُعيت إلى اجتماع مع السيد “س” المدير التنفيذي. وعندما اقتربت من مكتب السيد “س” -قبل ميعادك- سمعت صوت ضحكات من داخل المكتب، فيبدو كأنهم يحتفلون -على الأرجح فهم يعلمون بالفعل من الذي فاز بالترقية. وعندما اقتربت أكثر، وجدت السيد “س” يشرب كأسًا مع منافسك، نخب حصوله على الترقية، ويقول له “بين كل المرشحين، كنت أنت الأفضل”.
أوضحت نتائج هذه التجربة أن من يمتلكون صفات نرجسية من النوع المتكلف، تحسسوا من التهديدات الوظيفية، بينما تحسس النرجسيون من النوع الشديد التأثر بالنقد من المهددات التي تخص علاقاتهم الاجتماعية.
بمعنى آخر، إذا أردت أن تنال من النرجسيين المتكلفين، استهدف مشاعرهم تجاه إنجازاتهم الوظيفية، و إذا أردت النيل من هؤلاء سريعي التأثر بالنقد، فعليك أن تستهدف مشاعرهم تجاه علاقاتهم الشخصية، كما توضح النتائج أنه عند انهيار نرجسية الأشخاص فإن كلا النوعين يسلكان طريقتين مختلفتين في الانهيار.
كيف يمكنك تجنب الوقوع في مصيدة النرجسية؟
إليك خمس خطوات عليك اتباعها إذا أردت أن تُبقي إعجابك بنفسك تحت السيطرة.
1- عليك إدراك الأمر عندما تسقط في أسر فقاعة النرجسية.اختراع الأعذار والمبررات لأخطائك غير المبررة، وفشلك في رد الإحسان الذي يقدمه لك الآخرون، واستغلال الأشخاص الذين يظهرون الإعجاب بك، يمكن النظر لكل هذه الأشياء السابقة، كعلامات إنذار تخبرك بأنك على الطريق.
2- ابقِ عقلك على أرض الواقع.سواء حصلت على بطولة لعبة البولينج، أو فزت بالانتخابات المحلية، فمن المهم أن تُبقي عقلك مرتبطًا بأهدافه الأساسية.
3- استمر في تحدي معتقداتك و اختبارها.يميل النرجسيون للشعور بأنهم محور العالم حتى في أتفه الأمور. اسأل نفسك باستمرار، أو اجعل أحدهم يسألك “هل أنت حقاً استثنائي كما تعتقد”؟
4- اعثر على طرقك الخاصة التي تزودك باحترام ذاتك.الأشخاص النرجسيون سريعو التأثر بالنقد، يمرون بتجارب سيئة جدًا عندما تضطرب علاقاتهم الشخصية. وبالاعتماد على ثقتك بنفسك النابعة من داخلك، يمكنك مقاومة الخسائر التي تلحق بك بسبب العلاقات الفاسدة.
5- اجعل من الانفجار الذي يلحق بغطاء النرجسية، فرصة لتطوير الذات.يرى جميعنا أن اعتذرات السياسيين أو المشاهير لا تبدو حقيقية. اجعل اعتذاراتك نابعة من قلبك، سواء لأصدقائك أو أفراد عائلتك أو زملائك في العمل، أو أيا كان من عليك الاعتذار له، و اجعل من الاعتذار نقطة تحول في حياتك. كما يمكنك الاستفادة من نرجسيتك المتأقلمة في تطوير قدرتك على النجاح.
إن انفجار فقاعة النرجسية أمر مؤلم، فلا يهم درجة شهرتك أو نجاحك. تعلم كيف تتجنب ألم السقوط عن طريق الابتعاد عن المصائد التي قادتك لهذا السقوط من الأساس.
مقال مُترجم عن: Beware the Narcissistic Bubble
أ/ دانا حسين مديرة البرامج التدريبية
مدير تطوير الاعمال الدكتور ناصر سيف
Mobile:(002) 01156106573
Email: louailhas@aol.com
لاستفسار عن احدث المؤتمرات وبرامج التدريب يمكنك زيارتنا على العناوين التالية :
- صفحة المنظمـة الدوليـة لحلول الملكيـة الفكريـة Iops - ( وكلاء تسجيل علامات تجارية | ™ | ® | © | نماذج صناعية | براءات الاختراع | محليـاً ودوليـاً)
- صفحة المجموعة الدولية لبرامج تدريب الاعمال | A To Z International Group For Business Training Courses
- صفحة المدرب لؤى حسن على الفيس بوك
- صفحة المدرب عبد العزيز العامرى
- مجموعة You Deserve To Be A Leader | تستحق أن تكون قائداً
- جروب الدبلومة الامريكية فى تطوير الاعمال
- جروب ثـورة الوظائف | Jobs Revolution
- جروب استشارى المبيعات والتسويق
- دانا جروب لكورسات التنمية البشرية واستشارات تدريب الاعمال
- جروب القيادة الادارية فى تنمية الموارد البشرية
- لتصفح البوم صور المؤتمرات والكورسات وتاريخ البرامج التدريبية المهنية
مدير تطوير الاعمال الدكتور ناصر سيف
او الاتصال فى اى وقت من 10 ص : 10 م ماعدا الجمعة 01156106573
او راسلنا على البريد الاليكترونى التالى : Email: louailhas@aol.com
مع تحيات فريق
مجموعة لؤى حسن ايه تو زد تيم & فريق دانا جروب
:For any information about: us you can visit
الصفحة الرسمية على الفيس بوك Official Facebook
الصفحة الرسمية على جوجل Official Google+
الصفحة الرسمية على اليوتيوب Official YouTube
الصفحة الرسمية على بلوجر Official Website
معلومات عن المحاضر لؤى حسن Louai Hassan info
الصفحة الرسمية على تويتر Official Twitter
Kind Regards,
Mobile: (002) 01014525787
Mobile:(002) 01154891128
Email: louailhas@aol.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة