في الغالبِ لا يُمكن لأحدٍ أن يُجبركَ على اتّخاذ قراراتٍ ليست في مصلحتك؛ إلّا إذا كنت مُنسجمًا معها وترى أنّها تصبُّ في صالحك وتعودُ إليك بالنّفع، ومن يبحث عن حياةٍ تُكدّسها الإنجازات العظيمة لا يُمكنه أن يأبه كثيرًا لمشروعات الآخرين وطموحاتهم، فهي في النّهاية ليست حياته أو أحلامه، وفي العادةِ لن يصله منها شيء. إضافةً إلى أنّه ليس عليك أن تتوقّف طويلًا إزاء فشلك؛ لأنّ الحياة تُعطيك بقدر ما تبذله من جهدٍ، هذه سنة الله -عزّ وجل- الّتي لا تتغيّر. اعملْ لأجلِ أهدافٍ عظيمةٍ حتّى تحصلَ على حياةٍ عظيمة.
المأساةُ أنّ مُعظمنا يقفُ عند أوّل عقبة تُواجهه على طريقِ حياته، فيضعف إزاءها، ويفضّل الابتعاد بعيدًا منها وتجنّبها. النّتيجة: أنّهُ يترك الميدان للاعبين القادرين على المتابعة ومن يملكون النّفَس الطّويل.
لماذا تضعُ نفسك خارج هذه الدّائرة؟ لا يوجد مُسوّغ لانسحابك، عليك أن تشحذَ المنشار وتُحدّد أهدافك العظيمة، وأنا بدوري سأساعدك على إنجازها ببعضِ النّصائح؛ ولكنّني لا أضمن لك النّجاح في تحقيقها إذا تخلّيت عنها.
1. الثّقةُ هي كلّ شيء!
لا يُمكنك أن تسير في طريقٍ، فتتقدّم خطوة ثُمّ تتراجع إلى الوراء خطوات لاعتقادك أنّ هناكَ حُفرًا وُضِعَت لإسقاطك! عليك أن تفهمَ أنّ الحفرَ موجودة لك ولغيرك، ليس فشلًا أن تسقطَ في إحداها. «إنّ ما نُسمّيه الفشل هو ليس السّقوط؛ ولكنّه البقاء في القاع». اقبل الهواء الملوّث بالأتربة، وعِشْ حياتك بتواضعٍ شديد. تذكّرْ أنّك لم تُخلق لتكون شخصًا عاديًّا. قال أحد جرّاحي الأعصاب (بن كارسون): «ليس هناك ما يُعرفُ بالشّخصِ العادي؛ لأنّهُ ما دام لديك عقلٌ طبيعي فأنت شخصٌ مُميّز». لذلك تحلّى بالشّجاعة وواجهْ نفسك ومُجتمعك، واصنعْ حاضرك، وثِق بنفسك، كلّما سقطتَ في حُفرةٍ تَعوّد أن تخرجَ منها سريعًا لتتُابع رحلتك.
2. اكسر القواعد، فهل تعتقد أنّ هناكَ أسلوبًا وحيدًا للنّجاح؟
إذا أنصتَّ إلى ما يقوله العاجزون عن المُمكن والمُستحيل؛ لن يكون لك قاعدة ترتكزُ وتسيرُ عليها، وإذا افترضنا أنّ ما يدّعيه المُثبّطون مُستحيلًا؛ لما تغيّر العالم في مُدّةٍ وجيزةٍ بطريقةٍ مُذهلةٍ لم تخطر ببال أحد. أفصحَ أحدُ العدّائين سنة (1954) يُدعى (روجر بانستر) عن رغبتهِ في كسرِ الرّقم القياسي في العدو، حيثُ كان هناك اعتقادٌ سائدٌ أنّ لا أحد يستطيع أن يقطعَ مسافة ميل في أقلّ من أربع دقائق، وبسبب إصرارهِ على تحقيق حُلمه، استطاع (بانستر) في العام نفسه أن يُزيل هذا الاعتقاد من الذّاكرة، وكسرَ الرّقم، بل إنّ عدوى كسر الرّقم انتقلت إلى كلّ العدّائين الّذين أتوا بعده، والسّبب هو تغلّبهم على المُستحيل وكسر حاجز الخوف من تحقيق الحُلم، فنجحوا.
3. افشل أكثر؛ لتنجح!
يُقال: «الضّربةُ الّتي لا تقتلك؛ تزيدُ قوّتك». وقيل: «من لا يعمل، لا يُخطئ». الطّريقةُ الّتي يُمكنك فيها تحقيق سقف مُرتفع من النّجاح هي: أن تفشل! عندما احترق مصنع (أديسون) هرول ابنه إلى الحريق ليطمئنّ عليه، فوجده واقفًا مُبتسمًا، وطلبَ من ابنه أن يُحضر والدته لمشاهدة مثل هذا المنظر الجميل، فربّما لن يتسنّى لها مشاهدته مرّة أخرى! قصص تجارب (أديسون) الّتي لم تنجحْ، جعلته أكثر خبرة ونجاحًا من الآخرين، لم يكن رجلًا فشيل، إنّما رجلٌ يقوده طموحهُ وجهده وإصراره والتزامه، لم يقفْ عند العثرات الّتي واجهها، إنّما مضى في طريقه ليصنعَ نجاحه، وقد لخّصَ فلسفته في الحياةِ عندما قال: «كثيرٌ من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاصٍ لم يُدركوا كم كانوا قريبين من النّجاح عندما أقدموا على الاستسلام».
4. تخلص من الأشخاص السلبيين
الشّخصُ السّلبي هو الشّخص الّذي لا يرى سوى النّصف الفارغ من الكأس، هو الشّخص الّذي يلعن الظّلام عوضًا من إضاءته بشمعة، هو الشّخص الّذي ينظرُ إلى الحياةِ فلا يرى سوى وجهها المُشوّه، هو الشّخص الّذي يُزعجك بتمثيله دور الضّحيّة دائمًا، هو الشّخص دائمُ الشّكوى يتوقّع من الأمور الأسوأ. مُشكلة السّلبيّين أنّ روحهم عَكِرَة، وشؤمهم مُعْدٍ، يُشعّون إحباطًا ويرمونه على غيرهم؛ لذلك لا تستمع أبدًا إلى الأشخاص السّلبيّين الّذين يُحاولن أن يُثبّطوا عزيمتك، لا تأبه لما يقولونه عنك، فلا شيء مِمّا يُقال يُمثّل حقيقتك. ابتعد عنهم قبل أن يُصيبوك بدائهم، فلا تُناقشهم لأنّك ستُزعجَ نفسك بلا طائل ولا فائدة نظرًا لمُعتقداتهم الرّاسخة رسوخ الجبال. صاحب الأشخاص الإيجابيّين النّاجحين ذوي العقول المُتفتّحة والآراء النّاضجة والأفعال الرّاشدة، فهؤلاء قادرون على بثّ الحماسة في روحك.
5. التزم بحلمك
في نهاية النّصائح الخمس، التزمْ بما حدّدتهُ من إجراءاتٍ سوف تتّبعها لتجعل لحياتك معنىً عظيمًا، ستُنجزُ ما سعيت إليه وتُحقّق أحلامك. اعلم أنّ قلّة من الأشخاص لا تتجاوز نسبتهم (10%) من البشر من استطاع مواصلة رحلته نحو النّجاح، فلمَ لا تُحاول أن تكون منهم؟ ثِقْ أنّ التّفكير السّليم سيقودك –في العادة- إلى نتائج سليمة، وهذا لا يعني أنّك لن تُخطئ أو لا يُمكنك أن تُخطئ، فنسبة الأخطاء والمخاطر كبيرة دائمًا، فلا تخشَ ذلك، فلم يصلْ أحد إلى القمّة من دون عناء. الآن، شمّر عن ساعديك وقرّر النّجاح، وانطلق لتحقيق ما تسعى إليه من طموحات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بك وتشرفنا بزيارتك وتعليقك الكريم
سنقوم بالرد على سؤالك فى خلال وقت قصير ان شاء الله
ويمكنك التواصل معنا على رقم الواتس
00966558187343
او زيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/LouaiHassan.HR
وترك تعليقك فى الخاص وسنقوم بمساعدتك فورا
مع اجمل التحيات والامنيات بحياة سعيدة مباركة